يعترض الإنسان في مسيرة حياته؛ الكثير من المشاكل والصعاب؛ ما بين السهلة والصعبة؛ وقصيرة الأجل أو الطويلة؛ وهنا يحتاج الإنسان إلى شيء؛ وطاقة وقدرة تمكنه من تحمل ذلك.
والاستمرار في ذلك حتى يصل إلى ما يريد؛ وهذه هي الطاقة الصبر الذي هو مهم؛ في كل خطوة يخطوها.
والصبر مهم جداً في حياة الإنسان؛ وهي خلق وصفة الأنبياء والمرسلين.
فالصبر عبادة يكافأ عليها؛ من التزم وتحلى بها بالسداد والتوفيق في الدنيا؛ وفي الأجر الجزيل يوم القيامة .
فإذا قامت الساعة ظل هذا الصبر رفيقاً وقرينا لصاحبه؛ حتى يدخله الجنة ؛ومن الصبر الصبر على الطاعة؛ والصبر على المعصية اللتان هما أساس الإيمان بالله؛ فالتقوى أساس ديننا الحنيف وهو أساس حياتنا .
فنصبر على كل ما فرضه الله ؛ونبتعد عن كل ما حرمه الله تعالى؛ والصبر مهم لمن يصبو للنجاح؛ والتميز فعليه أن يصبر ويواصل في دربه .
فالقمة تستحق منا كل تعب وسهر؛ والصبر مهم في البيت؛ وفي المدرسة وفى العمل ؛ وفي كل شيء هو مهم لأن الله يؤخر الأمور بما فيه خير لعباده؛ فهو أعلم بما يصلحهم وطالما العبد ينتظر فرج ربه فهو في عبادة عظيمة .
وعندما نرصد كلمة الصبر؛ بجميع صيغها سنجدها قد وردت في القرآن 73 مرة.
فيلفت نظرنا ونحن نقرأ في آيات الصبر؛قول يعقوب متأسيا بالصبر ؛على فقد ابنه يوسف- عليهما السلام-: (فصبر جميل)..ويشد الانتباه ذلك الأمر اللطيف من الرحمن ؛وهو يأمر عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلّم بقوله: (فاصبر صبرا جميلا)..
ويوجد الكثير من الأمثلة على الصبر ؛ولعل أشهرها صبر سيدنا أيوب عليه السلام ؛الذي يضرب به المثل لشدته ؛وصبر باقي الأنبياء ؛على التعذيب من أقوامهم.
وصبر الصحابة والتابعين ؛والسلف الصالح ؛من قبلنا الذين كابدوا ما كابدوه من مشقة وتعب وإيذاء؛ ومع ذلك صبروا وتحملوا حتى أذن الله لهم بالفرج؛ وهو خلق النبي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم الذي تعرض لأشد أنواع الأذى والبلاء ؛من قومه وأهله لكنه مع هذا صبر وشكر ؛موقنا بنصر الله الذي ينصر عباده ؛
ويعد الصبر من أجمل الصفات؛ وأطيب الأخلاق وأكثرها أجراً .
فالإنسان الذي يصبر؛ ويتحمل الكثير من في حياته ؛تكون قيمته مرتفعة ؛وقدره عظيماً عند الله تعالى ؛بشرط أن يكون صبره خالصاً لوجه الله واحتساباً لنيل الأجر والثواب.
وتتسع دائرة الصبر؛ لتشمل الكثير من الأمور؛ فأحياناً يكون الصبر على الابتلاء كالموت؛ والفقر والمرض .
وأحياناً يكون على الشدائد والمصائب؛ والصبر على التعب وأداء العبادات ؛وغير ذلك الكثير من الأشياء التي ترهق النفس.
وكلما كان الإنسان صابراً؛ أكثر كلما لاقى جزاء أفضل ؛ومكانة أعلى في الجنة ؛لأن الله تعالى هو الذي يكتب الأقدار ؛ومن يصبر على قدر الله فكأنه يجاهد في سبيله.
ومن ثمرات الصبر ؛أنه يهذب نفس الإنسان؛ ويخلصها من الكبر والغرور ؛كما أنه يجعل القلب ليناً ؛ويجعل الإنسان يشعر بالآخرين؛ ويساعدهم .
ففي الصبر الكثير ؛من الدروس والعبر ؛وفيه ما يجعل الروح تلين وتصبح أكثر قرباً من الله تعالى.
كما أن الصبر يجعل المجتمع أكثر أمناً واستقرارا ؛لأن الأشخاص الصابرين؛ هم بالضرورة قادرين على تحمل المسؤولية ؛أكثر من غيرهم.
ويجب على كل شخصٍ أن يجاهد نفسه؛ وألا يجزع وأن يكون صابراً في كل شيء يمر به؛ لأن من يرضى ويصبر ويحتسب يكون من الفائزين .
وعلى كل شخص أيضاً أن يزرع في نفوس أبنائه ؛حب هذا الخلق النبيل وأن يتدرب عليه في كل وقت.
التعليقات