هو مصطلح متعارف عليه في معظم ألعاب الكرة من كرة قدم أو كرة السلة وغيرها من بعض الألعاب الجماعية ...الخ.
ويعرف "بالمخالفة التكتيكية" وهى عبارة عن تنفيذ مخالفة متعمدة بهدف تحقيق ميزة للفريق الذي قام بها..
وعادة في كرة القدم يتم ارتكاب" الخطأ التكتيكي" لمنع الخصم من التسجيل!
وبالقياس مع الفارق.. أتحدث اليوم عن عدم قدرتنا كعرب على مثل هذا الفعل وبنفس براعة أهل الغرب!
والذين اخترعوا مثل هذا التعريف الغريب!!
والذي يجعل "الخطأ" عنصرا مبررا و مباحا بل واحترافيا!!
وباسم القانون!!
كيف يصبح" الخطأ" مسموح به وتحدد له قواعد لارتكابه!!!!
ولأننا كمجتمعات عربية تم تنشئتنا على معرفة الصواب والخطأ وان المخطئ يعاقب..
أظننا لذلك لم نحسن حتى الان اتقان هذا المفهوم الغربي لما يسمى ب "الخطأ التكتيكي"!
وعلى سبيل المثال في معظم لقاءات فرقنا الكروية مع فرق غربيه خاصة في كأس العالم نتذكر بمرارة.. كم مرة تم ضربنا ضربا مبرحا من تلك الفرق الغربية ولم تحتسب لنا أي قرار في صالحنا!!
فنثور.. فنفقد أعصابنا.. ويفلت زمامنا.. فيرانا العالم كمجموعة من الغوغاء و الهمج بل "إرهابيين"!
وكم من مرة في نفس تلك اللقاءات لو لمجرد لمسنا أي خصم مجرد لمس..
يتم احتساب ضربة جزاء أو "خطأ" ضدنا في لمح البصر ودون أدنى تردد!
ونقارن ساعتها بجنون ما بين اللمسة التي قام لاعبنا بها أمام المجزرة التي ارتكبها لاعب الفريق المنافس ولم يحتسب لصالحنا أي شيء!
فنشغر بالغبن والضيق والغضب المكتوم. ويكون هذا دائما عزائنا الوحيد بتمسكنا بفكرة القهر وظلم العالم لنا.. فننكسر أكسر وننطوي ونتقوقع بداخلنا!
ونظن بل نؤكد مدى انحياز حكم المباراة بل يصل ايماننا بتواطؤ وبرشوة الحكم ومن معه.. وهكذا الهيئات الرياضية والمؤسسات والاعلام الغربي .... بل العالم بأكمله!!
ولو خرجنا هنا من مثال كرة القدم ونظرنا بنظرة أشمل في العالم ما بين الشرق والغرب لاكتشفنا نفس الحالة ونفس السيناريو ولكن هذه المرة الثمن فيه ليس مجرد ركلة جزاء أو طرد أو الخروج من التصفيات والبطولة..
وانما الثمن فيه "حياة شعب" بأكمله!
ولنأخذ مثالين نعيشهما اليوم وسأحاول ان أجرد نفسي تماما من انحيازي لأي فريق منهم..
فانا مجرد "معمل تحاليل" ...أرى.. أدرس.. أحلل..
وربما في بعض الأحيان تخطئ تحاليلي نظرا لعدم الدقة أو عطب ما في بعض أجهزة التحاليل!
المثال الأول هو حرب" روسيا وأوكرانيا"..
والمثل الثاني حرب "حماس وإسرائيل.."
في المثال الأول تم استفزاز روسيا بنقل أسلحة الناتو الى نقاط أقرب من روسيا.. وجذب أوكرانيا للحصول على عضوية الاتحاد الأوربي..
حذرت روسيا من ذلك.. لم يستجاب لها ... فدخلت روسيا الحرب رغم كل التحذيرات التي أطلقتها مرارا وظل الغرب يزيد من استفزازاته لها بالمزيد والمزيد منها..
وفجأة.. تحول العالم كله في يوم وليلة واحده ضد روسيا!
والاهم وكعادة هذا السيناريو المتكرر مؤخرا في حياتنا يتم "التجاهل التام" لأسباب الحرب الحقيقة التي استفزت الطرف والذي تحول الى" المتهم الأول" في الصراع..
وكأنها لم تحدث!!
بل ويتم الصاق الاتهامات بهذا الطرف من كل حد وصوب!
(يحدث نفس السيناريو الآن مع الصين وكوريا الشمالية)
في المثال الثاني..
“الدولة الوحيدة المحتلة" على وجه الأرض هي فلسطين..
بعد عقود طويلة من الذل والمهانة والوعود والاتفاقيات التي لا تنفذ..
يقف العالم ينظر الى هذا الشعب الذي يقتل ببطء أمام أعين العالم.. وينظر له على أنه إرهابي. بل ويقارنه بداعش!!
ينظر لمن يدافع عن وطنه" كإرهابي"!
وينظر الى المحتل كصاحب حق ومظلوم بل وتأييده بالسلاح والمال وكل المواقف والدعم السياسي!!
وأعود هنا لقواعد اللعبة من جديد..
وأحلل..
لقد أحترف الغرب وبمهارة "الخطأ التكتيكي"
في حين أحتكر الشرق
"سياسة الانفجار وهدم المعبد بكل من فيه"!!
وبقي لنا فقط العبر والامثال نتشدق بها والتي لم نتعلم منها شيئا
"أخد الحق.. حرفنه"
وهنا ومع هذا المثل أتذكر بابتسامة عريضة الراحل "أنور السادات"
الوحيد الذي أجاد ضرب خط ظهر الخصم.. وتسلل بكل مرونة وذكاء وأحرز هدف ماردونا الشهير في كأس العالم بيده أمام أعين العالم!!
رحم الله شهدائنا الذين يموتون كل لحظة بسبب عدم اتقاننا أساسيات اللعبة.
التعليقات