(عالم رضا سُليمان الروائي)
الكاتب الروائي والإعلامي رضا سليمان كاتب مصري حتى النخاع، فهو فيما يقدمه للإذاعة أو فيما يكتبه كجده المصري الفرعوني القديم الذي كان يحفر وينقش على جدران المعابد فنونه وعلومه تاركا للدنيا كلها ما يؤكد حضورَ الحق والخير والجمال في الشخصية المصرية وفي علومه وفنونه..
فالمبدع في وجدان وتكوين المخرج الإذاعي الكبير الكاتب الروائي والقاص ينحو دائماً نحو القيمة، نحو الإفهام البناء، لصناعة يقظة الوعي المعرفي للبناء..
وهو ما ظهر بوضوح وحرفية عالية في أعماله الروائية للكاتب الروائي رضا سليمان، فحينما نقرأ روايته "ماريونت" نجده نص يلتزم فيه الكاتب أسلوباً يشبه السارد التاريخي مميطا اللثام عن كل ما يضمره أهل الشر لمصر وحقيقة وأصل المخططات والمواجهات والحروب عن بُعد ضد الوطن والمنطقة العربية!
وهناك رواياته: عمدة عزبة المغفلين – وحي العشق – استراحة فاروق – المدنس – ظلال الموتى – أسيرة العشق – مدينة العميان – ما قبل اليوم الأخير.
وكل رواية تأخذنا إلى عالم مغاير لن تسعفنا المساحة هنا للحديث ولو بالقليل عن بعضها.
وهناك كتابه الذي يذكرني بأسلوب فكري أباظة وعمنا يحيي حقي في (كناسة الدكان)، وهو كتاب "فن الهبدولوجي"، وهو من الأدب الساخر.
وغيرها من الإبداعات الروائية والقصصية التي اعتصر فيها الكاتب رضا سليمان الحكائية المصرية ممتزجة بالمستوى اللغوي العربي الفصيح، دون صعوبة في التلقي القرائي.
تمتاز هذه الأعمال بالثراء الفني والجمالي و السسيولوجي و الأبعاد السيكولوجية لما يكمن في كل نص منها من دقة في إدارة فن الحكي ، والمنطوق الحكائي للشخصيات بحرية تضمن كون الحكاية قطعة من الحياة وإن كانت من نسج خيال الكاتب إلا أنه خيال مترع بالواقع ، أو فلنقل:
هو الواقع الإنساني في متون البوح الحكائي الذي يفوق الخيال.
ومما تجدر الإشارة إليه ونحن نتحدث عن أبرز سمات الأسلوب لدى الكاتب الروائي والإذاعي الأستاذ رضا سليمان تلك السمة الغالبة على عالمه الإبداعي، حتى في معظم إنتاجه الدرامي الإذاعي؛ ذلك الانحياز لملح الأرض، البسطاء، أولاد البلد، فتلك من أبرز و أهم خصائص الأسلوب والغايات لدى سليمان .. فهو دائماً مناصر للمطحونين والمهمشين.. ولاد البلد..
قد ينطوي التناول الدرامي لتلك الشخصيات على قدر من السخرية التي تصنع باقتدار فني متحضر بلا زعيق أو إسفاف، فهي تأملات ساخرة للفعل ، للسلوك المرفوض في المجتمع ، وليس هناك أية كراهية لأفعال تلك الشريحة في المجتمع بسماتهم ومنطلقاتهم البناءة كالشهامة والجدعنة ونكران الذات وحب البلد.
حتى في إبداعاته الإذاعية الناقدة مثل "همسة عتاب" يقدم خطاباً متحضرا منطقياً لتكون الإذاعة شريكاً فاعلا مع الجهات الحكومية المختصة لمساندة المواطن وحل مشكلاته..
للكاتب الروائي والاعلامي رضا سليمان العديد من المسلسلات والبرامج الدرامية الإذاعية منها ما هو من تأليفه وإخراجه، أشهر هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر التي أذيعت على موجات الشبكة الرئيسية شبكة البرنامج العام بالإذاعة المصرية العريقة:
(أوراق البردي)
وهو نافذة مصرية تبحر بالمتلقي في ذاكرتنا المصرية ربطا بين الماضي المصري الحضاري والحاضر الممتد إلى المستقبل..
(قطوف الأدب من كلام العرب) وهو إبحار في تراثنا العربي وروائع ما كتبه الأدباء والشعراء العرب
و(همسة عتاب) وهو برنامج يومي صباحي نقدي بناء.
أما المسلسلات فهي: (كليلة ودمنة) و(حول العالم في 200 يوم) و(غريب في بلاد غريبة) و(الرسول في رمضان) و(قناة السويس) و(كوميديا زمبليطه على الخريطة) و(مين ولا مين).. وهو من الأعمال الساخرة..
ومن أعماله الإذاعية التي تؤكد انشغاله بالتنوير وأهمية التثقيف البناء: (قادة التنوير) و(من يصنع التاريخ) و(أصل الكلام) وغير ذلك من البرامج والأعمال الدرامية التي تصل الماضي بالحاضر لاستشراف المستقبل.
الكاتب والإعلامي رضا سليمان استحق عن جدارة العديد من الجوائز في الداخل وفي الخارج في المهرجانات العربية المختلفة. منها جائزة الإبداع الذهبية في مهرجان تونس للإعلام العربي.
وغيرها من الجوائز..
رضا سليمان كاتب وأديب نتمنى له ولكل ذي إبداع حقيقي المزيد من الجوائز والتألق لنحظى بأكثر من نوبل في الأدب وفي كل مجال..
التعليقات