مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام؛ قيض الله سبحانه وتعالى لدعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؛ومن بين هؤلاء الرجال الصحابي الجليل مصعب بن عمير الذي اختاره النبي الكريم ليكون أول سفيرٍ للدعوة الإسلامية .
ولد الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه ؛في مكة المكرمة في السنة السابعة والعشرين قبل الهجرة النبوية ؛المشرفة وينتسب مصعب إلى بني عبد الدار ذوي الشرف والمكانة في قريش.
وقد نشأ مصعب بن عمير؛ ومنذ نعومة أظفاره في نعيم وترف فكانت أمه؛ تلبسه أجمل الثياب وأنظفها .
وكانت تضع على جسده الطيب النفيس؛ وعندما شب في مكة كان من أغنى أغنيائها على الإطلاق .
فتميز بين شباب قريش؛ بالجمال في الخلقة والمظهر حتى كان يشار إليه بالبنان؛ انشرح صدر مصعب بن عمير لدعوة الإسلام مبكرًا فكان من السابقين
وكان اعتناقه الإسلام؛ بعد أن علم بدعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام- في دار الأرقم بن أبي الأرقم؛ فدخل عليه وصدق به إلا أنه أخفى إسلامه عن أمه وقومه.
وكان يذهب إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- سراً؛ ورغم ذلك إلا أن المشركين علموا وأخبروا أمه وغضبوا عليه؛ فأوثقوه وحبسوه حتى هاجر إلى الحبشة .
فكان أول سفيرٍ في الإسلام ؛وأول من جمع الناس يوم الجمعة في المدينة المنورة ؛سماه الرسول -عليه الصلاة والسلام في الإسلام.
عرف مصعب بن عمير -رضي الله عنه- بحكمته ورجاحة عقله ؛وحسن فقهه وهمه في نشر رسالة الإسلام؛ شهد غزوة بدر وأحد وكان حامل لواء المسلمين في كلتا الغزوتين
وحرص النبي عليه الصلاة والسلام ؛على تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس كافة وقد اتفق النبي الكريم على لقاء وفد ؛من يثرب عند العقبة .
وقد كانت نتيجة هذا اللقاء عقد بيعة العقبة الأولى بين النبي الكريم؛ واثني عشر رجلا من الأوس والخزرج ؛ولقد اتفقوا مع النبي على أن يرسل إليهم واحداً من رجاله حتى يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين؛ وقد نظر النبي الكريم في أصحابه.
فلم يجد أنسب من الصحابي مصعب بن عمير رضي الله عنه لما كان يتحلى به من لياقة؛ وكياسة فذهب مصعب رضي الله عنه مع وفد الأنصار ؛وبقي في بيت أسعد بن زرارة رضي الله عنه في يثرب يعلم الناس الإسلام.
وقد اهتدى على يده؛ الصحابي الجليل أسيد بن حضير ؛وسيد أوس سعد بن معاذ؛ الذي بإسلامه أسلم بنو عبد الأشهل جميعهم.
استشهد مصعب يوم أُحد حمل مصعب بن عمير رضي الله عنه لواء المسلمين ؛في معركة أحد وقد دافع عن النبي عليه الصلاة والسلام دفاعًا شديدًا ؛حتى أدركته المنية؛ ونال الشهادة في سبيل الله تعالى وذلك في السنة الثالثة للهجرة.
التعليقات