هل تعلم أن أبناءه الثلاثة وطليقته كانوا آخر من شاهدوه بالمستشفى؟ عادوا جميعا من بريطانيا إلى المستشفى فى الغردقة ليعوضوا سنوات كانت فيها المشاعر فى لحظة تضارب، لا أتصورها حقيقة المشاعر، لكن ما يبدو فقط على السطح، هل هذه اللقطة من الممكن أن تُصبح (تريند)؟، فى الماضى نعم، فى هذا الزمن مستحيل، ولهذا كان من الضرورى البحث عن لقطة أخرى.
صرح هشام سليم، قبل بضع سنوات أكثر من مرة، بأنه، رغم الخلاف مع أم أولاده، لكنه لا يحب فى الدنيا سوى أبنائه، لقطة النهاية فى قصة الخلاف العائلى هى عودتهم إليه، الخلاف لا يخلو منه أى بيت، إلا أن الصلح فى عرف (السوشيال ميديا) لا يستحق التوقف عنده، فهو العادى والمتوقع، الخبر الساخن هو التنكر للأب فى لحظاته الأخيرة، وهكذا يبدأ التنقيب عن ثغرة قديمة فى أى حوار سجله هشام تحت سطوة مشاعر الغضب.
لايزال رحيل ابن الأصول هشام سليم هو الخبر، كانت الملايين تبكيه بدموع القلب، ثم بدأت الكاميرات تنقل للناس شذرات مما جرى فى مراسم الوداع وشاهدنا الدموع تفيض على وجوه كل الأصدقاء والأحباب، مرت دقائق لنجد أن هناك من يبحث عن الأكثر إثارة، ينقبون فى أرشيف هشام، البعض بدأ ينهش فى مشاعر أقرب الناس، شقيقه خالد الذى كان يعتبر هشام ابنه، خالد بطبعه يكره الأضواء، ولهذا نادرا ما تجده بصحبة زوجته يسرا فى أى حفل أو سهرة أو مهرجان.
كان ينبغى أن يجدوا منفذا للبحث عن فضيحة، وجدوها، لقد جاء متأخرا عن مراسم الوداع، ورفض التسجيل فى الفضائيات، بعضهم قال إن الممرضة فى المستشفى صورت لهشام كليب وهو فى سكرات الموت، لا أتصور أن الخبر يحمل شيئا من الصحة على الأقل حتى الآن، بعضهم لو كان الأمر بيده لنزل إلى المقبرة.
وأجرى لقاء معه أثناء الحساب، وهناك خبر منسوب لإحدى الفنانات قالت فيه إنه حدد ساعة وفاته بدقة، وثالث إنه كان يقرأ القرآن بالمستشفى، وطالما فيها مستشفى إذن الفرصة باتت على مرمى حجر للحديث عن نكران الجميل، من أقرب الناس إليه، أين كانوا ليلة الرحيل؟ أرى هذه الأسئلة وغيرها لا محل لها من الإعراب فى التعامل مع البشر، ألا يكفى حزن خالد ودموع يسرا، لأن هشام لم يكن بالنسبة لها مجرد زميل وشقيق الزوج بل هو الصديق والسند.
هشام كان صاحب أنفة وكبرياء، لم يجد بأسا من التعامل مع الزمن بمفرداته الشخصية، وليس بما يفرضه عليه الزمن.
من يعرفه يدرك أنه صريح فى إعلان مشاعره، ومن السهل أن تجد له عشرات من اللقاءات بها كلمات من فرط حدتها قد تصدمك للوهلة الأولى، ثم بعد ذلك تدرك معانيها.
هشام لا يكذب ولا يتجمل، شاهدناه كيف تحدى القواعد الراسخة فى المجتمع، وقرر مساندة ابنه (نور) فى تصحيح مساره الجنسى، لم يكتف بأن يجعلها معركة سرية بل وقف فى المواجهة، الشخصية العامة فى بلدنا لا تقول عادة رأيها، لكن تعلن ما تعتقد أن الرأى العام بنسبة كبيرة يوافق عليه، أو فى الحد الأدنى يتوافق عليه. هشام عادة يكرهه المزيفون بسبب صراحته وصرامته، ودفع الثمن فى حياته، وبعد الرحيل لايزال يدفع، وهكذا واجه البعض ابن الأصول بسيل منهمر من قلة الأصول!!.
التعليقات