فى المقالة السابقة تحدثت عن الأمثال بكل لغات العالم وقد نالت استحسانا كبيرا، شكرت ربى عليه، فهو الذى بفضله ونعمته تتم الصالحات، ولمزيد من الإفادة والنفع للقراء الأعزاء الذين يبحثون بشغف عن حكمة السنين الماضية لمواجهة حنكة السنين المقبلة.
قررت مواصلة كتابة الأمثال، لكن من زاوية مختلفة تماما عما سبق، هذه الزاوية أدركتها مؤخرا وأنا أقرأ فى سيرة أمثالنا الشعبية التى وجدت فيها كل العجب من المصرى الأصيل الذى لا مثيل له فى الجمع بين المتناقضات فى آن واحد، وبمنتهى البراعة، فمشاعره دائما مذبذبة بين اللهفة والنفور، وكلماته متضاربة بين المديح والتلقيح، وحالاته متقلبة بين الانبساط والكآبة، وأفعاله متأرجحة بين الاندفاع والتروى، وإرادته مترددة بين الأمل واليأس، والرغد والبؤس، والعسر واليسر، فلا هو قادر على الاستغناء ولا الموج بين ضلوعه يستريح والأمثال خير دليل، تأمل معى عزيزى القارئ تلك الحيرة الغالبة عليه بين أمرين، كل منهما مضاد للآخر، يقف كسولا فى الصواب وجهولا فى الخطأ..
يستشهد بالقول ويتصرف عكسه حسب الموقف، وكأن الحق صلصال يتشكل وفقا للحالة الراهنة.
■ هو خير البر عاجله ولا كل تأخيرة وفيها خيرة؟!.
■ هى معرفة الناس كنوز ولا البعد عن الناس غنيمة؟!.
■ هى الناس مقامات ولا كلنا ولاد تسعة؟!.
■ هى النار ماتحرقش مؤمن ولا المؤمن دايما متصاب؟!.
■ هو باب النجار مِخّلع ولا ندِى العيش لخبازه؟!.
■ هو الغايب مالوش نايب ولا الغايب حجته معاه؟!.
■ هو لو سرقت اسرق جمل ولا الطمع يقل ما جمع؟!.
■ هو فى السفر سبع فوايد ولا من خرج من داره اتقل مقداره؟!.
■ هو اللى سبق أكل النبق ولا فى التأنى السلامة وفى السرعة الندامة؟!.
■ هى حلاوتها فى حموتها ولا اتقل تاخد حاجة نضيفة؟!.
■ هو يا بخت من وفق راسين فى الحلال ولا امشى فى جنازة ولا تمشى فى جوازة؟!.
■ هو القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود ولا اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب؟!.
■ هو خيرا تعمل شرا تلقى ولا اعمل الخير وارميه فى البحر؟!.
■ هو لَبِّس البوصة تبقى عروسة ولا إيش تعمل الماشطة فى الوش العِكر؟!.
■ هو الرزق يحب الخفية ولا اجرى يا ابن آدم جرى الوحوش غير رزقك لن تحوش؟!.
■ هو الخير على قدوم الواردين ولا يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين؟!.
■ هو الضنا غالى ولا لو جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك؟!.
■ هو اطبخى يا جارية كلف يا سيدى ولا الشاطرة هى اللى تغزل برجل حمار؟!.
■ هو ضل راجل ولا ضل حيطة ولا قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة؟!.
■ هو البعيد عن العين بعيد عن القلب ولا اتقل حبة تزيد محبة؟!.
■ هو مِن جاور السعيد يسعد ولا جه الحزين يفرح ملاقاش له مطرح؟!.
■ هو الغنى غنى النفوس ولا إن دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك؟!.
■ هو أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب ولا الغريب لو صح أحسن من ألف أخ؟!.
■ هو الراجل مايعيبوش إلا جيبه ولا يا واخد القرد على ماله يروح المال ويفضل القرد على حاله؟!.
■ هو نختار الجار قبل الدار ولا نقول صباح الخير يا جارى إنت ف حالك وأنا ف حالى؟!.
التعليقات