التجريب قبل التغيير
ذات يوم أراد الصناعى هنرى فورد تعيين شخص كفء فى منصب ما فى شركته، فاختار اثنين من نفس الجامعة ونفس ذات التخصص ودعاهما لتناول العشاء معه فى أحد المطاعم وبعد العشاء بينما خرج الجميع من المطعم قال فورد لأحدهما إنه قد تم تعيينه فى المنصب، وبالطبع اعتذر للآخر أنه لن يكون ضمن فريقه فى الشركة، فاستجمع الشاب المرفوض شجاعته.
وقال: «سيد فورد هل لى أن أسألك عن سبب اختيارك لزميلى ورفضك لى؟ نحن لم نتحدث مطلقًا عن الهندسة ولا عن السيارات ولا حتى عن الجامعة، بل تحدثنا فى الأمور العامة فقط، ما الذى اختلف!؟».
فأجاب فورد عن تساؤل الشاب قائلًا: «اخترت زميلك الآخر لسببين، الأول هو أن صديقك تذوق شريحة اللحم ثم أضاف إليها ملحًا وأنت أضفت الملح قبل أن تتذوقها، وأنا يعجبنى الأشخاص الذين يجربون الأشياء قبل محاولة تغييرها.
والسبب الثانى أن صديقك كان مؤدبًا مع النادلين يقول شكرًا وآسف، أما هم بالنسبة لك فكانوا غير مرئيين تمامًا، كنت مؤدبًا معى فقط، والقائد الرائع الذى يريد أن يترك أثرًا طيبًا فى عمله، عليه أن يتعامل مع الجميع على أنهم بشر، هذه التصرفات الصغيرة تنبئ بالكثير فالكفاءة وحدها لا تصنع آدميًا متميزًا».
الاستعداد لرؤية جديدة
ذات صباح انتقل زوجان شابان ليعيشا فى حى جديد ملىء بالمساحات الخضراء والبنايات ذات الطراز الكلاسيكى، وفى أحد الأيام بينما هما يتناولان وجبة الإفطار، رأت الزوجة الشابة جارتها العجوز تنشر الغسيل خارجًا أسفل الشرفة فقالت فورًا وبدون تفكير «انظر يا حبيبى إلى تلك الجارة وملابسها، الغسيل ليس نظيفًا بالمرة، إنها لا تعرف كيف تغسل بشكل صحيح يذيب البقع ربما تحتاج إلى مزيد من الصابون»، نظر زوجها إلى الخارج ولكنه بقى صامتًا وتكرر هذا الموقف عدة أيام متتالية وفى كل مرة تقوم الجارة بنشر الغسيل تقول الزوجة نفس ذات التعليقات وبعد مرور شهر دهشت الزوجة الشابة لرؤية غسيل نظيف على حبل بيت جارتها فقالت لزوجها «انظر لقد تعلمت جارتنا كيف تغسل بشكل أفضل عن ذى قبل» فتكلم زوجها أخيرًا بعد دوام صمت، وقال «حبيبتى لقد استيقظت باكرًا وقمت بتنظيف نوافذ بيتنا لترى جيدًا.
لأن ما نراه عندما نراقب الآخرين يعتمد على نقاء النافذة الذاتية التى ننظر من خلالها، لذا قبل أن نُقدم على أى انتقاد، قد يكون من المناسب أن نسأل أنفسنا أولًا إذا كنا على استعداد لرؤية جديدة، بدلًا من أن نبحث عن شىء فى الآخر لنقاضيه عليه، اهتمى أولًا بنظافة نافذتك قبل أن ترى عينيك تفاصيل الآخرين.
فى طاقة يدك
ذات مساء وقفت امرأة ثرية على قارعة الطريق بعدما تعطلت سيارتها لوحت بيدها للسيارات المسرعة ولم تقف لها، مضى عليها الوقت وبدأ رذاذ المطر يتكاثر وفجأة توقفت سيارة قديمة متهالكة يقودها شاب حنطى البشرة وترددت أن تصعد خشية الطمع بها لكنها أقدمت وفى الطريق سألت الشاب عن اسمه وعمله لما يبدو عليه من فقر وعوز.
فأخبرها أن اسمه آدم ويعمل سائق أجرة فاطمأنت نوعًا ما وعاتبت نفسها على سوء ظنها، ولفت نظرها أن الشاب كان مؤدبًا للغاية طوال الطريق إلى أن وصلت إلى المدينة، وقالت فى نفسها إنها ستعطيه ما يطلب وبالفعل طلبت النزول وسألته «كام حسابك؟» فقال «لا شىء» فانفعلت قائلة «لا لا يمكن أنت ساعدتنى وأوصلتنى» فقال «أجرتى أن تفعلى الخير مع من تجديه».
وانصرفت مذهولة إلى أن جلست تتأمل الموقف على أحد المقاهى وطلبت من العاملة هناك فنجانًا من القهوة وقد لاحظت شحوب وجه العاملة وكبر بطنها، فقالت لها «آراك متعبة» فأجابت العاملة «على وشك الولادة وأعمل يوميًا كى أوفر ما يكفى حاجة ولادتى، وذهبت إلى المحاسب لتأتى بالباقى من حساب قهوة السيدة الثرية لأنها كانت أعطت مبلغ ورقة نقدية تساوى قيمة القهوة عشرة أضعاف.
لكن العاملة لم تجد المرأة لا يمينًا ولا يسارًا، فقط وجدت ورقة بخط يدها مكتوب فيها (تركت باقى الحساب هدية لك وتركت ما تحت الطاولة هدية لمولودك) كادت العاملة أن تصرخ من الفرح وهى تمسك مبلغًا يساوى مرتبها 6 شهور ولم تتمالك دمعتها. واستأذنت من عملها وسابقت الريح لإسعاد زوجها الذى يحمل هم ولادتها ودخلت البيت مسرعة تنادى زوجها الذى تعجب من قدومها بشكل مبكر عن موعد عودتها اليومى واحتضنته قائلة «أبشر يا آدم قد فرجها الله علينا من امرأة ثرية خيرة».
لقد كان آدم هو السائق الذى قام بإسعاف هذه المرأة الثرية الخيرة من قبل ورفض أن يأخذ مقابل معروفه وطلب منها مساعدة الآخرين مؤمنًا أن الخير الذى تضعه حين يكون فى طاقة يدك فهو يعود إليك مجددًا وأكثر جدًا جدًا مما تطلب أو تفتكر.
التعليقات