قال الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية في إمارة الشارقة انه تم اختيار عدد من المخطوطات النادرة من مقتنيات الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لوضعها بالمعرض الدائم بدار المخطوطات بالجامعة.
وأضاف سالم في تصريح خاص لوكالة أنباء الأمارات " وام " أنه وقع الاختيار على 11 مخطوطة تدون معاناة المسلمين في الأندلس وما عانوه من محاكم التفتيش، وصورة ملونة طبق الأصل عن المصحف المنسوب لسيدنا عثمان رضي الله عنه وجزء من القرآن الكريم كتب على الرق بالخط الكوفي من القرن الخامس الهجري وتم تصويره ونسخ ألف نسخة منه مطابقة تماما للأصل في اللون والمقاس وذلك بتوجيه من الشيخ القاسمي وتوزيعها على المراكز العلمية والجامعات في جميع دول العالم، إضافة الى مصحف مخطوط كتب بيد الخطاط مصطفى الحميدي سنة 1289 هجرية بخط النسخ المتقن وعليه زخارف وتذهيب بشكل بديع جدا.
يذكر أن دار المخطوطات بالجامعة القاسمية بالشارقة التي افتتحها الشيخ سلطان القاسمي تضم 1500 من المخطوطات النادرة والنفيسة باللغة العربية التي جمعها القاسمي من مختلف دول العالم، ويتراوح عمرها ما بين 300 و400 سنة وكتبت بخطوط مؤلفيها وتتنوع بين شتى العلوم والتصانيف من علوم القرآن الكريم والتفسير والحديث وشروحه والفقه واللغة العربية وفروعها إلى الطب والصيدلة والفلك والحساب والزراعة والتاريخ والجغرافيا.
وأكد الدكتور رشاد سالم انه يتم حاليا استكمال فهرسة وصفية مطولة لجميع المخطوطات تمهيدا لعمل فهرس مطبوع واخر رقمي لدار المخطوطات الاسلامية بالجامعة القاسمية وسيتم اتاحته على الموقع الالكتروني للجامعة لتسهيل اطلاع الباحثين والطلاب والبحث فيه سواء من داخل الامارات أو من خارجها.. كما يجري العمل على تصوير جميع المخطوطات رقميا لخدمة البحث العلمي ونشر وتحقيق هذا التراث الإسلامي العظيم.
ولفت الى انه ستكون هناك خدمة تقدم للباحثين والطلاب من خارج عن طريق الشبكة العنكبوتية وفق ضوابط محددة.
وقال سعادته أن الجامعة القاسمية تعتزم تنظيم رحلات تعريفية للدار لزيارة المعرض الدائم لأندر أنفس المصاحف والمخطوطات كما سيتم التواصل مع المدارس والجامعات والهيئات الحكومية لتنظيم زيارات خاصة بهم ... مشيرا الى امكانية التواصل مع المراكز العلمية والجامعات ودور المخطوطات العربية والعالمية في المستقبل القريب لتبادل الخبرات الخاصة بأعمال المخطوطات وتبادل فهارس المخطوطات الرقمية لتسهيل مهمة المهتمين بهذا التراث العظيم في البحث والحصول على صور لهذه المخطوطات والعمل على نشرها وتحقيقها بأسهل الطرق.
يذكر أن دار المخطوطات بالجامعة القاسمية تم تشييدها على مساحة 3000 متر مربع بتكلفة بلغت أكثر من 70 مليون درهم على الطراز الاسلامي وتضم غرفا لاستقبال وتسجيل المخطوطات وأخرى للتعقيم بغاز الاوزون ومختبرا لمعالجة وترميم المخطوطات مزودا بأحدث الأجهزة .. الى جانب قاعات لحفظ الكتب النادرة والإطلاع والبحث الرقمي والدوريات التي تهتم بالمخطوطات والتراث والأدب والتحقيق والنشر.
التعليقات