كلما اندلعت حرب باختلاف الأسباب المعلنة والأسباب الحقيقية الخفية، يكون في النهاية قائد منتصر يحتفل بنخب انتصاره مع أعوانه، وقائد مهزوم يجلس مع أعوانه غاضبا يفكر ويخطط للانتقام …… ويكون الخاسر الأساسي ويمكن أن يكون الوحيد هو الإنسان العادي ولو كانت بلده هي المنتصرة..... فالحرب دمار وخراب.
بعد نشر صور شعب جمهورية أوكرانيا وهم يودعون بيوتهم، وأملاكهم، وأزواجهم وأولادهم.
ليظل الرجال يحاربون وتلجأ النساء والأطفال إلى ملاجئ بعيدة خوفا من الحرب ..... سيموت شباب، وييتم أطفال وترمل نساء وتثكل أخريات وتنهار البيوت والمستشفيات؛ فماذا سيعود عليهم بعد الانتصار ليعوض كل هذا.
في عام ١٩٣٧ أعلنت الإمبراطورية اليابانية الحرب على جمهورية الصين .... ولكن البداية الفعلية للحرب العالمية الثانية كانت عندما قامت ألمانيا باجتياح بولندا عام ١٩٣٩ .... ومن بعد ذلك توالت إعلانات الحرب على ألمانيا من قبل فرنسا والمملكة المتحدة، وإلى عام ١٩٤٥ توالت المعارك تحت مسمى الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء "الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والصين والمملكة المتحدة وفرنسا" .... ودول المحور" ألمانيا وإمبراطورية اليابان وإيطاليا " وفي عام ١٩٤٣ قام الحلفاء بغزو صقلية وإيطاليا وذلك أدى إلى استسلام إيطاليا إلى أن انتهت الحرب في أوروبا بغزو الحلفاء لألمانيا وسيطرة الاتحاد السوفيتي على برلين في ٨ مايو ١٩٤٥ .... ولم ينسوا إمبراطورية اليابان حتى بعد تراجعها في جنوب وسط الصين وقاموا بإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكي في السادس والتاسع من أغسطس ١٩٤٥ وتبع ذلك استسلام اليابان في ١٥ اغسطس ١٩٤٥ لتنتهي الحرب بانتصار الحلفاء وظهور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كقوى عظمى على الساحة الدولية وانحصار نفوذ القوى الأوروبية مما مهد الطريق للحرب الباردة والتي استمرت ل ٤٦ سنة .... ولكن لم يشفَ العالم إلى اليوم من الحرب بما حدث فيها من كوارث وهلاك ودمار .... حيث تجاوز عدد ضحايا الحرب في العالم ٦٢ مليون نسمة اي ما يعادل ٢٪ من سكان العالم وكان نصفهم من المدنيين في المعارك والمجازر وعمليات الإبادة والقذف وهذا إلى جانب عدد المصابين والمشوهين .... سادت العالم أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة.
لنستيقظ في يوم ٢٤ فبراير عام ٢٠٢٢ على غزو روسيا لأوكرانيا بالقذف أولا ثم الدخول البري ليهاجر النساء والأطفال إلى بولندا خوفا من الموت تحت القذف ..... ومع استغلال وضع الخلل الأمني في العالم بدأت المناوشات بين الصين وتايوان حيث تنبأ العالم بقيام حرب عالمية ثالثة ولكن مع اختلاف الأطراف "المعلنة" لاختلاف القوى العظمى.
ثلاثة أعوام من الانغلاق التام للعالم في ظل جائحة كورونا، ولكن ونحن مشغولون بالدعاء فقط ليزيل الله عنا هذه الجائحة لنعود لممارسة حياتنا بشكل طبيعي كان هناك من يخطط لحرب مع ارتداء الكمامة الطبية.
مهما كان لديهم من المبررات والضروريات التي تجبرهم على القيام بغزو دولة وبدء حرب ..... من خطورة أمنية لتضامن أوكرانيا مع حزب الناتو والتي لا طالما ظلت روسيا معتقدة أنها ما زالت تحت سيطرتها حتى بعد استقلالها وانهيار الاتحاد السوفيتي .... لا يجب الخضوع والاستسلام في البداية حتى لا تبدأ حقا حرب عالمية ثالثة نحن في غنى عنها .... فالحرب لا تفرق بين أحد فهي كالإشعاع يقتل الخلايا السليمة مع الخلايا السرطانية وهذا ليس دعوة للمشاركة في الحرب بل بالعكس فنحن لا نريد أن ندخل حربا .... فكفانا شهداء وأيتام وأرامل .... كفانا ألم ووجع .... فقط يجب البدء في عمل خطة حياتية لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي حدثت بعد يوم واحد من الحرب حيث ارتفاع أسعار القمح والذهب والنفط.
خلال الحرب العالمية الثانية .... كان هناك رجل روسي شجاع في معسكره .... حتى ألقى عليه أحد الألمان قنبلة ليفقد وعيه ويعود له بعد فترة لا يعلم قدرها .... وللصدفة يجده صديق وجار له ليأخذه الي المستشفى التي تقرر عدم استخراج الشظايا المستقرة في قدمه لحمايتها من البتر .... وبعدها وضعت امرأته ولدا ولكنه كان مريضا تم وضعه في مستشفى حتى مات ودفن ولم يخبروهم حتى بمكان قبره .... وفي ظل حزن الأم مرضت وكان وقتها لا يحاول الاتحاد السوفيتي مع الحالات الميؤوس من علاجها فهذا وقت حرب والمستشفيات مكتظة بالمصابين .... ليأخذوها ويضعوها مع الجثث بعد أن قرروا أن يدفنوها حية .... فعلى أي حال هي على حافة الموت ليكتشف زوجها صدفة عندما اقترب منها ليدفنها هو بمقبرة خاصة أنها على قيد الحياة .... ليأخذها ويهتم بها وتعيش ..... وبعد أعوام تلد طفلا آخر يكبر في مثل هذه الظروف .... ليكون اليوم واحدا من أعظم الشخصيات السياسية في العالم "فلاديمير بوتين" رئيس الجمهورية الروسية .... الذي عانى حتى لكي يعرف مكان قبر أخيه الأكبر حتى عرفه في عام ٢٠١٤ .... يقال فاقد الشيء لا يعطيه .... وهناك من عارض وقال فاقد الشيء يعطيه وبقوة لأنه من ذاق ألم الحرمان ..... ولكن لعدم وجود قاعدة مسلم بها للسلوك البشرى .... يعجز علماء النفس عن معرفة ما يجول بداخل رأس وصدر فلاديمير بوتين.
التعليقات