في هذا العصر الثقافي اللاهث، تبدو مهمة إصدار مجلة ثقافية وكأنها محاولة مستحيلة ضد الزمن؛ زمن يبتلع المجلات الثقافية، مجلة تلو الأخرى، فمنها ما اختفى، ومنها ما ينتظر.
لذلك يبدو أن نجاح الرهان على المجلة اليمنية الشهرية (أقلام عربية) يأتي من تلك الروح التطوعية التي يساهم بها المحررون والمبدعون معًا لتقديم رسالتهم، ومواكبة عالمهم، والتعبير عن أصواتهم النوعية، في الادب والفن.
إن الراصد لقائمة من نشرت لهم ولهن مجلة (أقلام عربية) تثبت تلك الحيادية وراء أي نجاح، لا ينغلق على ثلة، ولا يكتفي بشلة، وهو رهان ثقافي لنموذج نجح في السنوات الثمانية الماضية.
تجربتي مع (أقلام عربية) هي استمرار لفضاء نشر لا تقل فيه الصورة أهمية عن الكلمة، وصحيح أن العدد يتاح رقميا، إلا أنني أحرص على طباعة عدة نسخ من كل عدد أنشر فيه لإهدائه للمعنيين بقراءتها.
في كلمتي المنشورة بالعدد التذكاري قلت إن الأهم اليوم ونحن نبدأ العام الثامن، أن نحرص دوما على رعاية الأحلام لتكبر، وتجدد الدماء، وتواصل النجاح، وهو ما نشكره في كتيبة الإدارة والمراسلين، مثلما نحيي عليه الأدباء والفنانين. في هذا العدد الجديد، من مجلة (أقلام عربية) نقرأ للشاعرة سمر الرميمة رئيسة التحرير التي رصدت في زاويتها (قلم عربي) حصاد العام، كان أبرز أحداثه مشار كة مجلة (أقلام عربية) مع ملتقى (كيان الثقافي) في فعالية (غزة … منارة العزة) استضافها رواق البيت اليمني، وجمعت الشعر والموسيقى احياء لروح غزة المقاومة. أضاء العدد في ملفاته فعاليات مهرجان السرد الذي استضافته مدينة مراكش، وعددا من الفعاليات الثقافية الأخرى.
أما في الساحة اليمنية، فقد تناول د. شهاب غانم ظاهرة أدبية مثيرة، وهي نشر مجموعات السير الذاتية للقادة اليمنيين، مثل كتاب محمد سالم يا سندوه (البداية - نضال من أجل الاستقلال)، و(رجال وشؤون وذكريات) لمحمد علي لقمان المحامي ، (رياح التغيير في اليمن ) لأحمد بن محمد الشامي، الذي كان عضوا في مجلس قيادة الثورة اليمنيةوكتب مقدمة الديوان الأول لشهاب غانم (بين شط وآخر)، والكتب جمعت بين الحديث في السياسة، والشؤون العائلية والثقافية والمجتمعية.
أمّا سعد العجمي السقطري فقد تناول الفنون الغنائية السقطرية ، والتي استلهم بعضها من رعاة الغنم والماعز وترجيعاتهم التي رددوها في جولاتهم.
وتناولت د. أميرة شائف الكولي مدرسة الدكتور عبد العزير المقالح، أستاذها، وذكرياتها معه، من خلال عرضها لمؤلفها القيم أمالي المقالح، في مناهج البحث وتحليل الخطاب الأدبي) التي حفظتها ودونتها لتصبح وثيقة أدبية قيمة واستثنائية.
وقد ودعت مجلة (أقلام عربية) الشاعر الكويتي عبد العزيز البابطين الذي كان لمؤسسته دور في دعم الشعر العربي الكلاسيكي، فضلا عن نشاطها بندوات مثلت جسورا بين ثقافات العالم، مثلما ودعت المجلة أيضا الشاعر السعودي محمد زايد الألمعي أحد أبرز وجوه الثقافة في شبه الجزيرة العربية …
العدد الدسم احتشد بأقلام محمد الحميدي، وميسون أبو الحب، وعبير سليمان، ود. مصعب مكي زبيبة، ونوار الشاطر، ومجدي مرعي حسن، وليلى مهيدرة، و د. علي خليفة، ود.مختار محرم (مدير التحرير)، بين باقة أخرى من أقلام وريشات الوطن العربي، كما خصت الفنان عبد الكريم السماوي باللقاء المطول عن مسيرته الفنية.
التعليقات