من ملذات متعة السفر أن يكون في حدود التكلفة المستطاعة – إن أمكن - لمحبي هذة العادة أو تلك الهواية إن صح التعبير، فالسفر في عموم المطلق يصعب أن يطلق عليه هواية بالمعنى الدارج لهذه الكلمة وذلك كلما كان عالى التكلفة أو كلما تتطلب ترتيبات ولوجستيات لايستطيع الفرد البسيط القيام بها في الوقت الذي يفضل فيه ممارسة تلك الهواية.
كما جرى العرف في اختيار الهواية المحببة للفرد أن يقوم بها في الوقت والزمان الذي يحبه وفي اللحظة التي تتاح فيه الفرصة للقيام بهذه الهواية أيا كان مسماها، فعلى سبيل المثال إن كنت من محبي مشاهدة التلفاز أو أفلام الأبيض والأسود فما عليك إلا أن تدير الريموت كنترول بالجهاز الموجود أمامك على إسم ونوع القناة أو نوع الفيلم الذي تود مشاهدته سواء كان فيلم رومانسي أو أكشن أو ميلودراما أو ماشابه ذلك من القنوات المنتشرة على جهاز التلفاز أو على وسائل المشاهدة الأخرى ذو التقنية التكنولوجية العالية الجودة ، وإن كنت من هواة مشاهدة مباريات كرة القدم أو أي رياضة أخرى فما عليك الإ إنتظار وقت عرض هذه المباراة حياً على الهواء مباشرة أومشاهدتها مسجلة على القنوات المتاحة لذلك في أى قت تشاؤه ليلاً او نهاراً صباحاً أومساءً .
ولكن ماذا يكون الحال إن كانت هوايتك السفر وحب الترحال من مكان لأخر سواء داخل البلد الذي تعيش فيه بالانتقال من مدينة ألى أخرى أو بشد الرحال الى دولة أخرى في قارتك أو في قارة تبعد الألاف عن مكانك الذي تقطنه ؟ وبعبارة أخرى ماذا يكون الحال إن استطعت توفير كل مايلزم للانتقال من مدينة الى أخرى أو من دولة الى دولة أخرى خلال فترة إجازتك ، وبعد إنتهاء تلك الإجازة وعودتك الى مقر عملك ومكان معيشتك لممارسة حياتك بشكل طبيعي كالمعتاد ليساورك عقلك بممارسة تلك الهواية مرة أخرى !!
إذا كنت من أصحاب الأعمال الحرة التي تدر لك دخلا وفيراً يفيض بكثرة عن إحتياجاتك وإلتزاماتك بشكل كبير ، أو إذا كنت من أصحاب الملايين بالعملات الحرة الصعبة ، أو من أصحاب الدخول المعتدلة التي تستطيع بحكمة وتدبر من توفير نفقات السفر بشكل إقتصادي ، فأستطيع ان أخبرك بإمكانية تحقيق ذلك بكل سهولة ويسر ،وماعدا ذلك فلا يمكن أعتبار السفر والترحال هواية من الأساس.
شهوة الأجنحة طائر صغير له جناحان يرفرفان حول صفحاته المائة وثمانون صفحة ينقل لك تجربة ممتعة فذة وفريدة من السفر والترحال لبلاد من مختلف أنحاء العالم بتكلفة مرتبطة بالوقت المخصص لقراءته وحسب.
تطير بنا غادة السمان من بلاد جنوب شرق آسيا فى الفلبين وماليزيا وتايلاند مع تجارب شخصية جدا ونصائح غالية الثمن لاتقدر بمال إلى الجانب الاخر من العالم حيث مدن العم سام نيويورك وواشنطن وشواطئ فلوريدا مخترقة سور الصين العظيم وأساطير هذه الحضارة العجيبة.
الشيئ المميز في هذه الرحلة القصيرة سرد تفاصيل المكان والزمان بدقة متناهية لتشعر بعض القليل من الوقت أنك أنتقلت إلى هذه الأماكن بالفعل وتشعر وكأنك تحيا بها منذ فترة ،وبعض قليل من الدهشة تكتشف مجازاً إنتقالك الى قارة أخرى وعالم آخر مليئ بالدهشة والحيرة.
السهل الممتنع في رحلات الكاتبة غادة السمان أنها لم تقتصرفقط على هذا الكتاب لتنقل لنا تجاربها الممتعة في السفر والترحال ، ولكنها تحلق بنا في سماء الترحال بمجموعة أخرى من هذه المجموعة الرائعة في أدب الرحلات لتطير بنا عاليا في " غربة تحت الصفر" والكثير من ادب الرحلات الرائع.
التعليقات