استضافت مدينة العلمين الجديدة، قمة مصرية يونانية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء اليونان، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، في أول زيارة له للمنطقة بعد إعادة انتخابه في يونيو، وتشكيل حكومته الجديدة.

إن العلاقات بين القاهرة وأثينا راسخة ؛وتجمع بين حضارتين وشعبين ومصالح ورؤى مشتركة؛ تجاه مختلف القضايا والتحديات سواء كانت سياسية أو اقتصادية.

 والمستوى المتميز من التنسيق السياسي بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع الإعراب عن التقدير لمواقف اليونان؛ تجاه مصر.

سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي، إلى جانب التعاون المثمر على صعيد آلية التعاون الثلاثي مع قبرص. 

أكد رئيس الوزراء اليوناني رسوخ الروابط الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، مرحبا بالتقدم الملحوظ في مستوى التعاون خلال السنوات الماضية.

 وحرص اليونان على مواصلة تعميق العلاقات بين البلدين ودفعها إلى آفاق أوسع على مختلف المستويات، خاصة في ضوء الدور المصري البارز في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بمنطقة المتوسط.

حرص رئيس الوزراء اليوناني على تقديم الشكر والتقدير إلى مصر؛ عقب إرسالها طائرات للمساعدة في عمليات إخماد حرائق الغابات في اليونان.

وملف الطاقة يأتي على رأس أولويات القمة المصرية اليونانية، إذ أصبح يحتل هذا الملف أهمية قصوى نتيجة لتعاظم تأثير التغيرات المناخية على شرق المتوسط بما في ذلك اليونان.

وأن ملف الطاقة والتغيرات المناخية أصبحت أهميته مضاعفة في الآونة الأخيرة.

 والزيارة تأتي بعد تبادل السفراء بين مصر وتركيا، لتكون فرصة لشرح أبعاد العلاقات المصرية-التركية في إطار الشراكة المصرية اليونانية والتعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان.

 وملف مكافحة الهجرة غير الشرعية احتل مكانا بارزا خلال المباحثات، ارتباطا بحادث غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية في يونيو الماضي.

شهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، حيث تم تأكيد الحرص المتبادل على سرعة تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، واستمرار دفع التعاون في مجالات التعاون العسكري والاقتصادي والثقافي.

 إلى جانب ملف الطاقة وما يتعلق بالغاز الطبيعي والربط الكهربائي، وكذا التعاون في قطاعات التحول الأخضر وتبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

 في اتساق مواقف الدولتين في منطقة شرق المتوسط، مع تأكيد أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات في هذا الإطار.

 حيث ثمن رئيس الوزراء اليوناني ما تقوم به مصر من جهود لمواجهة هذه الظاهرة، خاصة في ضوء ما تفرضه من أعباء بسبب استضافة ملايين اللاجئين على أرض مصر. على المستوى الدولي.

 تناولت المباحثات عدداً من القضايا ذات الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها التبعات العالمية لتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، فضلاً عن مستجدات الأزمات القائمة في المنطقة، خاصة ليبيا.

 حيث أكد الرئيس عبد الفتاح  السيسي موقف مصر بدعم المسار السياسي وأهمية إجراء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية واستعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.

واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق المكثف لمواجهة مختلف التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة، بما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام وأمن واستقرار.

تشترك مصر واليونان في علاقات ثنائية قوية، خاصة في المجالين السياسي والاقتصادي، وتشرعان في مشاريع تنموية مشتركة على المستوى الثنائي وكذلك على المستوى الثلاثي مع قبرص.

ويشمل ذلك مشروع طاقة محتمل تخطط الدول الثلاث بموجبه لربط شبكاتها الكهربائية وفقا لمذكرة تفاهم وقعتها في أكتوبر 2021.

عقدت الدول الثلاث العديد من القمم لدفع مشروعات التعاون الثلاثية وتعزيز علاقاتها في جميع المجالات. أظهرت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء في مصر، ارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى اليونان لتسجل 1.7 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 1.6 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 5.3 بالمئة.

بلغت قيمة الواردات المصرية من اليونان 418.6 مليون دولار خلال عام 2022 مقابل 409.6 مليون دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 2.2 بالمئة.