اعتدنا على بزوغ نجم العربي فيما يفعل ولو كانت التجربة الأولى بالنسبة له، في عام 2022 قدمت دولة قطر نموذجا مبهرا لكأس العالم، حيث قامت بإعادة هيكلة كاملة للكثير من المنشآت، من فنادق لإقامة لاعبي المنتخبات، وأماكن للتدريب، وملاعب على أحدث وأرقى مستوى، لينتهي كأس العالم 2022 وتستمر تفاصيل التجربة بكونها من أهم إنجازات الوطن العربي في مجال الرياضة ككل وليس كرة القدم فقط.
لتستكمل المملكة العربية السعودية ما بدأته قطر من لفت أنظار العالم بأسره إليها وإلى وجود الوطن العربي، بدأت نهائيات البطولة العربية على أراضي المملكة العربية السعودية يوم 27 من شهر يوليو الماضي وستستمر إلى 12 من شهر أغسطس الجاري، وعلى غرار ما سبق ذكره عن تجربة دولة قطر مع كأس العالم، تحدث الآن تجربة جديدة على الأراضي السعودية ولكنها على درجة الإبهار نفسها لبذلها مجهود ملحوظ، من الملاعب والفنادق والإضاءات، ومن إتاحة تسهيلات على جماهير البطولة العربية من حيث شراء التذاكر عبر منصات إلكترونية، ودخول الجماهير إلى الملاعب من بوابات ضخمة منظمة بدون أي تدخل بشري في التنظيم، مع إتاحة رؤية هذا الجمال من خلال نقل المباريات على قنوات تجوب العالم لمشاهدي ومحبي كرة القدم.
ومما أثرى البطولة العربية في هذا العام أكثر من كل تلك الجماليات السابق ذكرها، هو تعزيز فرق الدوري السعودي بأشهر لاعبي كرة القدم في العالم، حيث يوجد حاليا كرستيانو رونالدو وساديو ماني في نادي النصر السعودي، وكريم بنزيما في نادي الاتحاد، وروبرتو فيرمينو في النادي الأهلي السعودي وغيرهم، مع الحديث المستمر حول مشاريع صفقات لجلب المزيد من مشاهير كرة القدم إلى الدوري السعودي.
إبان سنوات ليست بطوال منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حكم المملكة العربية السعودية، وبمساندة نجله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، شهدت المملكة تطورا وازدهارا كبيرا في مجالات الفنون على اختلافها، فعلى سبيل المثال قدمت المملكة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والذي استقطب مشاهير السينما والتليفزيون من جميع أنحاء العالم ونال إعجابهم، والآن وبعد ما قدمته المملكة في مجال رياضة كرة القدم نستطيع أن نؤكد أن المملكة في طريقها لمنافسة أكبر وأشهر الدول في مجالات الفنون والرياضة، وهذا بالنسبة إلى بلد لا تملك أي تاريخ لتلك المجالات يُعد إنجازا يستحق كل التقدير والاحترام، مع تمني دوام التقدم والنجاح.
التعليقات