اختيار عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانية؛ مصر لزيارته الخارجية الأولى منذ بدء الحرب؛ به العديد من الإشارات على رأسها تأكيد الترابط الوثيق الذي يجمعه مع القيادة المصرية.
القاهرة باتت فعليا ضمن الأطراف المتحركة العاملة لإنهاء الصراع في السودان، والحيلولة دون تحوله لحرب أهلية.
بالنظر إلى التحركات المصرية الأخيرة خاصة بعد قمة دول جوار السودان التي دعت لها القاهرة، والتنسيق الأميركي المصري مؤخرا في ملف السودان.
القاهرة ستكون قناة للتواصل بين الجيش والأطراف الدولية من أجل التوصل لصيغة تنهي الحرب.
في ذات الوقت، يتوقع أن تلعب القاهرة دورا إضافيا في تقريب الخلاف بين طرفي الحرب، باستثمار الصلة والثقة المتوفرة بينها وبين قيادات الجيش خاصة البرهان، بغرض تشجيعهم وتقليل مخاوفهم من المضي قدما في أي إجراءات تفضي لإنهاء الصراع.
بواسطة وتنسيق مصري، حاضر ضمن الأجندة حاليا، إلا أن المسألة الأساسية التي تم التركيز عليها ومنحها الأولوية في الوقت الحالي وفي هذه الزيارة تحديدا، التركيز على الجوانب المرتبطة بإنهاء الحرب أكثر من القضايا السياسية.
وكانت مساعي إنهاء الحرب وبدء حوار سياسي بين طرفي الصراع في السودان، على رأس أولويات زيارة البرهان إلى مصر، وتأكيد دور القاهرة كقناة للتواصل بين الجيش والأطراف الدولية من أجل التوصل لصيغة تسدل الستار على الأزمة.
شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك السودان ويصون مصالح شعبها، حيث رحب البرهان بالمسار الذي انعقدت عبره قمته الأولى مؤخرا في مصر، ومناقشة سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني، عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة.
أكد السيسي موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصة خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذا في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين.
أشاد البرهان بالمساندة المصرية الصادقة والحثيثة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التأريخي الذي يمر به.
أن دلالات زيارة قائد الجيش السوداني لمصر، تكمن في عدد من النقاط تأكيد على دخول مرحلة جديدة، بعدما فشلت دول الجوار في دعم الشعب السوداني بشكل فعال والتوصل إلى رؤية موحدة، بسبب مصالحها المتضاربة.
والزيارة دلالة واضحة للتأكيد على عودة انفتاح السودان على العالم لتعزيز وضعه الإقليمي والدولي، بعد الحرب التي دمرت العاصمة وشردت ملايين المدنيين في 5 أشهر.
ما زالت السودان تعاني في الوقت الحالي من أزمات عديدة على كافة الأصعدة؛ وذلك بسبب الحرب والنزاعات المشتعلة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ منتصف أبريل الماضي حتى الآن.
على الرغم من تدخل بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية من أجل الوصول إلى حل استراتيجي ينهي تلك الصراعات بسلام، كما لم تفلح محاولات الدول المجاورة في الصلح بين طرفي النزاع.
وقد طرح قائد قوات الدعم السريع مبادرة للصلح وإنهاء الخلافات المتعددة في السودان حيث نادى بإنشاء جيش جديد بدلا من التعدد الحالي
بالإضافة إلى ضرورة ترسيخ مبدأ العدالة في توزيع الثروات والفرص، ومنح المواطنين حرية اختيار من يدير شؤون البلاد.
الرئيس السيسي يؤكد دعم أمن السودان ووحدة وسلامة أراضيه خلال لقائه مع البرهان والزيارة هي الأولى للبرهان منذ بَدْء الحرب في السودان، وقد أعرب عن امتنانه البالغ للعلاقات المتينة بين البلدين، ومساندة الحكومة المصرية للقيادة في السودان
بالإضافة إلى حسن استقبالها للمواطنين السودانيين، خاصة أن مصر تتمتع بمكانة بارزة وفعالة في المنطقة العربية والقارة الإفريقية.
وتطرق النقاش إلى بحث سبل التعاون والتنسيق لتقديم الدعم للشعب السوداني عن طريق تقديم المساعدات المادية والإنسانية.
وإرسال فرق للإغاثة حتى إنهاء تلك الأزمة، حيث يعاني الملايين من المدنيين في السودان من المجاعات بسبب نقص الموارد الغذائية.
بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة، وتشريد الآلاف في الشوارع بلا مأوى.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل الماضي، ويقوم الرئيس السيسي باتصالات مكثفة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وذلك من أجل إيجاد حل سلمي للسودان،
وأسفرت تلك الجهود عن عقد قمة دول جوار السودان والتي عقدت في القااهرة بهدف حل الازمة في السودان.
والمساعدات المصرية لم تتوقف نحو السودان وهناك حركة تجارية نشطة خلال المعابر التي تربط بين البلدين.
وهناك إحصائية أكدت ارتفاع حصيلة التبادل التجاري عن ما كان عليه في نفس الفترة من العام الماضي ورغم التأثير السلبي على النشاط التجاري والاقتصادي لم تتوقف الصادرات المصرية، ولم تتوقف المنتجات المصرية عن البيع في الأسواق،
والمنتجات المصرية هي الأكثر أماناً مما زاد من حجم التبادل التجاري ين البلدين، والذي تجاوز 800 مليون دولار، وبالتالي كلامها دولاً استراتيجية مهمة بالنسبة لبعضهم البعض.
ومنذ اندلاع التوترات في السودان حدثت موجة من النزوح وترك آلاف السودانيين موطنهم واتجهوا إلى الدول المجاورة كملاذ آمن، حيث تسببت الاشتباكات في نزوح أكثر من مليوني نازح ولاجئ، وقالت منظمة الهجرة الدولية في بيان صادر عنها في يوليو 2023.
وعدد النازحين وصل إلى نحو 3 ملايين شخص داخليًا وعبر الحدود بسبب الصراع في السودان، في أقل من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى أكثر من 2.2 مليون نازح داخليًا، فر نحو 700 ألف آخرين إلى البلدان المجاورة.
وأضافت منظمة الهجرة أن معظم النازحين في السودان فروا من ولاية الخرطوم 67% ودارفور 33%، نحو الولاية الشمالية 16% ونهر النيل 14% وغرب دارفور 7% والنيل الأبيض.
وقيام وزارة التضامن الاجتماعي من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان بتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية.
والتي شملت استقبال جميع العالقين؛ وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل، بالاضافة إلى تجهيز وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى؛ توفير وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت كي يطمأن العالقون على ذويهم.
وقيام الهلال الأحمر المصري بتنفيذ حملة إلكترونية استهدفت الطلبة والطالبات والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية.
واستقبال الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسي، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية.
التعليقات