لماذا بدأ المواطن يشعر بضعف النظام، بل وسيطرة رموز جماعة الإخوان على مؤسسة الرئاسة لصالح أعضاءها؟! ظهر ذلك جليا مع ترك الشارع، فأنا كمواطن أعلم أن هناك بلطجى وأعلم أنك لا تمتلك القدرة على ردعه، وهذا البلطجى يسبب لى و لغيرى الكثير من المشكلات. وأنت رئيس دولة، فلا تبرر لى البلطجة ولكن اقض عليها.
نعود لحظة إلى توزيع الغنائم على الإخوان، فقد قيل من بعض رجالهم أن تلك الأخونة ما هى إلا رد للجميل.
توزيع مناصب الدولة أصبح كنوع من رد الجميل وليس من أجل الكفاءة أو المسئولية.
مقابل تلك الكمية الموجهة من النقد لجماعة الاخوان المسلمين التى تحكم مصر بداية من 30 يونيو 2012، ماذا فعلت الجماعة للمواجهة؟
كما ذكرنا كتائب الكترونية على شبكة الانترنت ومن خلال رسائل sms على جميع القنوات الفضائية و الشبكات الاذاعية. تلك الكتائب وظيفتها الوحيدة هى الطبل لأى فعل يقوم به الاخوان و أيضا الانقضاض و بمنتهى الشراسة على أى فرد ضد الجماعة حتى وإن كان ناصحا أمينا.
غير ذلك استخدموا سلاح الاسلام وأن المخالف للرئيس وجماعة الاخوان ما هو إلا مخالف لشرع الله، وما يحدث ما هو إلا حرب معلنه على الاسلام.
يحاولون بذلك استقطاب مشاعر الجماهير. وصرحت قيادات فى جماعة الاخوان المسلمين (صفوت حجازي) وبعض التيارات الاسلامية الموالية (عاصم عبالماجد – وجدى غنيم ) بأن الخارج على شرعية الرئيس سوف يرش بالدم وما هو إلا كافر. وفى نفس الوقت هناك صمت من الرئاسة تجاه مثل هذا الحديث.
يدرك الكثير أن ذلك السلاح واهٍ ضعيف، لأن من يريد الحرب على الإسلام كان الأفضل له أن يبدأها أيام حكم مبارك وليس والاخوان المسلمين فى الحكم.
وقد يقال إن الحرب أُعلنت على الاسلام بعد تصعيد هذه الجماعة الإسلامية للحكم
ولكن السؤال: متى كان شرع الله سلاح يتم التهديد به؟؟
وأيضا: لماذا يظهر الشرع والدين وقت الهجوم على جماعة الاخوان و لا يظهر عند استحواذ الجماعة على المناصب فى الدولة؟!
عند استخدام الدين والضرب به ظهرت موجه تتزعمها القنوات الفضائية الاسلامية والمسيحية على السواء وظهرت حالة من الثرثرة الإعلامية المستمرة و توجيه الاتهامات، لدرجة وصلت إلى السب والقذف لأشخاص وقامات دينية.
حالة من الشحن المستمر على كافة الأصعدة خلقت فى الشارع حالة من التعصب لأفكار لا حدود لها ومنها أفكار ونزعات شخصية ومنها فكر البلطجة لدرجة أن حالات السرقة والخطف انتشرت فى شوارع القاهرة فى وضح النهار وفى أكثر أماكنها نشاطا وحيوية.
زيادة على ذلك انتشرت أمور من شأنها التضييق على المواطن من رفع أسعار مستمر بسبب غياب رقابة الدولة، وانقطاع للتيار الكهربائى وذلك له الكثير من الأضرار التى تنعكس على المواطن مع استمرار أزمات عدم تواجد السولار والبنزين والتى ظهرت فى النصف الثانى من شهر يونيو 2013 م.
مقابل تلك الأزمات يظل الحديث المسيطر على فكر الجماعة ومن يواليها بأن الخارج على الشرعية خارج على الإسلام، وعلى استحياء يقال إن حق التظاهر مكفول ما دام تظاهرا سلميا.
وتظهر على الساحة دعوات من الرئاسة تقرر فتح الحوار مع جبهات المعارضة بل فى أحد الخطابات يؤكد الرئيس أنه على استعداد للذهاب إلى أى مكان للحوار متناسيا عن عمد أو جهل، أن الحوار ليس مجرد دعوات وجلسات تنتهى إلى توصيات وقرارات لا قيمة لها، لأن ما سيتم تنفيذه بالفعل هو ما يتم إقراره فى مكتب إرشاد جماعة الاخوان المسلمين.
وهذا ما أكده الأستاذ هيكل فى حواره مع لميس الحديدى يوم الخميس 27 يونيو 2013 حينما قال بإن الوقت لم يعد وقت الوصي الفكري أو الأب الروحى للقائد السياسى، فإذا كانت الجماعة بالفعل تحكم من مكتب الارشاد فيجب أن تظهر وتعلن ذلك صراحة.
(يتبع)
التعليقات