قاد الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس مثلا رائعا في التضحية والفداء.
والتعاون والتلاحم الذي تم بين المقاومة الشعبية والقوات المسلحة أثناء ملحمة السويس السادس من أكتوبر 1973 م في الدفاع عن المدينة الباسلة (السويس) ضد محاولات إسرائيل احتلالها في 23 و24 من أكتوبر 1973م.
وكذلك الأبطال محمود عواد، إبراهيم سليمان، محمد سرحان الذين كان بطولاتهم نقطة تحول كبرى فى المعركة بعد تدميرهم للدبابات والمدرعات الأولى فى السويس وكذلك بطولات المقدم حسام عمارة ومجموعته والتى دمرت دبابات الموجة الثانية والثالثة.
وأيضا أبطال وتلاميذ الشيخ حافظ من معركة قسم الأربعين فمنهم أشرف عبدالدايم، وفايز أمين، وإبراهيم سليمان، وإبراهيم يوسف وصورهم كلها معلقة داخل مسجد الشهداء.
وعوامل النصر تحققت بفضل الله ثم بجهود القوى العربية والإسلامية والمصرية في حرب أكتوبر المجيدة.
وأنه لم يأتي من فراغ أو عن طريق أسباب ميدانية ومجالات استراتيجية وتكتيكية أو الاعتماد على السلاح الحديث ؛والتدريب العنيف القوات المسلحة وتشكيلاتها في الأرض والجو و البحر لسنوات طويلة فقط أو القوة المادية الضاربة لجنودنا البواسل.
ففي أعقاب 1967م كانت القوات الإسرائيلية تتمركز شرق القناة حيث كانت المدن المصرية غرب القناة تقع في مرمى مدفعيتهم ورغم أن القوانين الدولية تحرم قصف الأهداف المدنية إلا أن إسرائيل كانت تلجأ إلى قصف تلك الأهداف وكانت مدن القناة ومنها مدينة السويس تتحمل خسائر بشرية كبيرة نتيجة هذا القصف.
وكان هدف إسرائيل من ذلك هو قهر إرادة القتال لدى الشعب المصري وإرغامه على قبول السلام مع إسرائيل بالشروط الإسرائيلية ؛ ولكن إصرار مصر على مواصلة القتال إلى أن يتم تحرير جميع الاراضى المصرية من العدو المغتصب.
مما دفع القيادة السياسية إلى تهجير سكان تلك المدن والقرى لكي تسحب من إسرائيل؛ تلك الورقة التي تضغط بها على مصر وهكذا تم تهجير سكان السويس وكان عددهم حوالي ربع مليون نسمة.
ولم يبقى سوى بضعة آلاف كان منهم الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية وكان إمام وخطيب مسجد الشهداء بالسويس وكأن الله قد اختاره ليؤدى دورا رئيسيا خلال الفترة من 23- 28 أكتوبر.
وعندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الاسرائيلى؛ وإفشال خططه في احتلال المدينة الباسلة، فإن ملحمة السويس؛ لم تأت من فراغ كانت نتيجة جهود بذلها الشيخ حافظ سلامه في إقامة علاقات وطيدة وأخوة بينه وبين ضباط وجنود القوات المسلحة.
حتى أصبح مسجد الشهداء مركز إشعاع ديني يلجأ إليه الضباط والجنود قبل خروجهم للعمليات القتالية ؛خلال حرب الاستنزاف التي استمرت حتى أغسطس 1970.
وعندما نجحت قواتنا المسلحة في عبورها العظيم؛ في السادس من أكتوبر كان الشيخ حافظ سلامه ورجاله يقومون بنقل الجرحى؛ وخدمتهم في المستشفيات كما كانوا يقومون بدفن الشهداء.
وعندما قام العدو بمحاصرة مدينة السويس 23 أكتوبر هنا ظهرت شجاعة وقوة الشيخ حافظ سلامة حيث أعلن تصميمه على القتال وأيده في ذلك عسكريين ومدنين وزاد من عزمهم قرار العميد يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 مشاه؛ التي كانت تتمركز شرق القناة.
والذي كان يقضى بدفع عناصر من أطقم الدفاع ضد الدبابات وعناصر الصاعقة من شرق القناة إلى مدينة السويس؛ وهكذا تم دمج العناصر العسكرية مع المدنية في نسيج واحد ونجحوا في الدفاع عن المدينة عندما هاجمها الإسرائيليون يوم 24 أكتوبر 1973م.
واللواء عبد المنعم واصل أحد أبطال حرب اكتوبر المجيدة لقب الشيخ سلامة بالأب الروحي للقوات المسلحة وإنه الرجل الذي له الفضل الأول في رفع الروح المعنوية الدينية للقوات المسلحة.
وكان من رواد مسجد الشهداء بالسويس زيارات علماء الأزهر للقوات المسلحة وهم يلقون الدروس لحث الجنود على الجهاد ومقاتلة العدو الإسرائيلي.
منهم الإمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون والإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد محمد الفحام وكذلك الإمام الأكبر عبدالحليم محمود ودكتور محمد أبو زهرة ودكتور عبد الله شحاتة وخطبهم للجنود المصريين وحثهم على الجهاد لتحرير أرض سيناء الحبيبة من المحتل الإسرائيلي.
وقصة المقاومة الشعبية بدأت من اليوم التالي للعبور العظيم؛ في السادس في مجال الخدمات الطبية والمعنوية.
ودور الشيخ حافظ سلامة في الدعم المعنوي والوعظ الديني للقوات المسلحة؛وكذلك معالجة الجرحى وتقديم المساعدات العينية للقوات المسلحة.
وأصبح مسجد الشهداء بالسويس رمزا للكفاح الوطني والتلاحم بين القوات الشعبية والقوات المسلحة من أجل تحرير الوطن ؛وظهر بشكل واضح في الدفاع عن المدينة الباسلة ضد محاولات إسرائيل احتلالها أثناء حرب السادس من أكتوبر.
التعليقات