تحظى زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية؛ ضمن جولته الشرق أوسطية الأولى؛ له منذ توليه منصبه بالأهمية الكبيرة ؛كونها تحمل دلالات ترتبط بالتوقيت والهدف.
ويرتبط هذا التوقيت بالمتغيرات السياسية الجديدة ؛في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية؛ والتي كشفت عن ضرورة إعادة التوازن في العلاقات الأمريكية الخليجية كصياغة وتحالف معا.
أن الزيارة الأولى لبايدن إلى الشرق الأوسط، منذ دخوله البيت الأبيض مطلع عام 2021، تستهدف تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين الولايات المتحدة ؛ودول الخليج في ظل متغيرات سياسة ؛واشنطن تجاه المنطقة.
وخلال زيارة بايدن لجدة، التقي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وكذلك ولي عهده الأمير محمد بن سلمان؛
وشارك بايدن في اليوم الثاني في قمة جدة، التي ضمت قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وتسبق زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، محطتان آخريان هما إسرائيل وفلسطين، حيث بحث خلالهما الدعم الأمريكي لأمن الأولى وإقامة دولة للثانية.
زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة؛ تمثل نقطة إيجابية لصالح العلاقات السعودية الأمريكية ؛وتأتي الزيارة في توقيت حساس؛ يمر به العالم من تطورات سياسة متسارعة؛ مما يدفع القيادة السعودية لفتح الكثير من الملفات الشائكة؛ مع القيادة الأمريكية لمصلحة المنطقة
وكشفت الحرب الروسية الأوكرانية أهمية المنطقة والوزن الاستراتيجي لدول الخليج؛ والدول العربية بشكل خاص وتأثيرها في عملية إعادة تقييم لمعالجة التوترات في العلاقات الأمريكية وإعادة التوازن لها، انطلاقاً من أن مصالح واشنطن قد تتضرر أكثر في حال استمرار هذا التوتر
وتعكس الزيارة تغير نهج الإدارة الأمريكية تجاهها من خلال ترميم علاقاتها مع الدول المحورية ؛وفي مقدمتها السعودية التي اتخذت من الوسطية والاعتدال العربي نهجا لها.
كما ستعيد العلاقات إلى وضعها الطبيعي وفق تبادل المصالح وعدم الإضرار بالغير والتعدي على السيادة وهو تحرك في توقيت مهم للمنطقة خاصة مع لقاء بايدن الموسع بقادة خليجيين وعرب من أجل توحيد الجهود لما فيه صالح الشعوب واستقرار المنطقة.
وجولة الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة تمثل لقاء محوريا سيغير كثيرا من المفاهيم وحتى التعاملات الدولية.
ولا ننسى أنه في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز؛ وصلت الأمور لمحاولة طرد السفير الأمريكي (١٩٨٨)؛ لكن في العلاقات الدولية .
وخاصة واشنطن ربما لا يستوعب البعض؛ مدى تعقيداتها فهي دائما مبنية على المصالح والعلاقات الأمريكية مع الخليج على وجه الخصوص تختلف عن أي مكان آخر في العالم لأنها علاقات متشابكة ومتعددة.
منها العسكري والاقتصادي والسياسي والدولي الذي يتعلق بقضايا دولية مثل اليمن والعراق ؛وفلسطين
والعلاقات الأمريكية الخليجية دائما متزنة.
ويعلم الطرفان جيدا مدى أهمية التحالف الاستراتيجي لأنه ليس مجرد علاقات ولكن هناك أحلاف استراتيجية وهناك قواعد أمريكية موجودة في المنطقة وتبادل خبرات عسكرية
والزيارة أتت بعد مباحثات كبيرة جدا مباشرة بين الولايات المتحدة ؛والسعودية وبعض الدول الأخرى؛
ونسقت الولايات المتحدة مع الحلفاء الأوربيين لذلك الاجتماع التاريخي.
وجولة بايدن وحضوره القمة العربية كانت فرصة لتحسين العلاقات وفرصة للتلاقي دون وسطاء؛ وهذه الزيارة ادت لنتائج إيجابية .
إن قمة جدة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي في لحظة استثنائية ؛من تاريخ العالم والمنطقة العربية لتحمل دلالة سياسية واضحة بتجديد العزم على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية سواء على الصعيد الثنائي أو في الإطار الإقليمي الأوسع؛ وقمة مجلس التعاون الخليجي في جدة بالمملكة العربية السعودية ؛كجزء من جولة في الشرق الأوسط.
إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة جدة تأتي في إطار حرص مصر ؛على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية؛ على نحو يلبي تطلعات ومصالح الأجيال الحالية والقادمة من شعوب المنطقة ؛ويعزز من الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
وأن مشاركة السيسي تسعى أيضا للتشاور والتنسيق بشأن مساعي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي؛ والدولي فضلاً عن تدعيم وتطوير أواصر العلاقات التاريخية المتميزة مع جميع الدول المشاركة بالقمة.
أن قمة جدة تعقد في وقت يشهد العالم تحديات كبيرة ؛وأن مستقبل المنطقة يتطلب تبني رؤية تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار.
وتركز على الاحترام المتبادل بين دولها وتوثيقِ الأواصر الثقافية والاجتماعية ؛ومجابهةِ التحديات الأمنية والسياسية والتعاون؛ نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة.
من خلال رؤية مشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار ؛وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها .
وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها والتصدي المشترك؛ للتحديات التي تواجهها والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية.
التعليقات