بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نسلط الضوء على حياة أولئك النساء المليئة بالأحداث لاستخلاص العبر والدروس من إرثهن الإيجابي الملهم؛ ولم تكن فلورنس نايتينغل، الممرضة الأكثر شهرة في العالم فحسب.
بل كانت مسؤولة أيضاً عن تغييرات رائدة في مجال الرعاية الصحية، إذ ساهمت في تحويل التمريض إلى مهنة محترمة وحيوية نعتمد عليها كثيراً في أيامنا الراهنة.
وخلال سنوات خدمتها التي وثقت بشكل جيد خلال حرب القرم، عاشت معاناة ضد ظروف قاهرة
وجمعت فلورنس تبرعات مالية من أجل الحصول على الإمدادات والمعدات اللازمة، بمساهمة بعض المتبرعين بمن فيهم المؤلف تشارلز ديكنز، لخلق الظروف الصحية اللازمة قدر المستطاع
وقدم كتابها الشهير "ملاحظات على دليل التمريض" الذي نشر في عام 1859، إرشادات أساسية ثبت أنها كانت جوهرية للتخطيط المستقبلي للمستشفيات. وقد أنشأت في العام التالي، مدرسة "نايتينغل للتمريض"، وكانت أول مدرسة لتدريب الممرضات
و ابرز النساء فى العصر الحديث الممرضة ماري سيكول ؛التي وواجهت ظروفا محفوفة بالمخاطر وتحيز عنصري؛وقد تعلمت ماري مهارات المعالجة التقليدية من والدتها في جامايكا، وسافرت كثيرا حول العالم وأكملت معرفتها بالطب التقليدي بأفكار طبية أوروبية.
ومن اشهر النساء الملهمات فى العصر الحديث كانت الراقصة جوزفين بيكر، الأفضل أداء والأعلى أجراً في العالم ذات يوم، لكن إرثها الحقيقي لا يتعلق بثروتها بل في دورها في قضايا تحرير المرأة والحقوق المدنية.
فقد أجبرت على العمل في سن مبكرة، بعد أن أُحرق منزل العائلة في سانت لويس في أعمال شغب عرقية في عام 1917، عندما كانت جوزفين وقتها في الحادية عشرة من عمرها.
وحظي أسلوب جوزفين المفعم بالحيوية والمتحرر بالكثير من الاستحسان وتم تكريمها في فرنسا، حيث أصبحت مواطنة فرنسية.
ومع احتلال النازيين لفرنسا عام 1940، عاشت جوزفين حياة مزدوجة. وكانت لا تزال نجمة قادرة على العيش الرغيد وتحمل تكاليفه الباهظة، لكنها كانت أيضاً عضوة نشطة في المقاومة الفرنسية السرية.
وعندما عادت جوزفين إلى الولايات المتحدة، أصبحت ناشطة في مجال الحقوق المدنية علناً، وفي وقت من الأوقات.
فقدت جنسيتها. لكن مكانتها المميزة جذبت إليها المعجبين بمن فيهم فيدل كاسترو وإيفا بيرون وغريس كيلي، على سبيل المثال لا الحصر.
ومن أشهر النساء الملهمات فى العصر الحديث ماري آنينغ امرأة ذكية تميزت بقوة العزيمة والإصرار، وأصبحت تعرف باسم "أميرة علم الحفريات" .
وأعظم صيادة للأحفوريات (المتحجرات) عاشت على الإطلاق وتم تخليدها في فيلم "أمونيت" وقد مثلت شخصيتها في الفيلم الممثلة كيت وينسلت.
وكان مسقط رأس ماري في لايم ريجيس، مكانا جيداً لها لتنمية اهتمامها بالجيولوجيا وعلم الحفريات، حيث كانت وما زالت منطقة غنية بالمتحجرات أو الأحفوريات.
وعندما بلغت سن الثانية عشرة فى عام 1811، عثرت على أول اكتشاف كبير لها؛ وهو هيكل عظمي لإكثيوصور (مخلوق زاحف بحري منقرض عاش قبل التاريخ ويشبه الدولفين، برأس طويل مدبب وأربعة زعانف وذيل عمودي)؛وكان ذلك الاكتشاف الأول من نوعه على الإطلاق.
ولوتحدثنا عن اشهر النساء فى العصر الحديث السيدة هارييت توبمان، التى أصبحت بفعل أنشطتها في الكفاح ضد العبودية وقوة عزيمتها، أيقونة للنساء السود والبيض على حد سواء؛ولدت هارييت توبمان عام 1822 في ولاية ماريلاند، وتنحدر من أسرة كبيرة ولكن تم بيع بعض إخوتها ووالدتها لمالكي عبيد مختلفين، لذلك لم تستمتع بحياة أسرية مستقرة إطلاقاً.
تمكنت هارييت من الفرار من العبودية والبدء في تنظيم أنشطة ضدها، وساعدت في إنشاء شبكات مختلفة لإلغاء الرق وتحرير ما بين 70 و 100 شخص، بمن فيهم شقيقها وأخواتها وأبناء عمومتها.
وكانت هارييت امرأة متعددة المواهب، وأول امرأة في التاريخ الأمريكي تقود الجنود
في المعركة. ومن بين أعمالها "مداهمة كومباهي فيري" التي أسفرت عن إنقاذ 750 من العبيد السابقين.
وتعتبر رواية ماري شيلي "فرانكنشتاين" التي نشرت في عام 1818، أول قصة خيال علمي على الإطلاق ؛وكانت ماري تبلغ من العمر 20 عاماً فقط عندما كتبت هذه الرواية الكلاسيكية، لكن نثرها وموضوعاتها الحكيمة كانت فعلياً نتاجاً لحياة فوضوية ومليئة بالمغامرة.
وكان والدها الفيلسوف ذو النزعة الفوضوية المتطرفة ويليام غودوين، ووالدتها الفيلسوفة والناشطة في مجال حقوق المرأة ماري ولستونكرافت، التي توفيت بعد فترة قصيرة من ولادتها.
كتبت ماري أيضاً عدداً من الروايات الأخرى؛ومن بينها "الرجل الأخير"
وهو عمل سابق لزمانه بكثير وتناولت فيه قضية الكارثة البيئية، وهو خروج كبير عن الأفكار الرومانتيكية السائدة في زمانها.
التعليقات