هل بدأ العد التنازلي لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28) الذي تستضيفه الإمارات في الفترة الممتدة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023؟
في اعتقادي لا.. لأن الإمارات تسابق دائماً الزمن وتصنع الغد من اليوم، وتنافس نفسها في سعيها للتطور والصدارة، ولها باع طويل في الحفاظ على البيئة وتطويرها، في التنمية المستدامة والتقدم الصديق للطبيعة ولا يستنفذ مواردها.
تواصل الإمارات جهودها مجتمعاً صديقاً للبيئة تحت شعار "اليوم للغد" للعام الجاري الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله".
والحقيقة أن ذلك التجمع العالمي يتواكب مع حرص الإمارات على تعزيز التزامها بقضايا البيئة والاستدامة عبر كوكبة من المبادرات مستهدفة دعم التعاون وتشجيع الابتكار وتطوير برامج تعليمية وتثقيفية وتحفيز أفراد المجتمع على المشاركة في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية.
إن واجبنا جميعاً من دون استثناء أن نُسهم في ترسيخ الوعي المجتمعي والتعليمي لمواكبة المبادرات العالمية وبناء مجتمع متلاحم واقتصاد تنافسي يُضيف للبيئة ولا يخصم منها، ويحافظ على الموارد الطبيعية ويحقق مستقبلًا زاهرًا مستدامًا.
فالبيئة هي الشيء الوحيد الذي نتشاركه جميعًا، ويستحق كوكبنا أن نُبذل كل جهودنا من أجل الحفاظ عليه مكانًا جميلًا يسع قاطنيه من بشر وكائنات أخرى ونباتات وطبيعة بكل تضاريسها.
وينبغي هنا أن نغرس في نفوس أبنائنا أن حماية البيئة مسؤولية الجميع ولا يستطيع أحد أن يتنصل منها أو يتجاهلها، أو يستهين بها.
علينا أن ندرك أن كوكب الأرض له حقوق للحياة بدون تلوث، وأن هناك كائنات تُشاركنا الحياة على سطح "الأرض"، وأننا عندما نحمي الهواء والماء والحياة البرية والبحرية نحمي أنفسنا بالأساس.
وليتذكر كل شاب وطالب أن أية ورقة يُلقيها في ساحة المدرسة أو الشارع سوف ينحني لها رجل في عمر أبيه ليلتقطها.
نتذكر أنه لا يوجد مستقبل مشرق بدون بيئة نظيفة.
نتذكر أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وأن قيام الساعة لا ينبغي أن يُعطلنا عن غرس فسيلة وزرع شجرة.
ولن نكون مبالغين لو قلنا إن المحافظة على البيئة مقياس لحضارة الأمم وتقدمها ورُقيها.
نحن بحاجة ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى لترسيخ السلوكيات البيئية الإيجابية بين مختلف شرائح المجتمع وفي المقدمة منها الطلاب، وأن نحافظ على بيئة العمل والمنزل والمدرسة والأماكن العامة.
والحفاظ على البيئة واحترامها لا يقتصر فقط على وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها، وبل وإعادة استخدامها وتدويرها.
الحفاظ على البيئة يعني الحفاظ على المسطحات الخضراء العامة وفي البيوت.
من واجبنا أن نجعل تحقيق التوازن البيئي سلوكاً يومياً مستداماً مستحباً عن طريق تقنين وترشيد الاستهلاك وعدم استنزاف عناصر البيئة الأساسية من ماء، وهواء، وتربة، إلى جانب الحفاظ على الغابات والأراضي الزراعية، وإقامة المحميات الطبيعية، والتشجيع على استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح.
ينبغي أن تكون قناعتنا جميعاً أن المستقبل الزاهر النابض بالحياة والعادل والمتجدد أمر ممكن، بشرط أن تتضافر جهودنا مهما صغرت في الحفاظ على البيئة وموارد الأرض الطبيعية، وأن تظل الإمارات أيقونة للتنمية المستدامة واحترام الطبيعة واستشراف المستقبل الزاهر الآمن وصنعه بوعينا البيئي، والتفاعل الإيجابي بين التعليم والبيئة.
على الرغم من التحديات الهائلة التي نواجهها، يبقى الأمل متاحًا والتغيير ممكنًا.
علينا أن نستثمر في تربية الأجيال القادمة على قيم الاحترام والمحافظة على البيئة، وتحفيزهم على ابتكار حلول مستدامة للتحديات التي نواجهها. لنكن مثالًا يحتذى به، ولنعمل جميعًا معًا لبناء مستقبل أكثر استدامة وأمانًا للأجيال القادمة.
دعونا نُجدد التزامنا بأن نكون جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة، ونتعهد بتحقيق التغيير الذي نريده للعالم، من الآن، لأن الوقت يمضي والفرص تضيع. لنكن القوة التي تدفع العالم نحو مستقبل أكثر استدامة وإشراقًا.
التعليقات