المشهد الأخير وتحقيق الأحلام
فى هذا المشهد الأخير والفصل الأخير من الرواية تأخذنا الكاتبة فى لحظة إبداعية وتفك ألغاز وشفرات الحلم وتعمل انفراجه فنية للرواية وللحبكة الروائية ..كيف ؟
لقد أخذت المتلقى فى طريق لم يكن أحد يتوقعه وضربت كل العصافير بحجر واحد ، فسرت الحلم وأنهت رحلة الحج وكان اختفاء روح فى الصحراء التى تؤدي لجبل أحد بداية مشوقة ومثيرة لتحول الرواية تحويلا تاما فى أحداثها وحبكتها الفنية حيث أن هذا التحول ارتبط ارتباطا كاملا بما كتبته فى التمهيد والمقدمة وقد نوهت عنه عندما كتبت ذلك التمهيد كاملا وقلت أننا سوف نعود إليه وكأننا ندور فى دائرة ونعود إلى نقطة البداية من المركز مرة أخرى.
كيف قدمت الكاتبة ذلك التحول فى لحظة فاصلة ومشهد إبداعي رائع ؟
فى ظل التيه الذى حدث لروح فى الصحراء وعرفت أنها قد فقدت الطريق وأنها فى تيه
وهذا التيه هو تلك الإشارة التى تشرح وتلخص حياتها السابقة فلم تملك غير الصلاة فتتيمم وتصلى وتدعوا ربها وتسأله أن ينقذها :
وإذا بها تشعر بصوت من بعيد وهي تصلي وقبل أن تسلم أنزل الله فى قلبها الطمأنينة فكانت البشرى ..
وإذا بها تجد قطيعا من بعيد ولم تر بشرا ، فانتظرت ، وإذا بصوت من خلفها :
هل أنت فى إنتظار أحد ؟
هذا هو المشهد الكبير فى الرواية وبلغة السينما أعتبره الماستر سين الثاني فى الرواية والذى تحولت بعده الأحداث تحولا كبيرا فمن كان ذلك الرجل ؟
إنه جائزة وهدية السماء إلى روح ، إنه المنقذ وهو بطل الحلم وهو فارس الحلم الذى أصبح واقعا.
تصف الكاتبة رد فعل روح فتقول:
ارتعد جسدها من تلك العيون الزرقاء والوجه شديد البياض، والجلباب الذي لا يقل بياضه عن وجهه ، أبشر هو أم ملاك؟
كرر عليها السؤال :
أنت فى إنتظار أحد ؟
قالت : نعم ، فى إنتظار فرج الله.
روح : من أنت ؟
شكلك غير عربي ولهجتك ؟
هو : أنا جارودي، روجيه أقصد رجاء ؟!
روح : أنت روجيه أم رجاء؟
روجيه : كنت روجيه وأصبحت رجاء.
روح : غيرت اسمك يعني؟
روجيه : غيرت حياتي مع تغيير اسمي...
دخل الإسلام قلبي وعدت كما ولدتني أمي ..
ويمضى الحوار بينهما ويقص عليها سبب إسلامه ونقطة التحول للإسلام فيقول:
عندما كان فى الأسر فى معتقل بالجزائر وأمر قائد المعسكر النازي بقتله ومعه 500 من الأسرى وأعطى الأمر لحاملي الرشاشات الجزائريين فرفضوا تنفيذ الأمر ولم يعرف لماذا ؟ وعرف بعد ذلك من مساعد جزائري بالجيش الفرنسي حيث قال :
أن شرف المحارب المسلم يمنعه أن يطلق النار على أعزل.
هنا بدأ روجيه يتعرف على الإسلام ويبحث عنه ..
فقال : كنت كالزجاجة التى ألقيت فى مياه صامته فأحدث دويا فى الأوساط الفكرية والثقافية والصحافة العالمية!
ويمضى الحوار بينهما وما بين اول حرفين من اسميهما رو " فى روح " رو " فى روجيه " تلتقى الحاء والجيم فى لحظة صوفية وتعرفه روح ويخبرها أنه كاتب وله مشاريع بألمانيا ويحضر لكتاب الإسلام والمستقبل فتجده يسألها عن اسم أبيها وأمها ؟
تقول : عجيب وليالي فتسأله لماذا ؟
روجيه : غدا سوف تعرفين !
ويشرق الصباح الجميل فى حياة روح بعد أن طمأنها روجيه وبعد أن شحنت هاتفها طلب منها الإتصال بأبيها وأمها اتصلت روح بليالي أمها ، طمأنتها ، طلب روجيه أن يتحدث معها ، هاتفها قائلا:
ا ل س ل ام ع ل ي ك م
أمي ، قابلت ابنتك فى الصحراء، تاهت ، وهي بخير ،أستأذنك أن أطلب الزواج منها...الخ
وتكتمل الفرحة ويأت روجيه بأهل روح ويتزوجها بالمدينة وتزف فى فستان المدينة الأبيض وتتمنى روح أن تبقى فى المدينة لمدة عام أخرى ، يحقق لها رجاء كل الأمنيات فقد شغفه حبها ، وارتدت روح الفستان الأبيض والفرحة والدموع تنهمر من عين أمها، أخيرا عروس فى الأربعين؟!
ليرد "رجاء " فى كلمة واحدة تفسر معنى لارين وسر الشدو والحب ويفك شفرة الحلم
قال : حور!
واسترسل :
لست روح بل أنت الحور
بل أنت "لارين" ..
أنت مفتاح الحياة، أنت مفتاح الأمل والخير، أنت مفتاح الكعبة.
وأطلقت ليالي زغرودة وصلت فرحتها للجيران بالإسكندرية ، فهتفت روح : أحبك أحبك.
ومن تلك اللحظة روح أصبحت لارين.
التعليقات