يبدو أننا على مشارف حقبة أخلاقية "كارثية" عزيزى القارئ، وأصبحنا نعانى بشكل كبير من آثار العولمة والانفتاح على العالم الذى دخل فى "المحظور".
إعلان شركة ديزنى العالمية عن إدخال الافكار "المثلية" فى أفلام الكارتون المقدمة للأطفال هو إعلان كارثى بكل ما تحمله الكلمة من معنى و يشوه براءة الأطفال، خاصة مع تعلًق أطفال الجيل الحالى بالتكنولوجيا و اعتمادهم عليها بشكل كبير فى قضاء أوقات فراغهم ، بل و تعلقهم الشديد بالشخصيات الكرتونية العالمية التى تعد رمز البطولة و القوة و الشجاعة للأطفال وتبنى رؤيتهم و تكوينهم فى غياب البديل العربى.
والموضوع غير متعلق كثيرا بالبديل العربى لشخصيات ديزنى فى ظل إنتشار التعليم الاجنبى بمختلف مستوياته و إنتشاره بين عدد كبير من أطفالنا ، و هو ما ألقى بأثاره بالفعل فلدينا جيل صاعد يتحدث العربية و غير متمكن منها بطلاقة ، و يفضل المحتويات الاجنبية و تحديدا الانجليزية لأنها اللغة التى يعتاد الطفل على الحديث بها فى المدرسة و مع الاصدقاء ، و يستذكربها دروسه.
نحن الآن أيها السادة أمام حرب بالوكالة تبنتها التكتلات الاعلامية بعد إعتمادها من النظم الغربية ، بداية من منصة نتفليكس التى يتضمن عدد كبير من المحتوى المقدم عليها وجود شخصيات مثلية " يتم إقحامها بدون داع فى السياق الدرامى للأحداث" للتاثير على المشاهدين تحت شعار حرية الفن و حقوق الإنسان ضاربين بالثوابت الدينية و الاخلاقية العربية عرض الحائط . فرغم تشريع عدد كبير من الدول الغربية زواج المثليين و إعتباره حق من حقوق الإنسان إلا أن ذلك لا يؤثر إلا داخل حدود هذه الدول على المستوى الفعلى لتأتى التكتلات و الشركات الإعلامية كقوة ناعمة لبث "السم فى العسل".
الأمر خطير بوصول الدعاية والترويج إلى هذه الأفة الأخلاقية التى تنافى الطبيعة البشرية إلى المحتوى المقدم للأطفال لأنه يدمر النشئ و كما ذكرنا سيكون هناك صعوبة للسيطرة حتى مع قيام بعض الدول العربية برفض عرض أفلام موجهة للأطفال تتضمن مشاهد و أفكار لا تتناسب مع ثقافتنا و ديننا و عاداتنا و تقالدينا ، إلا أن الانفتاح التكنولوجى سيكون خطرا كبيرا على موقف الدول المثالى تجاه انتشار هذه الأفة، و التى تنتقل رويدا إلى الألعاب الإلكترونية التى تنتجها أيضا هذه الشركات و التى تعد الرافد الأخر للترفيه لدى الأطفال خاصة و نحن على أعتاب عصر الميتافيرس و الواقع الافتراضى.
والخطورة تكمن فى عدم وجود حلول حقيقة حتى الأن على أرض الواقع لمواجهة إنتشار هذه الأفكار الدخيلة على مجتمعنا العربي ، وإن كان هناك مبادرات مهمة فى إنتاج برامج أطفال و شخصيات كرتونية عربية تعبر عن ثقافتنا كبديل للشخصيات الكرتونية الأجنبية ، و لكن لابد أن يكون إنتاجها على أعلى مستوى حتى تلقى قبولا لدى الأطفال و تقدم محتوى متفرد و ليس منقولا كأغلب المحتويات "المعربة" عن الأصول الاجنبية ، و بالتالى لابد من تطوير صناعة السينما و الإعلام الموجهة للطفل فى الوطن العربى.
وفى نهاية حديثى لابد أن أهمس فى أذن الأباء و الأمهات بضرورة متابعة كافة المحتويات الكرتونية التى يتابعها أطفالهم ، و القراءة عن هذه المحتويات قبل مشاهدة الأطفال لها حتى يتم التأكد من أنها مناسبة لعمر الطفل و كذلك متوافقة مع ما نريد غرسه فى عقولهم . هذه الخطوة هى الأساس فى مواجهة هذه الكارثة الاخلاقية ، بجانب الأهتمام بالتربية السليمة و الحديث مع الأطفال دون حرج لتوعيتهم دينيا و أخلاقياً حفاظا عليهم و على ثوابت و ثقافة مجتمعنا.
التعليقات