في بعض الأوقات أشعر بحاجتي لحشد جيوش من المقاومة كي استقم صلبة في دنيتي.
عزيزي، إن أفضل ما تقدمه لنفسك على مدار عمرك هي روح قوية لا تلين ولا تنكسر.
ثَبتَ أن أفضل علاجات للنفس المتعبة هي أن تحاصرها بما يرهقها بما يقتل داخلها فراغ الوقت وترف السكون والاستسلام للألم.
إن أسوأ ما يفعله وغد ما في حياتك هو أنه يجبرك أن تحبو في دنيتك مخالفًا طبائعك.
كل فعل مُنَفِر تضطر إليه يقتل خلايا الطمأنينة التي تقيك الفزع وتحفظ عليك حرمة السلام.
أرفض معطيات هذا العصر، أنا شخص "دقة قديمة". أؤمن بقيمة الحب التي تساوي ثقلها ذهبًا.
أؤمن بالتكامل وحب الخير ونثر منابت المحبة. لا أمتلك سيف باتر ولا كلمات رادعة أطلقها وقت غضبي.
تعودت أن ابتلع جروحي وما ينهشه القساة بقلبي، قلما أتحدث عن ما يؤلمني وأراه حديث يحزن من يحبني فامتنع عنه.
أؤمن بأن لي رسالة لا يمكن لأحد أن يقوم بها نيابة عني. ممتنة بشدة لله تعالى الذي جاد عليّ بسنوات من العمر لأعمل وأحب وأترك خلفي الكثير من المودة وجمال التواجد.
في صغري كنت أتصور أن مجرد تفكيري البسيط في بعض احتياجاتي يعد مضيعة للوقت لكني تعلمت خلاف ذلك بأصعب الطرق وأقساها. أُفضِل اليوم أن أحمل قلبي باللطف والرفق ولا أجور على نفسي.
أنا دقة قديمة ... لأني لازلت أؤمن بالكثير من القيم التي عفا عليها الزمان.
لا أكذب ولا أتجمل لأحد، لا أنافق، صريحة كالسيف، حادة في الظلم، لا أخشى أحد لأن كل من جاملني قد فعل عن استحقاق، لا أتحدث عنك في غيبتك إلا بما فعلته بنفسك أمامي، أتحاشى التكبر وأحب التصبر وأخشى بينهما أن يتصحّر قلبي.
أجاهد في التمسك بقيم الحق والاحترام وفضائل الأخلاق، لكني لن أكذب عليك يا صديقي أحيانًا كثيرة لا أجد من يعرفهم وأصبحت أزيل من عليهم التراب من شدة ما أضحوا سلع قديمة بالية.
أعترف بأني أراني ساذجة في كثير من معتقداتي الغالية البالية التي عفا عليها الزمان، ولا أعرف حقًا هل أصبت أم أخطأت عندما ربيت عليها أبنائي.
لا أمتلك اليوم ترف معرفة تلك الإجابات لكني أتضرع إلى الله أن ينصفهم بجمال قلوبهم.
إن كل أمر يتعلق بقيم اكتسبتها من تربيتك ودينك تقف في بعض الأوقات حائلا بينك وبين نفسك، بينك وبين أن تحيد عن الصواب أو تصل للجنون.
أشعر اليوم بلهيب الجمر في يدي كلما تمسكت بتلك الفضائل فهي تحرقني وحدي.
أقدر بشدة من يتحدث بقوة واعتزاز، من لا يلين أمام البأس أو يتعالى على منكسر.
رغم أنه يبدو أنك اكتسبت قدرة لا محدودة للدفاع عن نفسك بشرف، لكن ذلك الحق الأصيل أحيانا لا تملك ترف استخدامه.
اليوم أتساءل بحق هل أخطأت؟ هل كان من الأفضل تعلم بعض من درأ التجاوزات وصد الخيبات؟ هل يعد التأرجح على نصل سيف الصدق من مقدرات هذا الزمان؟
يا الله أعلم أن الصدق مُنجي … لكنك تشهد اليوم كيف تبوأ الكاذبين تلك المقاعد الفارهة فوق أنقاض عمري.
انتظر منك رد المظالم فأنا ألهث ومن خلفي طوفان.
اليوم انتزِع ذاكرة عقلي مودعة داخله بعض الأطياف الحبيبة، أما ذاكرة قلبي معطلة أصابها خلل بيولوجي، ولدت على الفطرة واظلمها العابرين.
احتاج أرصدة من التشافي ونصيب من التعافي ومحبة وسند لا يلين.
كلما دللتني مواسم اللطف ... ارهقتني مواسم خطايا الجاحدين.
افتقر لجيوش من المتمردين تبدد تلك العتمة التي قايضت موضعي في دنيتي، والكثير الكثير من المتطوعين الذين يجيدون رأب الصدع وجبر النفس وتندية الجبين.
أصبحت اليوم قلب المعركة والمحارب والغنيمة وساحة الانتصار. لا أحب أن تدمي تلك المعارك وجهي كما فعلت بقلبي، لكني سأُنَازِل حتى الرمق الأخير.
اليوم أنا في حاجة لكل الحب الذي وهبته سابقًا واليوم أدرك أن جل شجاعتي تتجلى في النبذ وليس في القتال.
أدرك جيدًا آثار الزمان على أيامي، وأؤمن بشدة بجمال نهايتها. بين هذا الإدراك واليقين يسكن إنسان الصبر الذي يأبى إلا التمسك بالفطرة القويمة التي لا تفتأ تنحره.
أقاتل لنيل بواكير القِطاف ولأظل امتلئ بنفسي كما أعرفني وأحبني، لأظل في نظري تلك الصديقة التي أحببت منها أكثر مما كرهت.
اتركوني أحيا وحدي لو لزم الأمر فلا تزال تلك المضغة ترنو بالحياة وتأبى أن يكسرها خسيس.
تلك الحشائش الضارة التي نبتت على حنايا قلبي … أنا وحدي من يدحرها، أنا وحدي من يسحقها، وأنا من أعرف أين يختبيء طوق النجاة.
لن يمسخني النزلاء العابرين، سيظل بهذا القلب دوما متسع للمقيمين.
الحب يهزم كل الشرور وكل المكائد، الحب هو سلاحي الذي اتركه في كافة الأماكن، والحب الغير مشروط بوقت أو زمان هو كل الشجاعة التي أبرزها لأبدو نفس هذا الإنسان الذي بدأت به، وكما أتمنى أن أحيا في سنوات إيجاري للحياة.
التعليقات