ولد الكاتب والروائى المصرى يوسف السباعى في 10 يونيو عام 1917م؛ فى منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة وكان أبوه محمد السباعي محبا لأولاده يوسف ومحمود وأحمد.
ويقول يوسف بكل الود عن أمه؛ (كانت أمي تراني طفلا مهما كبرت وتسأل دائما عن معدتي؛ وكانت دموعها أقرب الأشياء إليها ؛كان يوسف يرى في أبيه مثقفا وفنانا..
ولكن عانى يوسف من تنقلات السكن الكثيرة؛ فتنقل إلى مدراس كثيرة منها؛ وادي النيل ومدرسة الكمال ومدرسة محمد علي ومدرسة الخديوي إسماعيل ؛حتى حصل يوسف على البكالوريا القسم العلمي من مدرسة شبرا الثانوية عام 1935م.
والطريف أن "يوسف السباعي" لم يلتحق في مرحلة (التوجيهية) بالقسم الأدبي ؛وإنما إلتحق بالقسم العلمي وكان أقرب المدرسين إليه الأستاذ شعث مدرس اللغة العربية؛ والأستاذ فؤاد عبد العزيز مدرس الرسم الذي يعاون في إخراج (مجلة شبرا الثانوية) .
وفي مدرسة شبرا الثانوية كان يجيد يوسف السباعى الرسم؛ وبدأ يعد مجلة يكتبها ويرسمها وتحولت المجلة إلى مجلة للمدرسة؛ بعد أن أعجبت إدارة المدرسة بمجلة التلميذ يوسف محمد السباعي ؛وأصبحت تصدر بإسم (مجلة مدرسة شبرا الثانوية) .
وفي مدرسة شبرا الثانوية ؛كان يجيد يوسف السباعى الرسم؛ وبدأ يعد مجلة يكتبها ويرسمها ؛وتحولت المجلة إلى مجلة للمدرسة ؛بعد أن أعجبت إدارة المدرسة بمجلة التلميذ يوسف محمد السباعي.
وأصبحت تصدر بإسم (مجلة مدرسة شبرا الثانوية) ونشر بها أول قصة يكتبها بعنوان (فوق الأنواء) عام 1934؛ وكان عمره 17 عاما ولإعجابه بها ؛أعاد نشرها فيما بعد في مجموعته القصصية (أطياف) 1946م.
وأما قصته الثانية بعنوان (تبت يدا أبي لهب وتب)؛ نشرها له "أحمد الصاوي محمد" في المجلة التي كان يصدرها بإسم (مجلتي) عام 1935؛ إلى جانب أسماء الدكتور طه حسين وغيره من الأسماء الكبيرة .
وعام 1945 كانت تصدر في مصر كل يوم سبت؛ (مجلة مسامرات الجيب) صاحـبها "عمـر عبد العـزيز أمين" صـاحب (دار الجيب)؛ التي كانت تصدر أيضا روايات الجيب. ويرأس تحرير (مسامرات الجيب) الأستاذ أبو الخير نجيب الذي عرف بمقالاته الساخنة .
وكان يوسف السباعي ضابطا صغيرا في الجيش؛ يكتب قصة كل أسبوع. وكانت المجلة تنشر لوحة فنية كل أسبوع؛ ويكتب لها يوسف السباعي قصة هذه اللوحة الرائعة؛ التي كانت تدفعنا إلى الإحتفاظ بها.
وأصدر السباعى (الرسالة الجديدة) ؛عن دار التحرير وعمل معه "أحمد حمروش" مديرا للتحرير وعمل معه محمد عبد الحليم عبد الله وفوزي العنتيل وعباس خضر .
حصل يوسف السباعي على دبلوم معهد الصحافة – جامعة فؤاد الأول بالقاهرة ورأس مجلس إدارة مؤسسة (روزاليوسف) عام 1961؛ ورأس تحرير مجلة آخر ساعة عام 1967م ورئيسا لمجلس إدارة دار الهلال عام 1971م ؛ ورئيسا للمجلس الأعلى لإتحاد الإذاعة والتليفزيون؛ وعام 1977 أختير نقيبا للصحفيين؛ وكان رئيسا لتحرير الأهرام ورئيسا لمجلس الإدارة .
تخرج السباعي من الكلية الحربية في عام 1937؛ منذ ذلك الحين تولي العديد من المناصب منها؛ التدريس في الكلية الحربية؛ تم تعيينة في عام 1952 مديرا للمتحف الحربي ؛وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة عميد.
أطلق توفيق الحكيم لقب "رائد الأمن الثقافي"؛ على يوسف السباعي وذلك بسبب الدور الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية؛ ونادي القصة وجمعية الأدباء.
وهذه المجالس وغيرها؛ لها قصة كتبناها من قبل أمانة للتاريخ الأدبي؛ وغير الأدبي. كان صاحب إقتراح إنشاء المجلس هو إحسان عبد القدوس الذي طلب من "يوسف" أن يحصل على موافقة؛ جمال عبد الناصر خشية إعتراض عبد الناصر؛ إذا تقدم إحسان بالإقتراح وذلك بسبب بعض الحساسيات بينهما.
وبالفعل وضع يوسف السباعي قصة إقتراح أمام عبد الناصر الذي وافق على أن يكون السباعي السكرتير العام؛ ولا مانع أن يكون إحسان عضوا في مجلس الإدارة وهذا ما حدث.
صدر قرار جمهوري بإنشاء المجلس عام 1956؛ وأن يعين توفيق الحكيم عضوا متفرغا للمجلس – بمثابة الرئيس – وأن يكون يوسف السباعي سكرتيرا عاما – في يده كل الأمور؛وتكرر الوضع نفسه عند إنشاء (نادي القصة)؛ ورأس يوسف السباعي تحرير (الكتاب الذهبي)؛ الذي تم ضمه فيما بعد إلى دار روزاليوسف.
وقد سجل يوسف السباعي واقعة إنشاء نادي القصة؛جاءه إحسان عبد القدوس؛ وأبدى إقتراحا بشأن تكوين ناد للقصة والقصاصين؛ وعند إنشاء (جمعية الأدباء) تولى يوسف السباعي رئاستها.
أثناء مسئولياته المختلفة الثقافية والتنفيذية؛ والأدبية والصحفية ؛عمل على إنشاء عدد من مجلات الأدباء العرب والرسالة الجديدة ؛وزهور والثقافة والقصة ولوتس ومختارات القصة الآسيوية الإفريقية ومختارات الشعر الآسيوي الإفريقي؛ وأصدر مجلة لكتاب آسيا وإفريقيا.
وقد شغل يوسف السباعي منصب وزير الثقافة عام 1973؛ ورئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين؛ قدم 22 مجموعة قصصية واصدر 16 رواية اخرها العمر لحظة عام 1972.
نال جائزة الدولة التقديرية عام 1973؛ وعددا كبيرا من الأوسمة؛ ولم يكن اديبا عاديا؛ بل كان من طراز خاص؛ وسياسيا على درجة عالية من الحنكة والذكاء.
ورأس السباعي تحرير عدد من المجلات منها (الرسالة الجديدة) ؛و(اخر ساعة) و(المصور) وصحـــيفة (الاهرام) وعينه الرئيس المصري السابق أنور السادات وزيرا للثقافة.
وظل يشغل منصبه إلى ان اغــتيل في قبرص في فبراير عام 1978؛ بسبب تأييده لمبادرة السادات بعقد سلام مع اسرائيل؛ منذ سافر إلى القدس عام 1977.
وكانت أعمال الكاتب يوسف السباعي الأعلى توزيعا؛ فضلا عن تحويلها مباشرة إلى أفلام يصفها نقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها؛
ان السباعي لم يكن مجرد كاتب رومانسي؛ بل كانت له رؤية سياسية واجتماعية في رصده لاحداث مصر ؛ويعد السباعي ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية.
رغم تجنب النقاد التعرض لاعماله فيما عدا مؤرخي الادب؛ ويكاد ذكره الان يقتصر على أفلام أخذت عن أعماله ومن بينها؛ (اني راحلة) و(رد قلبي) و(بين الاطلال) و(نحن لا نزرع الشوك) ؛و(أرض النفاق) ؛و(السقا مات) كما أنتج التليفزيون المصري مسلسلا عن حياته عنوانه (فارس الرومانسية).
وفي كل المقالات التي كتبها بعد المـبادرة التاريخية بزيارة القدس (عام 1977) ؛كان السباعي يركز في كل مقالاته على حقوق الشعب الفلسطيني.
ولم تخل مقالة واحدة؛ من مقالاته من الدفاع عن حق الذين اغتالوه غدرا؛ في اشارة إلى أحد الفصائل التي خططت للحادث ونفذت.
كان يوسف مؤمناً بأن للأدب دور كبير ؛للتمهيد للسلام في مختلف العصور ؛ولم يكتب من خلال نظرية فنية؛ أو سياسية .
ولو خير من بين مناصبه التي تولاها وبين الإبداع الأدبي لأختار الكتابة كما فعل طوال حياته ؛جمع بين النشاط العسكري والنشاط الأدبي.
التعليقات