لكل فيلم هندى كُتّاب بالأُجرة ينسجون الأحداث، وأبطال من ورق ينفذون الأدوار، ومخرجين أونطة يختارون الزوايا والكادرات، ومواقع للتواصل اللاإنسانى تُروج لآخر الأخبار الملفقة الكاذبة لهذا الإنتاج الضخم، وطبعاً هناك متفرجون سُذَّج يتأثرون بهذه المشاهد المطروحة من الخيال الباطل والتى غالباً ما تأتى بإيرادات مهولة، والحصاد هنا عقول مُغيبة ولا عزاء للغافلين، أما عن تفاصيل الفيلم الهندى المعروض حالياً، فيحكى أن 400 فرد شملول طلعوا فوق الجدار العازل وعملوا هجوماً على القبة الدفاعية رغم وجود أبراج مراقبة على أحدث مستوى تعمل 24 ساعة متواصلة وتستطيع أن تلتقط جنين الذبابة فى بطن أمها، لكن ده عادى وشغال فى أفلام الخيال العلمى وجايز جداً الأجهزة تهنك مش مهم، الأهم بأه إن الفراودة دول استطاعوا التخفى من القوات والمدرعات المنتشرة أصلاً على الأرض فى كل شبر وده برضه عادى ومنطقى لأن ممكن يكون نزل عليهم سبات عميق واتعموا فى نظرهم وتوالت الأحداث، طلقة من هنا على طلقة من هناك، ويا ترى طبق طبقنا أقوى من طبق طبقكم، وهكذا كل ده عادى ولعب عيال، لكن الغريب هو نزول الفيلم الهندى فى هذا التوقيت تحديداً، لا قبله ولا بعده وده أصلاً مش موسم ولا دخلة أعياد وإجازات، لكن الواضح أنه موسم جديد بيفتتحوه عشان يحصل دوشة وتيرندات وجايز الإجابة فى نهاية الأحداث زى ما أى سر بشلن بيتكشف فى النهاية.
عموماً أيا كان الموسم فالهدف واضح وصريح وهو إحداث ربكة وإرغام الأحداث على المضى فى جهة واحدة لا غير، وكلنا يعلم أنه لا شىء يحدث من حولنا إلا بأوامر متفق على ساعة صفرها سلفاً ومترتب لها من قبلها بشهور لأن قانون الصدفة مالوش مجال من الإعراب هنا، والعالم من حولنا أصبح اصطناعى، هو بس التوقيت مفضوح جداً والحركة قرعة ببشاعة والتوابع بعدها كان رتمها سريع ومش واقعى، يعنى ينفع حتى لو كان الفيلم هندى صرف إن حاملة طائرات تصل إلى شرقنا بعد دقايق من الحادثة وعليها يجى 5 آلاف جندى مجند من آخر بلاد الدنيا فى حالة استعداد للاجتياح عشان الولاية داخلة على ولادة متعسرة من الانتخابات وعايزة اللوبى ينتعها بالسلامة عشان تفضل متحدة وهى متفرقة من سالف العصر، نرجع تانى للشماليل المقتحمة وأسيادهم الشماريخ المتفجرة وهؤلاء ممولين ومدعمين من الشركة الأم الراعية للأزمات والجائحات العالمية وتحتها طبعاً الشركة القابضة التى هربت المساجين فى فيلم 2011 وهى أصلاً الذراع العسكرى لجمعية أبجنى تجدنى وهى اللى حفرت الأنفاق من قبل عشان منتخب الجمعية يبرطع فى المحروسة تنفيذاً للمخطط والحوارات دايرة ورايحة وجاية بين أنكل سام والعم حام للحصول على الميزانية المقررة للفيلم وهى 44 مليون دولار قابلة للزيادة.
وهنا يتساءل المتفرج الغلبان: وما ذنب الضحايا الأبرياء فى كل هذه الخطط والمؤامرات التى تُحاك ليل نهار؟! والإجابة على نفس ذات المنوال من الغُلب أن مع الأسف لكل سيناريو ساحق ماحق ثمن باهظ يدفعه الغلابة، وعشان ينجح الفيلم فى بوليوود لازم يبقى فيه ضرب نار للصباح الباكر، هما مش بيقولوا مافيش حلاوة من غير نار، ثم ما حدث اليوم هو مماثل جداً لما كان فى فيلم 11/9 وراح فيه قرابة 4 آلاف بنى آدم أو أكثر حتى تفوز الشركة القابضة بأحقية إنتاج أفلام هندى لمحاربة الإرهاب الذى هم أنفسهم يصدروه للعالم أجمع، أما عن المورال فى الفيلم بلغة السينما هو تصفية القضية من جذورها وتهجير الناجين من المعركة إلى شواطئ الفيروز وكل ده كان ليه، عشان المحروسة سايقة دلالها وبترفض الصفقات المشبوهة وبتقاوم التدخلات الخارجية وبتبنى وبتعمر وبتصنع وبتسلح وبتنهض عشان تبقى عظمى وبتدعم شقيقتها السمراء عشان تنهض زيها، وزى كل نهاية فيلم لا يصح إلا الصحيح، الشر هيتهزم يارجالة والخير هينتصر لكن عشان الفيلم الهندى ما يتحولش إلى مسلسل تركى من 100 جزء.
التعليقات