يبدأ اليوم أعمال القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر وهي القمة الأولي منذ مارس 2019 التي عقدت بالجمهورية التونسية، لظروف تتعلق بانتشار فيروس كورونا.

وعقدت اجتماعات تحضيرية على مستوى وزراء الخارجية العرب تمهيدا لانطلاق القمة.

 حيث جرى تأكيد التوافق على جميع البنود الواردة في جدول أعمال القمة التي تأتي في ظرف استثنائي خصوصا مع اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية التي انعكست على الدول العربية.

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن القمة العربية في الجزائر تنعقد في وقت حساس،  وضرورة تجاوز الخلافات العربية البينية. 

وقال الرئيس السيسى  القمة العربية "في تقديري أن القمة العربية بالشقيقة الجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات وتفشي خطر الإرهاب ولكي أكون واضحا ومركزا في تلك النقطة.

 وحتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية.

 وأهمية تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك أية مساحة أو فراغ لأي قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها.

 وغلق الباب أمام أي تدخلات خارجية، إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي أن تلك هي مبادئ عامة تتمحور حولها كافة مشاكل المنطقة العربية.

وهناك مجموعة من القادة العرب ستكون المرة الأولي التي يحضرون فيها قمة عربية. وأول هؤلاء القادة هو الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون والذي جرى انتخابه رئيسا للبلاد المستضيفة للقمة بنهاية عام 2019، أي بعد أشهر من آخر قمة والتي كانت في تونس. وشهد عام 2019 انتخاب الرئيس التونسي قيس سعيد وتحديدا في شهر أكتوبر.

وبالتالي سيكون هو الآخر مشاركا في أول قمة منذ مارس 2019، والقمة الأولى له عربيا .

وبناء على التكليف السامي للسلطان هيثم بن طارق، توجه أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان  إلى الجزائر لترؤس وفد سلطنة عمان المشارك في أعمال القمة العربية كما يشارك الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني نفس الموقف مع الرئيس الجزائري والرئيس التونسي، إذ أنه حل على رأس الدولة السودانية في عام 2019 أيضا.

كما سيكون ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وجها جديدا على القمة العربية والذي سيترأس وفد بلاده نيابة عن والده الملك عبدالله الثاني بن الحسين أيضا سيشارك ولي العهد الكويتي الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح نيابة عن شقيقه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

وسيكون الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد أحد أبرز الوجوه الجديدة ، كما سيشارك رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي في أول قمة عربية له ، كما سيحضر أيضا محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي أول قمة عربية له.

أيضا سينوب نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال عن الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون وهي الأولي له، كذلك ستكون القمة الحالية الأولي لكل من رئيس البرلمان العربي عبدالرحمن العسومي، وحسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

 أهمية القمة العربية المقبلة التي ستستضيفها الجزائر برئاستها للم الشمل العربي ومواجهة التحديات والضغوطٍ والتهديدات التي تواجهنا جميعا، والتي تقتضي إزالة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة ازاء مختلف القضايا في المنطقة، وأن القمة ستعطي دفعة مهمة للموقف الفلسطيني وتتخذ قراراتٍ لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم. 

إن قمة الجزائر عادية وليست استثنائية، لذلك يتضمن جدول أعمالها القضايا السياسية التقليدية التي يحتاج الجانب العربي إلى استصدار قرارات تحدد المواقف العربية الجماعية بشأنها، وفي مقدمتها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعزيز الصمود الفلسطيني، وأيضا القضايا المتعلقة بالأزمات العربية في سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال، وكذلك دعم لبنان وهناك أيضا القضايا المتعلقة بالتصدي للتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية

اضافة الى  قضايا ذات أولوية خاصة في المرحلة الحالية مثل إقرار الاستراتيجية العربية لتحقيق الأمن الغذائي لمواجهة الأزمة العالمية متعددة الأبعاد والتهديد خطير للأمن الغذائي العربي، ومن اتساع الفجوة الغذائية

 «لم الشمل العربي» الذي اتخذته القمة العربية المقبلة في الجزائر شعارا وهدفا لها في ظل التحديات التي تحيط بالأمة.

إن القمة العربية هي الآلية الأهم في منظومة العمل العربي المشترك، فهي التي تضع الاستراتيجية العامة وتصوغ الرؤية الكلية، وبحيث يتحرك العمل العربي بفاعلية في مساراته المعروفة كافة، ولهذا فإن الحرص على دورية انعقاد القمة يعد عنصرا جوهريا في عمل الجامعة العربية.