كلنا يبتلى فى حياته بابتلاءات كثيرة فى المال والنفس والأبناء ..
وأصعب الابتلاءات نجدها فى الفقد..
لا يوجد بيت أو أسرة أو عائلة إلا وفقدت أحد أحبابها أو أكثر ، لا يوجد أصدقاء إلا وفقدوا صديقا لهم ، فقدنا الأب ، الأم أو الصديق أو القريب أو الجار ، كلنا ذقنا مرارة الفقد وألم الفراق ، كلنا فى إختبار وابتلاء كبيرين ، لكن ماذا تعلمنا من هذه الإختبارات ؟
هل اجتزنا المحن بنجاح ؟
هل اتعظنا من مشاهد الموت المتكرر وتشييع الجنازات ؟
وراء كل حدث فى الكون وفى حياة البشر حكمة ولا شيء يأتى صدفة فكل شيء بمقدار وله أسباب ، من أجل ذلك علينا ان نتأمل ونبحث عن الحكمة والإشارة الربانية التى تصاحب محنة الموت حتى نفهم الإشارة وننجح فى الاختبار حتى لا تغرنا الحياة ولا يأخذنا الكبر والظلم والطغيان فى طريق مظلم لا رجعة منه ..
إذا لم يتعظ الإنسان ويفهم الإشارات فسوف يكون هناك محن أشد ، واختبارات أصعب.
هل فكرنا وسعينا إلى تطهير النفس من أمراضها الخبيثة ؟
أمراض الكراهية والحسد والغل والحقد أشد فتكا من أي جائحة و وباء !
ربما يكون البعض منا قد عرف وفهم الإشارة ،وفهم غرور الدنيا فعاد إلى الله وطهر نفسه وصفى قلبه من الشوائب ، قد ننتظر الموت فى أي لحظة ،لكن لا ندرى كيف نموت وأين ؟
كل الذين فقدناهم أثروا فينا ولم نكن نتخيل انهم سوف يرحلون فجأة ويتركوا لنا ذكرياتهم وألم الفراق ومشاهد وتخيلات وأفكار الحياة الأخرى!
يقولون أن الحياة تستمر والتغيير قانون من قوانين الحياة ، ربما تستمر الحياة ولكن ليست كما كانت فى وجودهم ، إنها حياة متغيرة ومختلفة وليست كما كانت ، هناك دائما نظرة مختلفة للحياة بعد المحن والفقد والجائحة ، ومع ذلك ما زلنا نرى التكالب على الدنيا والصراع عليها ومازلنا نرى الغرور والكبر والنفاق والرياء الذى يملأ نفوس البشر ،وكأن لا احد يتعظ ولا أحد فهم الإشارات !
كل منا ينتظر دوره فى الموت ولا شك فى ذلك والحياة تمضى واليقين فى الله هو الملاذ والملجأ والطريق والنور الذى يحول كل المحن إلى منح .
فلنحاول ان نغير ونتغير ونفهم الإشارات لننجح فى الإمتحانات القادمة ..
لأن الأصعب لم يأت بعد ؟!
التعليقات