البحث عن فكرة كتاب ليست بالأمر الهين، في ظل عناوين عدة براقة، حتى وإن كان محتواها لايرقي لأن يصبح كتابا. ومن أهم المؤلفين الذين نسجوا أسماءهم باقتدار في السنوات الماضية، في نسيج الكتاب أصحاب المحتوى المميز الكاتب مصطفى عبيد. وآخر أعماله (قارئ الجثث) سيدني سميث.
والكتاب رغم عنونته بأنه كتاب مترجم، إلا أن مصطفى عبيد يعطيه من رؤيته الخاصة، ليكون تاريخ للزمن الذي تواجد فيه سيدني سميث، إلى جانب أنه شهادة عن نقاط التحول في العديد من حالات الطب الشرعي التي قام بها سيدني سميث، وتصدرت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم. من اغتيال السيردار في مصر، إلى "قضية سيدني شارك" الشهيرة، قام بحل الألغاز من خلال دراسة دقيقة ونزيهة للجثث والعظام وبصمات الأصابع والأسلحة النارية. نعيش معه جرائم القتل بالزرنيخ التي اشتهرت في تلك الفترة وخاصة في مصر؛ مقدما قضايا كثيرة تابعها بدقة، منها قصة السيدة ويلسون التي قتلت على يد زوجها، وتم توقيت إعادة المحاكمة بحيث يمكن أن تتزامن مع عطلة سميث في نيوزيلندا.
أثبتت شهادته أنها حيوية للدفاع وتمت تبرئة الزوج. وتناول جرائم القتل في محجر هوبتون، ففي عام 1913، تم العثور على جثتي طفلين في محجر هوبتون بالقرب من أدنبره. على الرغم من أن الجثث كانت في الماء لمدة ثمانية عشر شهرًا على الأقل، إلا أن سميث كان قادرًا على تزويد الشرطة بمعلومات حيوية.
حدد كمْ من الوقت قبل وفاتهما تناول الصبيين وجبتهما الأخيرة، وأثبت أنهما مشيا إلى المحجر، وافترض أنهما قتلا على يد شخص يعرفانه. لم يتم الإبلاغ عن فقد الصبيان مطلقًا، لكن أدلة سميث أدت إلى اعتقال والد الأطفال، باتريك هيجينز، وإعدام. وهنا يصف عبيد حالة الرجل النفسية حيث تقبل الإعدام بصدر رحب. في عام 1935، كان سميث أحد خبراء الطب الشرعي المشاركين في التعرف على جثث ضحايا باكي روكستون، باستخدام تقنية جديدة لأنثروبولوجيا الطب الشرعي لتركيب صورة على الأشعة السينية لجمجمة الضحية.
في عام 1937، أنتج سميث مِلَفًّا شَخْصِيًّا عن سارق القطط فالكيرك، باستخدام زوج من الأحذية، قبل مجال الطب الشرعي للأقدام. وفسر سميث حادثة أحضر فيها "ثلاث عظام صغيرة يُعتقد أنها تخص حيوان"، ومن هذه العظام كان قادرًا على تحديد أنها تخص "امرأة تتراوح أعمارها بين 23 و 25 عامًا ماتت قبل ثلاثة أشهر. كان لديها حمل واحد على الأقل، وسارت وهي تعرج وقتلت بواسطة بندقية غير مرخصة ، لذلك تركها أبوها تموت لعدة ايام حتى لايتعرض للمسألة. ومن خلال كتاب" قارئ الجثث "نعلم أن سيدني سميث يعد استنساخًا حَقِيقِيًّا لجوزيف بيل، طبيب الجراحة بأدنبره الذي استوحى منه آرثر كونان دويل شخصية شارلوك هولمز كما قال كيث سيمبسون كبير الأطباء الشرعيين في لندن.
التعليقات