زيارة رئيس كرواتيا لمصر مهمة للغاية، ونقلة نوعية في العلاقات المصرية الكرواتية على اعتبار اكتساب تلك العلقات لأهمية كبرى في ظل حرص الجانبين على مواصلة العمل وتطوير وتعزيز هذه العلاقات.
وتأتي في إطار الزخم الكبير التي تشهده السياسة الخارجية المصرية متخذة بعد جديد مبني على الشراكة الاستراتيجية في ظل تنويع مصر لسياساتها الخارجية وتوسيع شراكاتها مع كثير من الدول.
كرواتيا عضو رئيسي في الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولي وتنظيم زيارات متتابعة بين البلدين وزخما حقيقيا في العلاقات المصرية الكرواتية
وكرواتيا تم انضمامها مؤخرا لمنطقتي "الشنجن" و"اليورو"، اعتبارا من أول يناير 2023 الأمر الذي يأتي تتويجا لمسيرة كرواتيا ونجاحاتها، على صعيد الاندماج داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
أن الزخم الكبير بين البلدين ينعكس بشكل كبير من خلال دبلوماسية رئاسية وقيادة سياسية رشيدة وحكيمة تسعى إلى خلق شراكات فعلية مع الكثير من الدول على اعتبار أن كرواتيا تمثل شرق أوروبا
وهناك زخما حقيقيا خاصة مع شرق أوروبا من قِبل القيادة السياسية المصرية ممثلة في دبلوماسية رئاسية من خلال مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة «فيشجراد»، كأول رئيس عربي شرق أوسطي يشارك في هذه القمة.
مصر تفرد أجنحة العلاقات الخارجية في كل الجهات شمالا وجنوبا وشرقا وغربا منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي وأن شرق أوروبا كانت شريكا تجاريا واقتصاديا مهما، خاصة في يوغوسلافيا القديمة، ولكن الانفصالات التي حدثت في يوغوسلافيا برئاسة الرئيس «تيتو»، جعلتها تنقسم إلى عدة دول
الزيارة الأولى للرئيس الكرواتي "زوران ميلانوفيتش" إلى مصر ستساهم في الارتقاء بآفاق العلاقات إلى مستوى أرحب وأكثر تميزا، والعلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين والتي شهدت استضافة مصر حوالي 30 ألف لاجئ كرواتي بمخيم "الشط" أثناء الحرب العالمية الثانية.
وأهمية العمل من أجل النهوض بالتعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري مع كرواتيا خاصة بعد أن أصبحت كرواتيا أحد الأبواب الجنوبية للاتحاد الأوروبي، مما يساهم في زيادة حجم التبادل التجاري من جانب وتعزيز أمن الطاقة في منطقة جنوب ووسط أوروبا من جانب آخر.
ويأتى ذلك التقدم الملحوظ الذي أحرزته مصر، في مجال إنتاج الطاقة ومواردها سواء كان ذلك من خلال اكتشافات الغاز بمنطقة شرق المتوسط، وإنشاء منظمة "منتدى غاز شرق المتوسط" ومقرها في مصر أو سعيها الجاد حاليًا، لتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر، والنهوض بقطاع الطاقة المتجددة، مثل محطات الطاقة الشمسية في "بنبان" بأسوان ونشاطها في مجال طاقة الرياح، وإنشاء محطات عملاقة ببعض المناطق، ومن بينها منطقة "جبل الزيت".
وبحث سبل التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وتشجيع الشركات الكرواتية على العمل والاستثمار في مصر، في هذا المجال.
وجهود الدولة المصرية في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وذلك من خلال إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة، مثل المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وإصدار رخصة الاستثمار الذهبية ودعوة الجانب الكرواتي، إلى إنشاء مناطق صناعية في مصر للاستفادة مما تتمتع به من اتفاقيات للتجارة الحرة والتفضيلية مع الدول العربية والإفريقية بما يسهل نفاذ المنتجات الكرواتية إلى أسواق هذه الدول بميزة تنافسية.
المباحثات بين مصر وكرواتيا تطرقت إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر، حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك سواء على صعيد منطقة الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا.
كما تم التباحث في عدد من قضايا منطقة شرق وجنوب أوروبا، مع التركيز على الأزمات الدولية الراهنة، وملف الهجرة غير الشرعية وأهمية تكثيف التعاون بين مصر ومؤسسات الاتحاد الأوروبي المعنية، لدعم الجهود المصرية المبذولة
زيارة رئيس كرواتيا لمصر تعد فرصة جيدة لاستعادة هذه العلاقات مرة أخرى، كما أن سياسة مصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي تحرص على استعادة كل الملفات والعلاقات القديمة مع كرواتيا، والتي تعطلت نتيجة تحول كل دول أوروبا الشرقية من النظام الشيوعي إلى نظام الاقتصاد الحر.
تقع جمهورية كرواتيا في جنوب شرق قارة أوروبا، يحدها من الشمال الشرقي المجر، من الشمال الغربي سلوفينيا، من الشرق صربيا، من الجنوب الشرقي البوسنة والهرسك والجبل الأسود، ويحدها من الجنوب الغربي الحدود الساحلية للبحر الأدرياتيكي، وهو أطول خط ساحلي يوجد على الحدود الكرواتية.
بدأت العلاقات المصرية الكرواتية رسميا عندما اعترفت مصر بكرواتيا المستقلة حديثا عن يوغوسلافيا في 16 أبريل 1992، وأقامت الدولتان العلاقات الدبلوماسية في 1 أكتوبر 1992.
لدى كرواتيا سفارة في القاهرة وقنصلية فخرية في الإسكندرية، والسفارة الكرواتية في القاهرة أيضا تعد رسميا سفارة ومركزا للعلاقات مع بلدان أخرى غير مصر، ولمصر سفارة في العاصمة الكرواتية زغرب، وكلا البلدين أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط.
تؤيد كرواتيا مصر في معظم القرارات التي تتقدم بها في المحافل الدولية وتتبادل التأييد معها في الترشيحات للوظائف الدولية، وقد أصدر البرلمان الكرواتي قرارا بتشكيل مجموعة الصداقة مع مصر بالبرلمان الكرواتي، وشملت عددا من أهم الشخصيات البرلمانية في كرواتيا.
العلاقات المصرية الكرواتية تكتسب أهمية كبرى، ويحرص الجانبان على مواصلة العمل لتطويرها وتعزيز التعاون في إطار الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية.
التعليقات