وليس الأدباء والمفكرون فقط من وصلت إليه كرة الكراهية الثلجية، فقد تضخمت فى جريانها الملحوظ إلى حاخامات اليهود أنفسهم وذلك بعد اعتقال العشرات منهم المنتمين إلى التيار اليسارى اليهودى فى الولايات المتحدة بعد تنظيمهم احتجاجا للمطالبة بتقديم مساعدات إلى غزة وإنهاء الحصار على القطاع على الفور، ونظم الحاخامات احتجاجا داخل مكتب زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ السيناتور الجمهورى «جون ثيون» فى العاصمة واشنطن وكانت المجموعة وعلى رأسها 27 حاخامًا تابعين لمنظمة «اليهود من أجل المساعدات الغذائية لشعب غزة» ترفع لافتات كتب عليها «الحاخامات يقولون احموا الحياة وأوقفوا الحصار»، وقد تلا اثنان من الحاخامات مقتطفات من سفر «مراثى إرميا» وقاموا بترجمته بمعناه «الأطفال الصغار يستجدون الخبز ولا يعطيهم أحد كسرة»، ثم بدأ الحاخامات بإنشاد المزمور الثالث والعشرين بلحن يستخدم فى الجنازات اليهودية قبل أن تقوم شرطة الكابيتول باعتقالهم وإخراجهم من مبنى مجلس الشيوخ، لتقول الحاخامة «ألساوايز» المُؤسسة لمنظمة «الحاخامات من أجل وقف إطلاق النار»: «كل حياة مقدسة، لكن الأرواح الفلسطينية لا ينظر إليها كذلك، وهذا وصمة على ضميرنا الإنسانى، ونحن هنا تأكيد على حق الحياة لكل فلسطينى وإسرائيلى»، وخلال الشهرين الماضيين وقع أكثر من 23 ألف يهودى أمريكى من بينهم 750 حاخامًا وأكثر من مجمع يهودى ومنظمة وكنس على بيان بعنوان «اليهود من أجل مساعدة أهل غزة»، وتبعا للـ«تايمز أوف إسرائيل» فإن أكثر من ألف حاخام حول العالم قد قاموا بالتوقيع هذا الأسبوع على رسالة مفتوحة تُطالب إسرائيل بـوقف استخدام المجاعة كسلاح فى الحرب وهو الاتهام الذى ترفضه الحكومة الإسرائيلية بشدة.
جون ثيون
وفى خضم الاعتقالات على اليهود «منهم فيهم» فقد أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية هذا الأسبوع حكما بالسجن على شقيقين من اليهود «الحريديم» بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية فى الجيش الإسرائيلى ليأتى بيان رسمى لزعيم التيار الليتوالى الحريدى الحاخام «دوف لاندو» الذى يقول: «دولة إسرائيل أعلنت الحرب على التوراة، اليهودية الحريدية ستخوض معركة عالمية غير مسبوقة»، إلى جانب ذلك أطلق التيار «اليورشاليمى» حملة دعا فيها الشبان الذين لم يستجيبوا لأوامر التجنيد للتسجيل فى سحب خاص تمنح فيه جوائز مالية ضخمة تصل إلى آلاف الشواكل، وتعارض الأحزاب الحريدية المشاركة فى الائتلاف الحكومى بقيادة بنيامين أى قانون يفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على طلاب المعاهد الدينية ويعتبرون التجنيد يمثل تهديدا لهويتهم الدينية، ومنذ الحرب ازداد الضغط على الحكومة من المحكمة العليا والجيش، فقد ألغت المحكمة الإعفاء التلقائى من التجنيد وأصدرت تعليمات للجيش ببدء تجنيد الحريديم وذلك فى ظل الحاجة المتزايدة للقوات العسكرية، وردا على ذلك شهدت عدة مدن إسرائيلية خاصة ذات الأغلبية الحريدية مظاهرات واحتجاجات ضد قرار التجنيد، حيث خرج آلاف المتدينين للتعبير عن رفضهم للخدمة العسكرية، وتشير الأحداث إلى أن استمرار الحرب وسقوط القتلى فى صفوف الجيش الإسرائيلى أدى إلى تعميق الانقسام الاجتماعى بين فئات المجتمع المشاركة وتلك غير المشاركة «الحريديم» مما يُضعف الوحدة الوطنية ويُعرقل التعبئة الجماعية.. وعلى خط الكراهية من الحياة كلها تزداد حالات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين وبحسب تقرير لصحيفة «هاآرتس» فإنه منذ بداية الحرب يزداد عدد الجنود الذين ينتحرون أثناء الخدمة الفعلية مقارنة بالسنوات السابقة، ففى الشهور الثلاثة الأخيرة من 2023 انتحر 7 جنود، وفى عام 2024 انتحر 21 جنديا، ومنذ بداية العام الحالى 2025 حتى منتصفه الآن انتحر على الأقل 17 جنديا، ومعظم الحالات من جنود الخدمة الحالية وليس الاحتياط، مع العلم بأن صحة الأرقام يتم التعتيم عليها خاصة الحديثة منها، هذا وإن احصاءات الجيش بالنسبة لأعداد المنتحرين لا تشمل الجنود الذين أقدموا على الانتحار خارج الخدمة بعد خلع زيهم العسكرى، ويعالج الآن جناح إعادة التأهيل فى الجيش أكثر من 17 ألف من مصابى الحرب الحالية من بينهم حوالى 9 آلاف مصاب بأمراض نفسية أقدم غالبيتهم على الانتحار لأسباب نتجت عن مشاهد قاسية وفقدان الأصدقاء وعدم القدرة على مواجهة الأحداث.
الحريديم
ووجدتنى إزاء تصاعد كراهيتى للنيتانياهو لكى أشفى بعضا من غليلى قد فرغت نفسى من جميع مهامى الأسرية والاجتماعية والصحية لرصد أى لمحة أو تصرف أو بادرة على مستوى العالم تجرحه، أو تدينه أو تلعنه أو تكشف مخططاته ونواقصه ونقاط ضعفه وآخرها خطته لاحتلال قطاع غزة إرضاءً لوزيرى المالية «بتسلئيل سموتريتش» والأمن «إيتمار بن غفير» كى لا يتركانه تبعا لتهديدهما بالاستقالة عاريا وسط أمواج السخط العارمة الهادرة فى الداخل والخارج، فحتى حليفه الأول دونالد ترامب ــ تبعا لتايمز أوف إسرائيل ــ قد حذر أخيرا المتبرعين اليهود البارزين بقوله: «شعبى بدأ يكره إسرائيل».
جاء فى مستهل الرصد الكاره للكيان أن أكثر من 300 ألف متظاهر تجمعوا فى مشهد تاريخى فوق جسر «هاربور» بسيدنى الاسترالية للمطالبة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث رفع المتظاهرون شعارات وصورا داعمة لفلسطين رافضة للإبادة... وتحلق طائرة يوم 30 يوليو فى سماء فانكوفر الكندية ساحبة خلفها لافتة بعرض السماء كتب عليها «إسرائيل تجوّع غزة»...

وتوجه ملكة البوب «مادونا» نداء إلى بابا الفاتيكان «ليو الرابع عشر» تحثه فيه على زيارة قطاع غزة المحاصر فى ظل ما يشهده من المجاعة التى أثارت الغضب الدولى، وكتبت المغنية الأمريكية الشهيرة عبر منصة إكس للبابا: «أنت الوحيد بيننا الذى لا يمكن منعه من الدخول، فنحن فى حاجة إلى فتح أبواب تلقى المساعدات الانسانية بشكل كامل لإنقاذ الأبرياء العالقين وسط النار، فلم يعد هناك وقت»... وتنتشر على جميع شبكات التواصل الامريكية عبارة «Not My War» خاصة بين مؤيدى ترامب كرمز للرفض الشعبى لتورط واشنطن فى دعم سياسات إسرائيل مع ذكر «هذا الرفض بات مطلبا واسعا خاصة لأولئك الذين صوتوا لترامب لوقف دعم إسرائيل وسياستها الخارجية»... وشهدت اليونان يوم الأحد الماضى ما أُطلق عليه «يوم الغضب» ضد الحرب الإسرائيلية، كما عممت وزارة الخارجية تعليمات للمواطنين الإسرائيليين تدعوهم إلى الامتناع عن التحدث بالعبرية فى الشوارع والأماكن العامة، والدماثة فى إظهار أى إشارة إلى أنهم إسرائيليون، وتنشر صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن هناك 1000 طيار إسرائيلى يرفضون استمرار الحرب... وفى تقرير لصحيفة «هاآرتس» عن التعليم فى إسرائيل أن وزارة التعليم توصى طلاب المدارس بالمرحلة الإعدادية بمطالعة كتب تتضمن «رؤى عنصرية واستعلائية يهودية»، وتبدأ العنصرية فى تربية الأطفال على الاعتقاد بأنهم شعب اللـه المختار، ويجب أن يتصرفوا على هذا الأساس، فيبدأون النظر إلى أنفسهم بطريقة فوقية، ويعتبرون سائر الشعوب غرباء «أغيارا» وفى هذا الإطار يقول الحاخام آرييل: «إذا كان غير اليهودى قد خلق على هيئة الإنسان فما ذلك إلا ليكون لائقا لخدمة اليهود الذى خلقت الدنيا لهم فهم شعب اللـه المختار»، كما تقوم إسرائيل بتمجيد قادة المجازر وتصورهم على أنهم عظماء، ومثال ذلك فقد أصدر وزير التعليم العالى «جدعون ساعر» قرارا يحظر على المدرسين التطرق إلى سيرة «مناحم بيجن» مؤسس منظمة «ليجى» التى ارتكبت مجازر أليمة ضد الفلسطينيين أشهرها «دير ياسين»، وعندما نجحت وزيرة التعليم العالى فى إسرائيل عام 2007 «يولى تامير» بادخال مصطلح «النكبة» الفلسطينية بعد ستين عاما إلى منهاج الصف الثالث للمدارس العربية والتى يحظر فيها التطرق إلى المذابح التى لحقت بالفلسطينيين مثل بقية مدارس إسرائيل، طالب بنيامين نيتانياهو زعيم حزب اليكود اليمينى بإقالة «تامير» من منصبها على الفور.
وعلى خط حزام الكراهية لإسرائيل الذى يُحيط الآن بالعالم فقد أعلن صندوق السيادة النرويجى الإثنين الماضى بيع حصصه فى 11 شركة إسرائيلية بعدما شدد رئيس الوزراء النرويجى «يوناس جارستوره» على أن قرارات الاستثمار لديه لن تسهم فى انتهاكات للقانون الدولى أو فى الاحتلال غير القانونى.. وحثت السفارة الامريكية فى الإمارات عبر بيان نشرته على حسابها فى منصة إكس مواطنيها على تجنب الأماكن المرتبطة بالجالية اليهودية والإسرائيلية فى البلاد وجاء فى البيان: «نناشد المواطنين الأمريكيين تجنب تلك الأماكن بما فى ذلك أماكن العبادة بعدما أحيطت البعثة الدبلوماسية بمعلومات تُشير إلى تهديدات محتملة ضد الجاليات اليهودية والإسرائيلية»، ويكتب «جيك سوليفان» مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق فى مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: «إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب فى غزة، فهى لم تعد تحقق أهدافا تحمى أمن إسرائيل بل تزيد من عزلتها الدولية وتفاقم الأزمة الانسانية وأن استمرار القتال أمر غير مبرر والبديل هو حرب لا نهاية لها يدفع ثمنها المدنيون، وإننى لأتوجه إليكم أنتم شعب إسرائيل الذى عانى وقاتل، والذى يواجه الآن انتقادات دولية متصاعدة، بينما الأغلبية الساحقة تُريد إنهاء الحرب، لقد مر أكثرمن 600 يوم على 7 أكتوبر بينما العزلة الدولية لإسرائيل تتعمق مما يهدد أمنها ورفاهيتها، واستمرار الحرب يحجب أى رؤية لإقليم مستقر.. الجذور الحقيقية للأزمة هى استمرار الحرب، لن تنتهى المعاناة إلا بإنهائها، هذه الحرب لم تعد تحقق أهدافا تحمى أمن إسرائيل، لقد حان الوقت لتغيير النهج، إنهاء الحرب وإعادة المختطفين وفتح طريق جديد نحو الاستقرار، وإننى أكتب اليوم بهذه الروح كصديق صادق».
وتقوم إسرائيل بمنع نائبتين من حزب العمال البريطانى من دخول البلاد وترحيلهما فور وصولهما مطار بن جوريون وذلك بدعوى الاشتباه بنيتهما فى نشر الكراهية ضد تل أبيب وفقا لوزير الخارجية البريطانى «ديفيد لامى» الذى يصف ما حدث بأنه «غير مقبول وغير مجد ومثير للقلق العميق».. وتبعًا لتحليل صور الأقمار الصناعية الذى أجرته وسائل إعلام موثوقة مثل الإيكونومست والفاننشيال تايمز يتضح أنه ما لا يقل عن 90% من المنازل فى غزة قد دمر تماما، وتم تدمير 12 جامعة و80% من المدارس والمساجد والكنائس والمكتبات والمتاحف و20 مستشفى من أصل 36 تعمل جزئيا وسط نقص حاد فى الأدوية والمعدات، وحتى نهاية شهر يوليو 2025 ارتفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا منذ بدء الحرب فى أكتوبر 2023 إلى 232 صحفيا وفقا للمكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة، وبالأمس القريب فقط استشهد ستة من الصحفيين الفلسطينيين على أرض غزة منهم أنس الشريف، ومحمد قريقع مراسلى قناة الجزيرة والمصورين ابراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة، وكان أنس الشريف قد فقد والده جمال الشريف 65 عاما فى قصف استهدف منزل العائلة ليواصل بعدها عمله الصحفى بجدية وفداء من مناطق قريبة من مواقع خطوط التماس ناقلا مشاهد ميدانية مباشرة وغطى حوادث الشهداء زملائه وترك قبل استشهاده وصية يقول فيها: «هذه وصيتى ورسائلى الأخيرة، إن وصلتكم كلماتى هذه فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت فى قتلى واسكات صوتى، لقد عشت الألم بكل تفاصيله، وذقت الوجع والفقد مرارا، ورغم ذلك لم أتوان يوما عن نقل الحقيقة كما هى بلا تزوير أو تحريف، أوصيكم بفلسطين، أوصيكم ألا تسكتكم القيود، أوصيكم بأهلى خيرا»، وقد ترك الشهيد من بعده طفلين بلا أب على أرض غزة المنداة بدماء الشهداء ودموع الأبرياء.
محمد صلاح
ويُوجه النجم المصرى محمد صلاح انتقادا مبطنا للاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» بشأن سليمان العبيد نجم كرة القدم الفلسطينية والملقب بـ«بيليه فلسطين» والذى قتل بنيران الجيش الإسرائيلى فى غارة جوية إسرائيلية على من ينتظرون المساعدات الإنسانية فى جنوب قطاع غزة، وتوفى العبيد عن 41 عاما وكان أبًا لخمسة أبناء، وقد بدأ مسيرته الكروية مع نادى خدمات الشاطئ ثم انضم إلى نادى مركز شباب الأمعرى بالضفة الغربية ثم إلى نادى غزة الرياضى، وسجل هدفه الأول خلال المواجهة أمام اليمن عام 2010 وشارك فى تصفيات كأس التحدى الآسيوى وكأس العالم 2014، وخلال مسيرته الكروية سجل أكثر من 100 هدف مما جعله فى نظر الكثيرين أعظم لاعب فى تاريخ كرة القدم الفلسطينية، سأل بيان محمد صلاح: «أخبرونا كيف مات؟! وأين؟! ولماذا توفى العبيد؟!!، وجاءت إجابة اليويفا مختصرة على منصة إكس: «نودع سليمان العبيد، بيليه فلسطين موهبة منحت أملا هائلا لعدد لا يحصى من الأطفال حتى فى أحلك الأوقات» ولم تذكر الإجابة سبب وفاة العبيد مما دفع محمد صلاح لإعادة نشر البيان للمطالبة بالمزيد من التفاصيل، لكن الكرة لم تزل فى ملعب اليويفا دون رد!!..
ولقد تجاوز الخطاب الإسرائيلى الرسمى حدا جديدا بعيدا فى الرد على مواقف الدول الغربية الصديقة والحليفة، لأنها تجرأت وانتقدت قرار تل أبيب إعادة احتلال غزة، فراحت تبعث برسائل صريحة ومبطنة، وتذكرالدول الغربية بتاريخها الاستعمارى وعدائها لليهود وتقول إنها سترد على كل عقاب ضد إسرائيل بعقاب مماثل بل أقوى بما فى ذلك حظر بيعها الأسلحة، ولمحت أنها تنوى الرد على حظر بيع الأسلحة الألمانية بحظر بيعها أجهزة الدفاع عن الطائرات المدنية والرادارات، وهددت بريطانيا بأنها ستحرمها من المعلومات الاستخباراتية بشأن مكافحة الإرهاب، وكانت قد عدت المبادرة التى تديرها فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطيينية فى سبتمبر القادم فى مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه «هجوم صليبى ضد الدولة اليهودية»، وقد أدت هذه اللـهجة بكثير من الخبراء إلى أن يحذروا من طابع الغطرسة التى تحتوى عليه والذى قد يعود على إسرائيل بعواقب وخيمة وكان رد «ابيحاى شكلى» وزير الاستيعاب الإسرائيلى إعادته لنشر شريط الفيديو الذى تظهر فيه زوجة الرئيس الفرنسى «ماكرون» وهى تصفعه عند خروجهما من الطائرة، ونشر وزير الخارجية الإسرائيلى بيانا جاء فيه: «كذبا رخيصا فى باب إنكار المساعدات الإسرائيلية لغزة، إنها حملة صليبية ضد الدولة اليهودية»، وقام الحاخام الإسرائيلى الذى يُجيد الفرنسية «ديفيد دانيال كوهين» الذى يعيش فى إسرائيل بتهديد «ماكرون» حيث صرح فى فيديو مدته 37 دقيقة يقول فيه: «على هذا الرئيس الفرنسى أن يجهز لنفسه تابوتا»، وذلك بعدما وجه سبابا وانتقادات لاذعة لماكرون بسبب نية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين..

وأتارينى فى كراهيتى لبنيامين وكيانه مجرد فرد عالماشى، بينما على مدى التاريخ ومن قبل الميلاد أدت أعمال اليهود وأفعالهم إلى كراهيتهم ليعيشوا فى البداية «نفيين» أولهما بعد تدمير الهيكل الأول فى القرن السادس قبل الميلاد، والثانى فى عام 70م وقد قادهم التجوال الذى دام ألفى عام إلى اليمن والمغرب وإسبانيا وألمانيا وبولندا وصولا إلى عمق روسيا، وتعد انجلترا وعلى رأسها الملك إدوارد الأول أول بلد يقوم بطردهم وكان ذلك فى عام 1290 - بعدما فرض عليهم ارتداء شارات صفراء للاستدلال عليهم ولم يسمح لهم بالعيش إلا فى عدد قليل من المدن، وهو الإجراء الذى قلده النازيون فى القرن العشرين، وقد سبق الطرد الانجليزى الطرد الإسبانى بثلاثة قرون، ولا حصر بعدها لعدد البلاد التى قالت لهم إمشوا اطلعوا بره.. منها المجر عام 1349، وفرنسا 1394، والنمسا 1421، ونابلى 1500، وميلانو 1597، وإسبانيا 1492، والبرتغال 1497، بالإضافة إلى دول شمال افريقيا مثل المغرب والجزائر وتونس وألمانيا عام 1945 وخرجوا من مصر عام 1956 بعد أزمة السويس والعدوان الثلاثى.
وتتآلف الأهواء وتتطابق الأهداف ويتآمر الجبان مع سفير البهتان ليخرج الزيف مرتديا قناع الأتقياء مُناديا يا قوم افتحوا المعبر للجوعى.. لليتامى والثكالى.. إنها مصر المدانة الملامة وحدها قاتلة الأطفال مانعة الماء والطعام والدواء.. غزة تناديكم فهبوا افتحوا الأبواب، وترفرف نجمة إسرائيل على رؤوس المتظاهرين المبرمجين على باب السفارة المصرية فى قلب تل أبيب، وفى الشارع المقابل مبنى الكنيست وعلى الجانب الآخر بيت نيتانياهو يطلان من ساحة الأمان على مظاهرة «الـ.....» المجاهدين الهاتفين ع القدس رايحين شهداء بالملايين، والثائرة المحجبة جنبا إلى جنب زميلتها المجندة الإسرائيلية تُعيدنا لذكرى مشهد الأخوات الفضليات وهن يصنعن قنابل المتفجرات بشقة الهرم للاستعانة بها فى التظاهرات أمام الأزهر والمحكمة الدستورية، والذقون المرحبة ببعضها تعيد للأذهان لقطات رابعة وخيام ميدان التحرير والشرعية كوندوليزا رايس والمؤتمر السرى لبحث سد النهضة المذاع على الهواء وحرائق أقسام الشرطة وجمعة الغضب والنفيييييير اللـه لا يعيدها أيام.. المسرحية الهزلية الأخيرة يا سادة بدايتها خطاب مضى عليه 13 عاما والمرجعية لدى منصة السيد جوجل المحتفظ بالخيانات جميعها إذا ما كانت ذاكرتكم سمكية لا تحفظ الخيانات الإخوانية للقضية الفلسطينية.. الخطاب المفصلى مُوجه من رئيس المائة يوم محمد مرسى لصديقه العزيز شيمون بيريز فى 18 اكتوبر 2012 اختار فيه الحروف المعبّرة والأوصاف الكاملة عما يستبطنه وإخوانه من تمنيات لرئيس دولة إسرائيل بالسعادة، ولدولة إسرائيل بالعيش الرغيد، مُعلنًا عن رغبته فى تطوير أواصر المحبة التى تربط بين البلدين.. بيريز الصديق الذى أيد غزو لبنان عام 1982، والعزيز الذى قام بمذبحة قانا فى ربيع 1996، ومنذ أن كان الخطاب الذى قال الكثير وضحت الرؤية بأن الطرفين يد واحدة، وتمام زى الفلوس الحرام النفوس المشوهة أيضا بتتجوز بعضها، وستظل أواصر العلاقات بينهما على أفضل ما يُرام حتى يومنا هذا لتخرج لنا من طيات خبائثهما كمائن الشر وشائعات الهدم ومظاهرات الوقيعة التى نراقبها بعين الصقر والقول الفصل خلّى السلاح صاحى.. وعلى سبيل المثال للحق وللتأصيل والتوضيح والتفتيح فقد خطط لتلك المظاهرة المفضوحة أن تقوم فى نفس اليوم الذى استأنف فيه دخول المساعدات المصرية لأهلنا فى غزة من بعد جهود دبلوماسية ولقاءات دولية مكثفة ومضنية، وذلك للتغطية على نجاحها استمرارا لدور مصر النضالى الذى ليس فيها أسرة لم تقدم شهيدًا على مدى حروب ثلاث من أجل فلسطين... وتمت المظاهرة المكشوف سترها أيضا فى نفس توقيت عقد مؤتمر حل الدولتين فى الأمم المتحدة برعاية المملكة العربية السعودية وفرنسا لكى تسرق الكاميرا من أحداث المؤتمر الهام.
ويا حبيبى يا رسول اللـه.. كانت معاناته مع اليهود شديدة وأليمة، ولقد جاء فى سورة البقرة بعض صفاتهم الذميمة التى لم يتخلوا عنها ليومنا هذا: «وضُربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من اللـه ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات اللـه ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون» صدق اللـه العظيم.
يُتبع الجزء الأول..
نقلا عن جريدة الأهرام
التعليقات