فها هو رمضان قد فارقنا بعد أن حل ضيفا عزيزا؛ غاليا علينا لمدة 30 يوما؛ ولكن هل تركنا رمضان وهو راض عنا؛ أم رحل وهو يبكي حسرة علينا وعلى أحوالنا...
نسأل الله أن يتقبل منا رمضان؛ كما بلغنا رمضان ووفقنا لصيامه؛ وقيامه وتلاوة القرآن أناء ليله وأطراف نهاره .
ويمثل حال بعضنا فبمجرد إنتهاء شهر رمضان؛ سرعان ما يعود إلى المعاصي؛ والذنوب فهو طوال الشهر في صلاة وصيام وقيام الليل؛ ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
ويجب ان نتفق على ان نلتزم بخمس أشياء بعد رمضان! ولا نفرط فيها بأي حال في الأحوال؛ فمثل ما نأكل ونشرب؛
ونحافظ على الأكل يوميا لتغذية البدن نحافظ ايضا على هذه الخمسة أشياء لتغذية الروح؛والمحافظة على الصلوات الخمس؛ جماعة وخصوصا صلاة الفجر .
فالقرآن انزل لنتلوه في رمضان؛ وغير رمضان؛
اجتهد بعد رمضان على ان تحافظ على اذكار الصباح؛ والمساء اذكار النوم؛ اذكار الخروج من المنزل،
استغل وقت فراعك في العمل؛ أو ذهابك إليه بذكر الله ؛ اختر من يعينك على طاعة الله؛ فالمرء على دين خليله والأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو الا المتقين .
والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا؛ فاختر صاحبا إذا رأى منك معصية حذرك ؛ودلك على طريق الخير ، فانوي الخير في نفسك لتنال ما تريد .
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب . أجيب دعوة الداع إذا دعان ) ، (وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) ؛( من لم يسال الله يغضب عليه )؛ والكثير من الآيات والأحاديث؛ في فضل الدعاء ومكانته.
فاحرص بعد رمضان على الدعاء ؛كما لا تحرم نفسك أيضا من قيام الليل؛ ولو يوم واحد في الأسبوع ولمعرفة فضل قيام الليل فهناك صيام الاثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر هجري ، اختر لنفسك ما تستطيع فعله من الطاعات المهم أن تحدث تغييرا في حياتك بعد رمضان .
أولا لا تغتر بعبادتك ولا تقل لقد صمت رمضان كاملا بل احمد الله أن وفقك وبلغك شهر رمضان شهر الخير والإحسان واحمده أن وفقك أيضا لصيامه وقيامه فكم من محروم وممنوع واستغفر الله فتلك عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كل طاعة.... الاستغفار
فأيام رمضان لها ميزة خاصة وقدرة خاصة وطاقة خاصة،: ولكن نأخذ من هذه الطاقة والقدرة ما يعيننا على الثبات بعد رمضان .
فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل وهنا تتضح الحكمة من حديث رسول الله صلى اللهغ عليه وسلم ( من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر ) والحكمة أن تثبت على الطاعة وتأكيد على الاستمرار في فعل الخيرات وبان رب رمضان هو رب كل الشهور.
يجدر بالمسلم الحرص على الثبات لِما قدّمه من أعمال وعبادات وقرباتٍ في شهر رمضان المبارك اقتداءً في ذلك بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ كان حريصاً على أداء الأعمال الصالحة دائما؛
بالإضافة إلى التوجه إلى الله -تعالى- بالشكر، والطاعة، والحفاظ على الوازع الإيمانى الذي كان في شهر رمضان، وعدم التوقّف عن الصيام بمجرّد انتهاء شهر رمضان؛
فإن مواسم الخيرات والعبادات والطاعات لا تنتهي بعد شهر رمضان وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحافظون على ما قدموه في رمضان، ويتعاهدون أنفسهم بالاستمرار على العبادات والطاعات. عبادات بعد رمضان
تستمر الطاعات والعبادات طوال السنة، ولا تنحصر بشهر رمضان، واستشعار مراقبة الله له، بأن يستشعر أن الله معه، مطلع على عمله، وأنه حاضروشاهد لِما يفعله.
فيحرص على طاعته، وطلب مرضاته، سواءً بقوله وفعله، وبسره وعلنه، فيقبل على عبادة الله كأنه يراه ومن الأمور المتطلب الاستمرار عليها بعد رمضان؛ استقامة السلوك، فمن تضاعفت جهوده في رمضان.
حري به الا يتراجع بعد رمضان، فيبتعد عن الذنوب والذلات، ولا يغفل عن الطاعة وفعل الخير، وإن أخطأ أو أذنب؛ عاد واستغفر وأناب.
وعلى المسلم الحرص على أن يختم أجله بالخير ومن الأعمال التي يجدر بالمسلم المدوامة عليها؛ تلاوة القرآن الكريم، ومدارسته؛ بحيث يجعل المسلم وقتاً خاصاً لذلك من يومه .
فلا يهجره ويستمر أيضاً في مواساة الفقراء والضعفاء، وتفقد أحوالهم، وتقديم المساعدات لهم.
التعليقات