النفاق داء خطير؛ قد يبتلي به الرجل والمرأه؛ دون أن يدريان ويعد من الأمراض الخطيرة؛ التي تصيب الإنسان .
ولمعرفة الفرق بين الشخص السوي؛ والمنافق أن الشخص السوي يكون على قدر من الثقة؛ بما سيقوله فلا يغير رأيه وفقا لما يرغبه الآخرين وهو يتعامل بواقعية ؛مع عدم اخفاء الوجه الحقيقي له .
أما المنافق فهو ذو وجهين؛ وله شخصية مزدوجة ؛لذلك يعتبر من أشر الناس- قال رسول الله (عليه الصلاه والسلام) : (تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه).
فعملية النفاق ؛والتملق الوظيفي لا ينكر أحد وجودها ؛في اي مكان عمل كان وحتى على مستوى الأسرة الواحدة .
وأن الوشاية بالزملاء؛ هى أخطر أنواع النفاق بل هى النفاق بعينه؛ بل سلوك مشين وتأثيره كبير على الحياة العملية.
وللموظف داخل مكان عمله؛ وللآسف ظاهرة سيئة يسلكها ضعيف الأرادة والعزيمة .
ومن أخطر نتائج النفاق؛ في بعض الأحيان ضياع الحقوق ؛وغياب الواجبات وتحل بدلا منها مصالح شخصية وأمراض نفسية.
لذلك فأن المنافق هو أشد خطرا علي المجتمع؛ وعلي كل من يتعاملون معه؛ و يثقون فيه لأن ظاهره جميل الصورة؛ لكن باطنه يخلو من الصفات النبيلة.
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين حينما قال: (أن أخوف ما أخاف علي أمتي كل منافق عليم اللسان).
وللنفاق أسباب نفسية؛ ترجع للتنشئة الاجتماعية؛ الغير سليمة للأبناء منذ الصغر كاكتساب؛ بعض الصفات السيئة مثل الكذب وعدم الوفاء بالوعد وخيانة الأمانة
و انعدام الثقة في النفس؛ التي تؤدي إلي الأحساس بالضعف؛ وأيضا الشعور بالنقص والطموح الزائد الذي يتجاوز القدرات الشخصية.
وكذلك عدم القناعة؛ والرضا بالحال وكم من منافقين؛ يعيشون بيننا ويتعاملون معنا.
ولايدرون حقيقة ما بداخلهم من نفاق بل يعتقدون أنهم دائما على حق وصواب .
وكم من أشخاص يظهرون الموده ؛للمقربين منهم كي يعرفون أسرارهم الشخصية؛ ثم يبوحون بتلك الأسرار كيدا في هؤلاء المقربين.
وبعض الناس يبالغون في النفاق للآخرين؛ وخاصة رؤساء العمل ومدحهم؛ بما ليس فيهم مما يجعلهم قريبين منهم.
ويحصلون على امتيازات لا يستحقونها؛ في حين ان الموظف الكفؤ الذي لا يعرف النفاق ؛لا ينال مثل ما يناله المنافقون .
وكم من أشخاص يوعدون الغير ؛بأشياء وهمية من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافهم؛ ثم بعد ذلك ينقضون وعودهم بعد تحقيق المراد ..
ليتنا نحترس عند تعاملنا مع هؤلاء؛ بتوخي الحذر من تصرفاتهم ؛فلانبوح بأسرارنا الشخصية لهم.
ولا نضع كل الثقة فيهم؛ ولاننخدع بمديحهم؛ وكلامهم المعسول؛ لأنهم دائما يستخدمون كل الحيل للوصول إلى أهدافهم.
ولنتذكر قول عمربن الخطاب (رضي الله عنه): (المنافق لسانه يسر وقلبه يضر).
ما أحوجنا إلى التمسك؛ بتعاليم ديننا التي تحض على التخلي عن النفاق؛ والتحلي بمكارم الأخلاق .
وأن نرفع شعار العمل الجاد ؛وسيلة للنجاح والإنسان العامل خير من المتكلم حتى تتحقق أهدافنا السليمة ونتغلب على داء النفاق.
التعليقات