الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن تولى مقاليد الحكم فى مصر عام 2014 وهو حريص كل الحرص على تسخير جميع إمكانيات مصر لمساندة وقيادة العمل الإفريقي على كافة الأصعدة والتواجد بقوة في كل ما يتعلق بالشراكات الأفريقية مع كافة مناطق العالم ومنها الصين واليابان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها من دول العالم .
أن تواجد مصر في القمة الروسية الأفريقية الثانية على المستوى الرئاسي وعقد لقاء مشترك بين الرئيس السيسي؛ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ بمثابة ترجمة واضحة للسياسة الخارجية المصرية؛ والدور الرائد والمحورى الذي تلعبه مصر لصالح القضايا الإفريقية.
حيث تطرقا خلال لقاء الرئيسين السيسي وبوتين، إلى تطورات عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها مشروعي محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية، إلى جانب التعاون فى مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، وكذلك على صعيد التعاون المشترك فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادل وجهات النظر بشأن عدد من النزاعات القائمة فى منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في السودان وسوريا وليبيا، والقضية الفلسطينية.
وتبنى قضايا المنطقة وبذل الجهود لاستعادة وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام لدول المنطقة، وعلى نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها وحقوق شعوبها المشروعة.
نتائج القمة الأفريقية الروسية الثانية تضمنت الإلتزام ببلورة نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب ونجاح القمة الروسية الأفريقية في اعتماد خطة عمل مشتركة حتى عام 2026، خطوة إيجابية نحو تعميق العلاقات بين الجانبين في جميع المجالات خاصة السياسية والاقتصادية.
في ظل تبني حزمة من الوثائق المشتركة والتعاون على المدى البعيد، والالتزام ببلورة نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب.
القمة الروسية – الأفريقية نجحت في الوصول إلى اتفاق من أجل العمل في مجلس الأمن، على تخفيض وتخفيف العقوبات الأحادية، والعقوبات الثانوية، وتجميد أرصدة الذهب والاحتياطيات النقدية، المفروضة على الدول الأفريقية، وهو ما يساهم في دعم مسارات التنمية لهذه الدول.
وتفعيل مسارات التنمية الاقتصادية، بالتركيز على قطاعات البنية التحتية والتصنيع الزراعي والتحول الصناعي، بالاستفادة من التكنولوجيا الروسية، هذا بالإضافة لتعزيز الصلات الثقافية والروابط التاريخية بين شعوبنا.
من بين نتائج القمة اتجاه الشركات الروسية نحو نقل التكنولوجيا ؛في الإدارة العامة والقطاع المصرفي إلى الدول الأفريقية.
بالإضافة إلى إمداد الدول الأفريقية بالحبوب على “أساس تجاري ومجاني”، وهو إجراء شديد الأهمية في ظل ارتفاع أسعار الحبوب إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الانسحاب الروسي من اتفاقية الحبوب، في ظل الصراع المحتدم مع الغرب والولايات المتحدة الامريكية
وتقديم الدعم للبنية التحتية والمشروعات المشتركة الخاصة بمجال المعلومات، وتبادل الخبرات الخاصة بالشباب والرياضة، واستمرار توفير المنح الدراسية للطلاب الأفارقة؛ وإطلاق مشروع مكافحة الأمراض المعدية حتى عام 2026 بتكلفة مليار و200 مليون روبل.
مشاركة الرئيس السيسي فى القمة “الأفريقية الروسية” تساهم فى تعزيز العلاقات والتعاون والتبادل التجاري؛ ولها نتائج مهمة على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك تعزيز العلاقات بين دول القارة الأفريقية وروسيا وتوطيد علاقات التعاون فى شتى المجالات.
ومصر وروسيا تشتركان فى مصالح مشتركة عديدة بقطاعات التجارة والصناعة والتعليم العالى والسياحة والطاقة، كما تمثل القمة الإفريقية – الروسية الثانية، فرصة لدعم العلاقات الإفريقية مع روسيا وبحث سبل مواجهة الأزمات العالمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
القمة الإفريقية الروسية الثانية تمثل فرصة سانحة للدولة المصرية والدول الإفريقية، لتطوير العلاقات مع روسيا وتأمين إمدادات الحبوب والأسمدة بأسعار تفضيلية.
والحصول على حزم دعم استثنائية من الجانب الروسى، كما أن القمة تمثل فرصة للجانب الروسى لرفع مستوى التبادل التجارى؛ مع دول القارة الإفريقية وإبرام اتفاقيات التعاون الثنائى.
القمة الإفريقية الروسية الثانية تأتى متزامنة مع مرور 80 عاما على العلاقات المصرية الروسية ؛وفى ظل ظروف عالمية بالغة الحرج حيث تتراكم الأزمات الاقتصادية؛ والسياسية مع أزمة الاحتباس الحرارى والتى تلقى بظلالها على الدول النامية وفى مقدمتها الدول الإفريقية.
الأمر الذى يستلزم مزيدا من التنسيق والتوافق حول ملفات حيوية؛ مثل توافر الغذاء فى العالم وتعزيز الأمن الغذائي ونقل التكنولوجيا للدول الإفريقية ؛والوفاء بالالتزامات المالية من قبل الدول الكبرى تجاه الدول النامية؛ لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية؛وتعزيز التبادل التجارى بين مصر وروسيا من أهم الملفات الثنائية فى القمة.
وأن الدولة المصرية منفتحة على جميع دول القارة؛ وعضو فى أهم التحالفات والتكتلات التجارية داخل أفريقيا، وتسعى لأن تسهم بجهد فعال فى تطوير العلاقات التجارية ومشروعات التنمية المشتركة مع الإفريقية.
الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ استطاع بكلمته أن يضع خارطة طريق أمام المجتمع الدولي؛ لدعم ومساندة دول القارة السمراء في مواجهة التحديات التي تواجه الدول الإفريقية.
أهمية الدور التاريخي والمحوري الذي تقوم به مصر لترسيخ مكانة القارة الإفريقية ؛وتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات التنموية والمناخية.
أن القيادة السياسية حريصة على تسخير كافة إمكانيات مصر؛ لمساندة وقيادة العمل الإفريقي؛ من خلال الشراكة الإفريقية مع كافة مناطق العالم ومنها على سبيل المثال الصين واليابان والاتحاد الأوروبي.
التعليقات