تنسب مجانية التعليم في مصر إلى عهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر أي ما بعد ثورة ٢٣ يوليو .... ولكن في حقيقة الأمر أن رحلة مجانية التعليم بدأت في العصر الملكي ..... حيث تم البدء بمجانية التعليم في المرحلة الابتدائية ..... ثم أصر طه حسين وزير المعارف آنذاك بضرورة مجانية التعليم في المرحلة الثانوية ..... حيث يحكى أن الدكتور طه حسين دخل إلى اجتماع مجلس الوزراء في حكومة مصطفى النحاس باشا حاملا مظروفين .... الأول به قرار مجانية التعليم في المرحلة الثانوية فإذا تم رفضه كان سيخرج المظروف الثاني وهو طلب استقالته من وزارة المعارف .....
واستكمل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر الرحلة حيث قرر مجانية التعليم الجامعي .... ومما يستحق الذكر أن مجانية التعليم آنذاك كانت تعني توفير كافة احتياجات الطالب من كتب وكراريس وأقلام ووجبة ساخنة أثناء اليوم الدراسي .....
أي منذ ما يقارب الثمانين عاما من الآن بدأت فكرة ضرورة تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم .... يوجد من تبنى هذا المبدأ ونادى به ولم تسنح له الفرصة لمشاهدة تطبيقه على أرض الواقع حيث كانت الرحلة طويلة وشاقة إلى أن وصلنا إلى حقيقة مجانية التعليم .... فالتعليم لا يقل أهمية عن المأكل والملبس فهو حق من حقوق الإنسان ....
فلكل إنسان حلمه وطموحه والذي ليس من الضروري أن يتناسب مع وضعه الاجتماعي أو إمكانياته المادية .... ولذلك وجب تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص فكلنا سواء .... فالمجتهد والمتفوق هو من يستحق الثناء والتقدير وتحقيق حلمه في دخول الكلية التي يتمناها وليس صاحب الحسب والنسب ....
في ظل تطبيق نظام الثانوية العامة الجديد والذي أنهى طريقة التلقين في الدراسة واستبدالها بتقنيات الفهم والتعلم .... حيث أصبح الامتحان عبارة عن أسئلة اختيار من متعدد مع احتمالية وجود أكثر من إجابة صحيحة بشهادة أساتذة المواد ضمن الاختيارات ولكن المطلوب هو اختيار الإجابة الأصح والأكثر دقة .... وبمقارنة نتيجة الثانوية العامة في هاتين السنتين بما قبل تطبيق هذا النظام نجد هبوطا ملحوظا في المجموع الكلى للطلاب لدرجة أن أصبح نادرا ما نسمع عن حصول طالب على مجموع يتخطى التسعين فالمئة ومع ذلك ظلت معظم كليات القمة واقفة عند مجاميع التسعينات ....
ولكن في مقابل ذلك تم افتتاح عدد كبير من الجامعات الأهلية والخاصة والتي تقبل الطلاب في كليات الطب والصيدلة والهندسة وغيرهم من الكليات بمجموع أقل بقدر ليس بقليل عن تنسيق الجامعات الحكومية مما أتاح الفرصة لعدد كبير من الطلاب الذين لم يوفقوا في الحصول على مجموع يحقق لهم حلمهم .....
حيث وأخيرا ..... ليس للمجموع بسلطان على مستقبل الطلاب ....
التعليقات