من أعظم الأخلاق وأرفعها في النفس البشرية هي صفة العفو عند المقدرة؛ فكثيرا ما نتعرض للإساءة من الآخرين؛ والإيذاء المتعمد وأن العفو عند المقدرة ؛
له فوائد عظيمة فمن ذلك رضا الله .
فالدين الإسلامي دين العفو ؛والصفح والتسامح؛ فكلما كان الإنسان قريبا من الله سبحانه وتعالى؛ يكون قلبه طاهرا ؛
لا يرتكب الظلم ولا يطغى ولا يتكبر على الغير.
ويعرف قيمة نفسه كإنسان؛ ويعرف أنه خليفة الله في الأرض؛ إذا كان صادقاً مخلصاً لله في الأداء ؛والإسلام دين الحق؛ والعدالة والرحمة والتسامح ؛والعفو وبعيد كل البعد عن القسوة.
ومن مبادئ الأخلاق الكريمة؛ التي يدعو إليها الإسلام وأعظمها شأناً (العفو عند المقدرة)؛ فإن العفو من شيم الرجال الكرام.
وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا أسوة حسنة؛ فقد صفح عن قريش؛ عندما مكنه الله منهم وأصبحوا أذلاء تحت يديه فقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
ويحرص ديننا الإسلامي؛ علي السلوك الطيب؛ بين الأفراد بعضهم البعض؛ لأن سلامة اي مجتمع تتوقف علي المعاملة الحسنة؛ لكي تسود العادات المحببة بين البشر كالأخلاص في العمل؛ و إيثار الغير وسيادة الأمن؛ والأمان بين أفراد الشعب..
و منذ الصغر ونحن نسمع جملة" الدين المعاملة" ؛ومن هنا نجد أن الدين الحسن ليس فقط بإقامة شعائر الإسلام ؛بل أيضا بأن تطيب معاملتك مع الأخرين.
وفي وقتنا الحالي نجد بعض من يقيمون الإسلام خارجيا فقط ؛و ليس ظاهريا ولكن تجده غليظ القلب؛ مع الآخرين فظا مع من يتعامل معهم .
فما أحوجنا إلى أن نحول هديه ؛وخلقه صلى الله عليه وسلم ؛إلى سلوك عملي تنتظم به أمورنا وتسعد به حياتنا .
فالرسول صلى الله عليه وسلم وصى بالمرأة الأم والمرأة الأخت؛ والمرأة الزوجة والمرأة الأبنة حيث قال في تكريم الأم في الحديث النبوي الشريف عندما سأله أحدهم بمن أحق بصحبته فقال ثلاث مرات: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.
أما وصايته على الأخت والابنة فقد قال: "فمن لم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة"أما في الوصاية على الزوجة فقد قال: "وعاشروهن بالمعروف"
وقد كانت من وصايا الرسول في حجة الوداع وصايته على النساء حيث قال في حديث صحيح رواه البخاري: "استوصوا بالنساء خيراً". المنهج النبوي الشريف في التعامل مع المرأة .
هناك الكثير من المواقف؛ التي تثبت حسن تعامل الرسول صلوات الله عليه؛ مع المرأة منها أنه: وصى الرسول بهن خيراً؛ وأوصى بعدم إهانتهن أو إهانة كرامتهن ؛فقد قال: "إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها".
وأمرنا القرآن الكريم بالحفاظ على الأمانة؛ وكره ونبذ الخيانة؛ لقوله عز وجل: "إن الله يأْمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن اللَّه كان سميعا بصِيرا".
ومن الصفات التي أمرنا بها ديننا؛ وحثنا عليها نبينا -صلى الله عليه وسلم- هي صفتي العدل والمساواة .
وكان مثالاً للأخلاق الكريمة؛ وكان أحسن الناس خلقاً ؛وأكرمهم وأَتقاهم ؛فما كانت خصلة من خِصال الخير إلا تحلى بها لقوله تعالى في الآية الكريمة واصفاً بها نبيه الكريم : "وإنك لعلى خلقٍ عظيم".
ويجب أن نستشهد بسلوكيات رسولنا الكريم؛ واتخاذه فضيلة العفو؛ منهجاً في تعامله مع الآخر.
ففي إحدى الغزوات استراح رسول الله تحت شجرة؛ وعلق سيفه عليها فباغته مشركاً أخذ سيف رسول الله ثم رفعه في وجه النبي وهو يقول أتخافني.
فقال النبى: لا فقال الرجل: «فمن يمنعك مني» قال: الله فسقط السيف من يد الرجل؛ فأخذه رسول الله على الفور ورفعه في وجه الرجل .قائلاً: من يمنعني منك فقال الرجل كن خير آخذ فلم يرد الإساءة بالإساءة بل عفى عنه فهرول إلى قومه قائلاً: (جئتكم من عند خير الناس).
قال الله تعالى في كتابه العزيز: «لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم».
اتخذ السلف الصالح من الملوك والأمراء ؛هذه الفضيلة الأخلاقية منهجاً في تعاملاتهم ؛مع الآخر باختلاف معتقداتهم ودياناتهم.
والعفو عند المقدرة هنا؛ هو أن يتجاوز الإنسان عن سوء لحق به ومعنى ذلك أن لا يأخذ بثأره؛
والعفو عند المقدرة هو قدرة الفرد ؛على فرض العقوبة على الطرف المسيء؛ ولكن تجاوز عن الإساءة بكامل إرادته الذاتية.
ونتج عن ذلك مسامحة الطرف المسيء؛
والعفو عن الإساءة يتطلب إعادة النظر؛ والتمعن والتفكير للوصول إلى درجة العفو.
والعفو من مبادئ الأخلاق الكريمة؛ التي يدعو إليها الإسلام وأعظمها شأناً؛ قال رسول الله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
ومن فوائد العفو أنه يخلق أصدقاء جدداً؛ أو يجعل العدو محايداً ؛أو ربما صديقاً.
التعليقات