اللهم لا اعتراض على مشيئة الرحمن .. ملك يوم الدين وملك الجِنان؛ الذي يحيي ويميت، والذي يبتلي ويُنعم، والذي يختبر وينظر ، والذي ينفع ويضر والذي بيده كل شيء وهو أعلمَ العالمين وأحكم الحاكمين وأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ؛ فتعالى الله سبحانه بربوبيَّته، وألوهيَّته، وأسمائه وصفاته التي نؤمن بها ونستدل بها ونتقوى بها ونرضى بها ونتوكل بها وعليها. لكن الدمع غلاب ، والحزن غصاب ، والحول فينا ومنا على بعض المصائب هراب – ليس الكل طبعا – حتى وإن أُخذنا بالأسباب بالأعراض بالأمراض نبقى نحن بشر، نحس ونتألم ونبكي على عظائمُ الأمراض.
فمن منا لا يحوقل أو يستاء أو يجزع أو ترتجف فرائصه – كل حسب إيمانه أو ردة فعله – عندما يسمع أن إنسان قريب أو حتى غريب قد أُصيب بمرض السرطان ، هذا المرض الخبيث الذي لا يُعرف حقيقة أسبابه .. هذا المرض الخبيث الذي تسبب في وفاة الملايين من البشر والذي نشر عنه بتاريخ 2 آذار/مارس 2022م. في موقع متظمة الصحة العالمية who.int التالي:
• السرطان سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وقد أزهق أرواح 10 ملايين شخص تقريباً في عام 2020، أو ما يعادل وفاة واحدة تقريباً من كل 6 وفيات.
• من أكثر أنواع السرطان شيوعاً سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات.
• تُعزى حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان إلى تعاطي التبغ، وارتفاع منسب كتلة الجسم، وتعاطي الكحول، وانخفاض مدخول الجسم من الفواكه والخضروات، وقلّة ممارسة النشاط البدني.
• حالات العدوى المسبّبة للسرطان، مثل عدوى فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد، مسؤولة عمّا يقارب 30% من حالات السرطان في البلدان المنخفضة الدخل والمنتمية إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.
• يمكن شفاء الكثير من أنواع السرطان إذا كُشفت حالاته وعُولجت مبكّراً.
وتعقيباً – تحليلاً سريعاً على الفقرات التي ذكرها موقع منظمة الصحة العالمية بالتسلسل ، هو أن عدد الوفيات عدداً لا يستهان به من الأرواح الإنسانية التي أنتقلت إلى بارئها بسبب هذا المرض ، وأقول الإنسانية لأنه يقال أنه يصيب الحيوانات أيضاً ، أما عن الأنواع التي ذُكرت فهذا الذي قد تم اكتشافه أو معرفته بمعنى أصح على حسب التشخيص والاجتهاد ، وأما على تُعزى حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان إلى تعاطي التبغ … ، فإن تُعزى هي نسبة مقدرة بالثلث قياساً على ما وجد – حوالي – أيّ بمعنى أن النسبة تفوق الثلث بكثير ولا تنقص ، وكذلك الأمر يعود على حالات العدوى وما تبعه في الفقرة العائدة له بتفاوت دخل البلدان ومستوى شريحتهم ، فذلك يصل إلى أنه قد يكون تكهن لا يتقبله أصحاب العقول السليمة ، ثم نأتي إلى الفقرة الأخيرة التي يذكر فيها بالحرف أنه يمكن شفاء الكثير من أنواع السرطان إذا كُشفت حالاته وعُولجت مبكّراً .. كُشفت حالاته وعُولجت مبكّراً ! أي أن المسألة توفيقية لا علمية طبية تطبيقية متطورة ولا متقدمة تُظهر الإصابة عبر فحوصات الدم الاعتيادية ؛ وهو تحليل شخصي وتفكير مجرد قد يناله الخطأ وقد يوافقه الصواب ؛ والغاية منه هو تسليط الضؤ أكثر وأكثر على هذا المرض الفتاك ، سبيلاً وتنويراً وتعميماً لتوحيد وتكثيف الجهود الطبية لإيجاد حلول جذرية أو منطقية – لا فساداً من كُبرى شركات الأدوية- للسيطرة عليه وعلى أنواعه المتعددة والمختلفة التي تنطوي جميعها تحت مظلةٌ واحدة اسمها السرطان. والشيء بالشيء يذكر فإن هذا الموضوع يجرنا أيضاً إلى استفسارٌ متداول منذ فترة ليست بالقصيرة على أن مرض السرطان الذي لا يعرف الاستئذان قد يكون له صلة أو علاقة بالحسد والسحر ، وأنا لا أعلم .. أنا لست بعالماً أو مفتياً أو طبيباً ، إنما أنا مُناشد لايجاد علاج فعال غير كيميائي لهذا المرض ، ومُناشد لمعرفة أسبابه وكيفية سبل اكتشافه قبل انتشاره في جسم الإنسان وكذلك مُناشداً لعلماء المناعة مضاعفة جهودهم لمحاربة السرطان وتكثيف البحوث وتطوير دراسة التفاعلات بين الجهاز المناعي والخلايا السرطانية وتوفير الحصانة ، والأمر بكل تأكيد مفتوح ومتاح لأطباء الأعشاب وفق القوانين للاستفادة من المواد النباتية الثانوية – المركبات الكيميائية الطبيعية – الموجودة في مختلف الخضروات والفواكة سبيلاً إلى منع بعض الأمراض الخبيثة مثل السرطان والأمراض الأخرى – سيئ الأسقام – ولنا في نبات قصب الذُريرة التي تحدّث عنها ابن سينا في ” كتاب القانون في الطب ” وغيرها من النباتات استفادة ولم لا ؟ فإذا كان فحص الدم الاعتيادي لا يظهر – وجود أو عدم وجود – هذا المرض الذي يتطلب فحصٌ آخر خصيصاً وبطلب من الدكتور أو الدكتورة فما هو الحل ؟ ما هو الحل إذا تبين وجوده في خلايا الدم والأنسجة أو البنكرياس أو الرئة أو القولون أو الثدي أو الدماغ أو الفم منذ شهور أو سنه أو أكثر باختلاف مناعة كل إنسان مُصاب ؟ وكيف يكون السبيل والاهتداء إلى التخلص من الاستخدامات الكيميائية الضارة في حياتنا اليومية ؟ ( أعتقد أنها معروفة )..
وبالعودة إلى استفسار علاقة الحسد والسحر بإصابة السرطان ، فلا شك أن الأسباب كثيره ومتعددة ، وأيّ كان سببها سواء بالحسد أو السحر أو الوراثة أو الفقر أو بنعمة الابتلاء فهو من عند الله .. الله الذي باسمائه وصفاته العليا الداله على ربوبيَّته، وألوهيَّته ، وحكمته وقدرته على كل شيء { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ (180 الأعراف)} فمن آمن بمدلولاتها ومعانيها العظيمة وتحصن بها مع الأذكار – رقية شرعية – وحافظ على أداء الصلوات المفروضة والنوافل فلن يضره شيء ، وإن ضره شيء فهو بأمر الله ؛ ولله الحكمه وهو أحكم الحاكمين وأكرم الأكرمين وأعلم العالمين وأرحم الراحمين ولا ملجأ منه الإ إليه ولا يرد قضائه الإ الدعاء إليه ، ويستثنى من ذلك من هلك نفسه بتعاطي التبغ وشرب الخمر وغيرها من المهلكات المحرمات ، وكذلك من اعتاد – ولم يتعظ – على تعاطي الأغذية والمشروبات – عالية السكر – ذات المواد الحافظة التي تحتوي على المواد الكيميائية الضارة ، ومن لا علم له وأسرف في استخدامات المواد والمنتوجات الملوثة بمادة البنزين الكيميائي المسبب للسرطان أو أي مواد أخرى لا يُعرف أسرار تركيباتها ومكوناتها ولا نيات صُنّاعها. تقول منظمة الصحة العالمية أنه يتم تشخيص 380 ألف إصابة جديدة بسرطانات الفم كل عام ، كما تطرقت إلى تحسين القدرة على الحصول على معجون أسنان يحتوي على الفلورايد بأسعار معقولة.( أعتقد أنها واضحة )..
لذلك فإن الحياة الطبيعية واستخداماتها الطبيعية نعمة لا تقدر بثمن ، لكننا أسفاً اتجهنا إلى الاستخدامات التي تحتويها الكيميائيات الضارة حتى في استخداماتنا اليومية ، وصدق من قال ” درهم وقاية خير من قنطار علاج” و “المعدة بيت الداء” لذا أعرف طعامك وشرابك اللذان يدخلان جوفك واجعلهما دواء وأسلوب حياة.
اللهم أشفِ مرضانا ، وأرحم موتانا ، وعافِ مبتلانا ..
اللهم إني أسالك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة ..
اللهم رَبِّ أعوذ بك من أعين العائنين ، ومن سحر الساحرين ، ومن شر كلِّ ذي شر ..
{وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10 سورة يونس)} والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.
التعليقات