فى تقليد أرساه حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على تهنئة الأقباط والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بعيد الميلاد المجيد، لتقديم التهنئة.
وخلال حضوره كاتدرائية ميلاد المسيح، هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسى، البابا بعيد الميلاد المجيد، مقدما له باقة ورد.
استغرقت الزيارة نحو ٢٦ دقيقة منذ وصول الرئيس للكاتدرائية وحتى مغادرته منها نحو ١٢ دقيقة صافح خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى الحضور فى مشهد لافت وسط تصفيق حار والزغاريد والهتافات «بنحبك يا ريس.. وتحيا مصر» وهى سابقة فى كل زيارات الرئيس من قبل أن تشهد هذا الكم من التصافح وسط حالة من الفرح والحفاوة.
بينما حملت كلمة الرئيس السيسى خلال عشر دقائق العديد من الرسائل السياسية والاجتماعية سواء داخليا أو خارجيا.
فى البداية هنأ الرئيس السيسى الأقباط بعيد الميلاد المجيد قائلا: «كل سنة وأنتم طيبين ويارب سنة سعيدة علينا كلنا مش بس فى مصر ولكن فى العالم كله».
وفى إشارة للتأكيد على وحدة المجتمع المصرى وفى إشادة لحكمة البابا وبلاغته ذكر الرئيس السيسى الحضور بمقولة البابا «الأديان تتوافق ومش لازم الأديان تتطابق» مضيفاً «بقول كده عشان تفضل محبتنا لبعض بدون تمييز ودى لازم تبقى متأصلة فى نفوسنا».
وقال الرئيس السيسى «إحنا محتاجين دائما فى كل مناسبة نأكد أن إحنا واحد مفيش أى شكل من أشكال التفرقة ما بينا لإن لو فيه تفرقة لن ننجح أبدا والكلام ده مش بس للأقباط ولكن لينا كلنا كل الشعب».
وتوجه الرئيس السيسى برسالة طمأنة وقال: «أنا شايف إن الناس قلقانة.. الناس فى مصر قلقانة وخايفة مش هقول إن ده مش مبرر بس لو كان كلامى يطمنكوا لازم تطمنوا إحنا مبنخبيش عليكم حاجة ولو سمحتم.
يا كل المصريين أنا فى كل مناسبة بتكلم وأقول الحكاية علشان تبقوا عارفينها «متديش ودنك لحد أقل ما فيه مش مسؤول»، كل واحد يعرف على قده الموظف المدير اللى بعده وبعده لحد لما نوصل لأعلى مستوى ؛فى إشارة إلى الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المغلوطة.
وتطرق الرئيس السيسى فى كلمته إلى الأزمة العالمية وتأثيراتها الاقتصادية العالمية قائلا: «أقول للمصريين متخافوش وبكلم كل المصريين متخافوش لسببين الأول إن ربنا موجود ومش هيسيبنا، وهو أعز وأكبر مننا كلنا».
«نحن كمسؤولين حريصون بعد الأزمة العالمية اللى تأثيراتها كبيرة جدا والدنيا بعد الأزمة هتخلى الدنيا مختلفة تماماً الفترة اللى جايه وإحنا الحمد لله رب العالمين ماشيين كويس ولو كنا بنعانى بس منخافش ومنقلقش وربنا مش هسيبنا».
وقال الرئيس السيسى «لو فيه حاجة هاعملها هقولكم، «يقولك أصل قناة السويس هيبيعوها ولو فيه حاجة هقولها، هى مصر لو تعبت هنتخلى عنها لأ طبعا».
كلمة الرئيس السيسي هامة ولها مكانة خاصة لدى المصريين ؛وأنه استكمل رسالة الطمأنة بقوله إن ربنا موجود ومش هيسينا، وأن الأزمة ديه أزمة عالمية لا تخصنا، وهى نقطة مهمة جدا لابد للكل أن ينتبه لها ؛وأن الدولة مش هتسيب المواطن ، فالرسالة جاءت في توقيتها وهو توقيت هام".
وصف الرئيس السيسى مناسبة عيد الميلاد بأنها (مناسبة عطرة) تجمعنا على حب الوطن؛ وتؤكد أننا على طريق المواطنة؛ سائرون ولن نحيد أبدا عن التعايش الإنسانى؛ والإيمان الأصيل بوحدة الوطن والجماعة الإنسانية، داعياً بهذه المناسبة لاستلهام المعانى العطرة التى أرساها السيد المسيح عليه السلام من الحب والتسامح والعفو والإحسان.
وقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية والتهاني للبابا تواضروس ولكل المصريين خلال قداس عيد الميلاد المجيد موجها العديد من رسائل الحب والسلام والطمأنينة للعالم كله من مصر.
ويحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى بشكل سنوي على مشاركة الأخوة الأقباط احتفالهم بعيد الميلاد، حيث كان الحضور الأول للرئيس لقداس عيد الميلاد في 2015.
وكانت هذه أول زيارة لرئيس مصري بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي زار الكنيسة في الستينيات، واضطر البابا تواضروس حينها، إلى قطع الصلاة للترحيب بالرئيس السيسي، ولم تستغرق كلمة الرئيس دقائق معدودة، حرصاً منه على عدم قطع الصلاة واستكمال قداس عيد الميلاد المجيد.
وكانت المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية خلال قداس عيد الميلاد، في عام 2016، وذلك للمشاركة في تقديم التهاني للبابا تواضروس وللأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وحرص الرئيس السيسى في عام 2017، على الذهاب إلى الكاتدرائية وتقديم التهاني للبابا والأخوة الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد، معلنا خلاله الوفاء بوعده بترميم الكنائس ويعد كذلك ببناء أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو الأمر الذي قابله الحضور بالزغاريد والتصفيق.
التعليقات