لأول مرة أشاهد ملكة جمال مصر سونيا جرجس، عندما تناقلت الميديا صورتها مع محمد صلاح، فى أحد فنادق دبى، أثناء قضائه يومًا هناك قبل انضمامه لمعسكر الفريق القومى.
ملكة جمال بلادى المفروض أننا جميعًا نعرف صورتها، إلا أننا فى السنوات الأخيرة أصبحنا لا نحتفى بتلك المسابقة.
هناك قطعًا قدر ملحوظ من التعتيم على كل ما يقع فى بلدى تحت مظلة الجمال، فأنا أعترف لكم بأننى لا أعرف ما هو اسم ملكة جمال مصر العام الماضى، وهل أقيمت مسابقة (ميس إيجيبت) هذا العام أم لا؟.
المسابقة بدأت عام 1927 ولم يكن يطلق عليها (ملكة)، لأن مصر كان بالفعل لديها ملكة على كرسى العرش، ولهذا كان يستخدم تعبير مسابقة (الجمال)، وفازت عام 1934 بلقب ملكة جمال العالم المصرية شالرلوت واصف، ومن ملكات الجمال (داليدا) بنت شبرا.
كانت تلك المسابقة تقام فى الماضى وسط حفاوة إعلامية، ومع الزمن صار الجمال عند البعض مرادفًا للخلاعة، وبدأ يعلو الصوت المحافظ، (الميديا) تفضل مسايرة الرأى الذى لا يفرق بين إعلان الجمال وارتكاب الرذيلة، جزء من الأسر المصرية تتحفظ فى مشاركة بناتها فى تلك المسابقات، تلك طبعًا حكاية أخرى، حكايتنا هذه المرة هى صورة صلاح مع سونيا، والتى بدأ كالعادة المتزمتون إياهم يعتبرون صلاح يخون إسلامه؟، فتاة أو سيدة مصرية ولو لم تكن مصرية، فما هى المشكلة؟، والمؤكد لو طلبت منه فتاة ليس لها نفس الحظ من الجمال كان أيضًا سيلتقط صورة معها، البعض بدأ ينسج قصصًا وهمية، وهناك من تساءل كيف يوافق على التقاط الصورة وهى ترتدى الصليب؟، لم أدر كيف ترك كل هذا السحر والجمال و(نشن) فقط على الصليب؟!، وكأن المفروض لو أن فتاة محجبة طلبت مثلًا من الممثل المصرى مينا مسعود، بطل الفيلم العالمى (علاء الدين)، أن تلتقط معه صورة، يشترط منها أولًا خلع الحجاب!.
صلاح أصبح فى كل لحظة قابلًا للفحص، أغضبهم عندما سألوه عن الخمر؟، أجاب لا أشربها، لأنى لا أحبها، لم يتطرق لحكم دينى، لا تتوافق عليه كل البشر، مثلما لو سألوا أميتاب باتشان الهندوسى عن أكل لحم البقر؟، وأجاب لا أحبه، ولم يتطرق للشق الدينى، هل هناك مشكلة؟، صلاح التقط مطلع العام صورًا وفى الخلفية شجرة الكريسماس، التى تعارف العالم عليها مع مطلع كل عام ميلادى، متجاوزة كل الأديان، ولكن هيهات، يجب أن يعلن التحريم. ولا تدرى لماذا وما هو السند الفقهى؟.
بداخل صلاح فيض من العطاء، ولا تنسى كيف احتفل مع مؤمن زكريا بكأس ليفربول.
سر نجومية صلاح فى تلك التفاصيل، مرة ينتحل شخصية (بابا نويل) ويطرق أبواب بعض الأسر البريطانية وهو محمل بالهدايا، أو يذهب لمدرسة أطفال يفاجئ الطلبة فى الفصل، إنها قدرة صلاح على المرونة فى استيعاب عمق الثقافة الإنسانية.
فى البداية كان يساهم فى قريته، بعدد من المشروعات التى تتكئ فقط على توجه إسلامى، لم يمر سوى عام أو اثنان وأدرك أن الوطن بحاجة إلى مدرسة ومستشفى أكثر من حاجته إلى بناء جامع أو كنيسة، وبدأت بالفعل تتغير بوصلته للمساهمة فى مشروعات تخدم البنية الاستراتيجية لمصر.
قدرة محمد صلاح على التركيز داخل المستطيل الأخضر، تتيح له أن يسدد الكرة فى التوقيت المناسب لتسكن الشباك، إلا أن هذا لا يكفى إذا لم يتمتع بمرونة عقلية تمنحه القدرة على استيعاب ما هو أبعد من المستطيل، إنها الدائرة التى نعيش كلنا فيها، أقصد الكرة الأرضية.
الحكاية أحد أهم ملوك الكرة فى العالم التقط صورة مع ملكة جمال مصر، وأنا وملايين غيرى أسعدهم رؤية كل هذا السحر والجمال الذى يفيض به وجه سونيا جرجس!!.
التعليقات