"ابتسامتك للحياة .... ضحكة بتقلل همومها
فرحة بملامحك راسمها .... سكة مع ناسك قاسمها
واللي رامي تعب وراه .... واللي بيصدق فحلمه
ينتصر ويقل ألمه .... اللي سابوا الحزن سلموا
ما تسيبوش ... يوم الزعل يوقف طريقكوا
ما تروحوش ... عند الحاجات اللي تضايقكوا
ما تخافوش ... الفرح عمره ما هيفارقكوا
بكره أحلى هنستناه."
هكذا ختمت قصة حلم حياتي من مسلسل إلا أنا والتي دارت حول فتاة جميلة تدعى خديجة مصابة بالتوحد، ولكنها تمتلك حلما بأن تصبح ممثلة على خشبة المسرح ... أي حلم يعارضه مشكلة مرضها الأساسية وهي التواصل والتعبير عن المشاعر.
يوجد من هاجم المسلسل لكون الحالة المقدمة حالة جيدة ويوجد الأسوأ بكثير حيث تم وصفه بأنه بعيد كل البعد عن التوحد.
ولكن الحقيقة أن مرض التوحد له درجات في صعوبة الفهم والتواصل وأيضا في قابلية كل حالة للعلاج والتطور، حتى الآن لا يوجد علاج لمرض التوحد ولكن هناك وسائل لتعليم الطفل كيفية التعايش مع التوحد، وكلما بدأ العلاج في سن أصغر كلما زادت فرصة تطور الحالة، لذلك يجب أن تنتبه الأسرة للعلامات المبكرة للتوحد مثل وصول الطفل لعمر سنة كاملة بدون محاولة تحدث أو إشارة باليد كرد فعل، أو وصوله لعمر سنتين بدون تكوين جمل، واعلموا أن الاعتراف بالمشكلة هو أول خطوات الحل.
مرضي التوحد أنقياء على الفطرة لا يعرفون الكذب فالحياة بالنسبة لهم خط مستقيم؛ فما نراه منهم هو ما بداخلهم حقا، لذلك من الطبيعي أن يكونوا مختلفين ،فالكل مختلف من الداخل بما فيهم الأسوياء ولكن بالكذب والتجمل صرنا جميعا متشابهين من الخارج.
فالقصة ليست بجديدة فهناك الكثير من المشاهير حول العالم مصابون بالتوحد .... الممثل الكندي الأمريكي دان أيكرويد، أنتوني هوبكنز، كورتني لوف ،هانا غادسبي ،ودارين هانا إحدى ألمع نجوم هوليود لسنوات.
ألبرت أينشتاين العالم الذي طور النظرية النسبية ؛عندما تم تشريح جثته بعد الوفاة تبين أن مخه يحمل علامات مرض التوحد ومشاكل التحدث.
إسحاق نيوتن الذي صاغ قوانين الحركة وقانون الجذب العام؛ أجمع المؤرخون أنه كان يعاني من صفات توحدية.
ويعد الموسيقار الشهير موزارت من أكثر المشاهير الذين تم تأكيد إصابتهم بالتوحد.
توماس إديسون؛ أشهر مخترعي القرن ال١٩ وبالرغم من عبقريته هذه إلا أنه عانى من مرض التوحد وواجه العديد من المشكلات أثناء حياته بسبب اعتقاد البعض بأنه متخلف عقليا.
ولكن والدته رفضت ذلك ودعمت ابنها وساندته حيث قامت بتدريسه في المنزل ومساعدته في قراءة كتب الفيزياء والفلسفة حتى أصبح من أعظم علماء عصره.
فهذه النقطة الأساسية التي يدور حولها المسلسل؛ حيث احتضنت الأسرة ابنتها واهتمت بعلاجها وتطويرها منذ الصغر حتى استطاعت الالتحاق بالجامعة وتحقيق حلمها في التمثيل وكل هذا بفضل أبيها وأمها.
مرضي التوحد متميزون؛ هم فقط يرون العالم بصورة مختلفة؛ فإذا رزقت بطفل من هؤلاء الملائكة فافرح فرحة من اقتنى قطعة من الذهب الخالص بينما الجميع يقتنون الفضة، وكن أنت حظه الجيد في الحياة.
التعليقات