أعلنت الأكاديمية الدولية الأمريكية لعلوم وفنون السينما، أسماء القائمة الطويلة «15 فيلما» لأفضل عمل فنى أجنبى غير ناطق بالإنجليزية، ولم يأت بينها اسم الفيلم المصرى (سعاد) المرشح هذا العام من قبل (نقابة السينمائيين).
كانت اللجنة، التى شرفت بعضويتها، قد اختارت فى نهاية المطاف وبعد التصويت بالأغلبية فيلم (سعاد) لأيتن أمين. قبل أيام أثيرت مشكلة قانونية وهى أن كاتب السيناريو أقام دعوة لإيقاف العرض الجماهيرى للفيلم، حيث إنه، طبقا لدعواه، لم تُشر (التترات) إلى اسمه، وتوقعت طبقا لذلك أنه سيمنع من المشاركة لأنه لم يعرض تجاريا، اكتشفت أن جهات الإنتاج الأجنبية الأخرى المشاركة فى التمويل طرحته فى دور العرض فى أكثر من دولة، وهكذا انطبق عليه شرط العرض الجماهيرى.
بدأت المسابقة عام 1927، إلا أن (أوسكار) أفضل فيلم أجنبى أضيفت فى منتصف الخمسينيات، ومقصود بها (غير ناطق بالإنجليزية)، وكان المركز الكاثوليكى للسينما المصرية هو الجهة المعتمدة لاختيار الفيلم- الأكاديمية لا تتعامل مع هيئات حكومية- أول الأفلام المصرية التى رشحت (باب الحديد) يوسف شاهين 1958، وتعددت بعدها الترشيحات مثل (أم العروسة) عاطف سالم و(الحرام) هنرى بركات و(زوجتى والكلب) سعيد مرزوق، وصولا إلى (سهر الليالى) هانى خليفة، ثم تغيرت جهة الترشيح عام 2005، وكلمة حق يجب أن أذكرها فى حق المركز الكاثوليكى، أن (أبونا يوسف مظلوم) وكان معه (أبونا بطرس دانيال) لم يمارس أى منهما ضغوطا على اختيارات لجان التحكيم، حتى الشرط الأخلاقى المباشر لم يضعاه كمؤشر حاسم، وانحازا فقط للفن.
فى المرحلة التالية لترشيح الأوسكار أصبح الكاتب الكبير محمد سلماوى هو المسؤول عن اللجنة، وتمت الاستعانة بمجموعة محكمين منبثقة عن مهرجان القاهرة، ومن بين الأفلام التى تم ترشيحها (رسائل بحر) داود عبدالسيد.
بعد ثورة 30 يونيو صارت نقابة السينمائيين هى الجهة المعتمدة، أمام الأكاديمية، ومن بين الأفلام التى رشحتها (فتاة المصنع) محمد خان، و(الشيخ جاكسون) عمرو سلامة، و(اشتباك) محمد دياب، (يوم الدين) أبوبكر شوقى وغيرها، وصولا إلى (سعاد).
مصر من أكثر دول العالم مشاركة فى تلك المسابقة، وأظنها تحتل المركز الأول أيضا فى عدد الإخفاقات، وتزداد هذه المرة فرص المخرج الإيرانى أصغر فرهادى وفيلمه (البطل)، وكان قد سبق له الفوز مرتين بالأوسكار بفيلمى (انفصال) و(البائع) ولو فعلها ثالثا سيدخل الموسوعة.
لاقى اختيار الفيلم المصرى فى الخارج قدرا من الحفاوة، حيث إنها المرة الأولى فى تاريخ السينما المصرية التى ترشح للجائزة فيلم إخراج امرأة، وقطعا لم تضع نقابة السينمائيين هذا المعيار بين الأوراق، بينما فى كواليس الأكاديمية يعد أحد الأسلحة الهامة فى لفت الانتباه.
لا يكفى فى الأوسكار اختيار فيلم جيد، حيث إن هناك مجهودا يجب أن تبذله جهة الإنتاج، بتقديم عروض فى لوس أنجلوس لعدد من الذين لهم حق التصويت، كما أن الأكاديمية تشترط تقديم نسخة إضافية من الفيلم لذوى الاحتياجات الخاصة، خبرة أخرى لم نكتسبها بعد، رغم أن أكثر من دولة عربية وصلت للقائمة القصيرة مثل فلسطين ولبنان وتونس والجزائر وموريتانيا والأردن، بينما نحن، وحتى الآن، لم نصل ولا مرة للطويلة، كيف وما هو المطلوب؟.. الأمر يستحق مساحة أخرى.
التعليقات