أجد صعوبة دوما فى الكلام عن رحيل المقربين، وأنا ما أزال فى صدمة تلقى الخبر. المقربون لدى أراهم نسخة أفضل من نفسى، كلا فى مكانه. ولكون الصداقة أصعب شيء في العالم يمكن تفسيره؛ بين ربوعها تشعر بالراحة ؛ لذلك سأكتب الآن عن صديقي "الطيب".
ولأن الطيور على أشكالها تقع؛ وأصدقاؤنا يشبهوننا كثيرًا. فلقد كنت أنا ومجدي الطيب نمتلك وجهات نظر متشابهة للعالم المحيط بنا أخلاقيًا ودينيًا وسياسيًا؛ لدينا نفس التذوق الفنى. الرائع أن مقدار الوقت الذي قضيناه معًا ليس هو العامل الحاسم في تكوين صداقاتنا والحفاظ عليها.
مجدي الطيب من الأصدقاء الحقيقيين، الموجدين فى حياتك مهما تباعدوا. العلاقة الانسانية بينا صنعناها سويا، وهذا مايفعله الأصدقاء الحقيقين الذين نختارهم.
"الطيب" من الذين يدعمونك ويلهمونك؛ وما تقضيه من الوقت معهم، يغير حياتك. ويمنحك الكثير من الاتزان، يشعرك أنك لست وحدك الذى ترى هذا الكون من هذا المنظور.
ربما يكون "الطيب" أكثر أنفعالا منى، فى التفاعل مع بعض الامور؛ ولكن دائما كانت افكارنا واحدة. عرفته في أحلك الأوقات التى مر بها ، ولكنه كان يفضل دوما البحث عن نفق الضوء. كلنا تقبل الأخر كما هو ، لأن الأختلاف كان فى المظهر وليس الجوهر، فجذورنا دائمًا متشابكة.
أنا و"الطيب" جمعنا القدر معًا لنكون أصدقاء. أنه المشرق والقيِّم فى ود حقيقى بلا آى منافع شخصية. كانت لدينا صداقة حقة أنعشت الروح.
لم نغضب مع اختلاف أرائنا؛ كانت لدينا أرضية مشتركة من المعتقدات أنقذتنا من تلك الخلافات. لقد كنت محظوظة بما يكفي للعثور على "الطيب" ، فلم أتركه يذهب بعيد أبدًا مهما باعدت بين الايام ؛كنت أنتظر اول لقاء يجمعنا لأجدد بنود تلك الصداقة التى عملنا على نموها سويا .لقد كان "الطيب" صديقًا لطيفًا ومحبًا وكريمًا ومهتمًا وذكيًا.
"الطيب" من القليلين الذين يعرفون كيفية إخراج أفضل ما فيك، يدعمك باستمرار، متحملا مسؤولية جوهر الصداقة الحقيقية بالسماح للهفوات الصغيرة بالمرور سريعا.
"الطيب" من الأصدقاء الذين لم يختفوا عندما تواجه المشاكل. أنه من يعلم أن الصداقة القوية لا تحتاج إلى محادثة يومية أو أن نكون معًا. طالما أن العلاقة تعيش في القلب ، فإن الأصدقاء الحقيقيين لا ينفصلون أبدًا.
"الطيب" منذ عرفته منذ أكثر من ثلاثين عاما ،كان صديقا خلال كل مرحلة من مراحل الحياة. يتعامل ببساطة و كمال.
"الطيب" من الذين يشاركون ألمنا ويلمسون جروحنا بدفء بدعمهم وصدقهم معنا. ليس من أصدقاؤك الذين يتغيرون باستمرار.
مجدى الطيب كان بالنسبة لى كما تقول أوبرا وينفري:"يريد الكثير من الناس الركوب معك في سيارة الليموزين ، لكن ما تريده هو شخص ما سيأخذ الحافلة معك عندما تتعطل سيارة الليموزين."
التعليقات