إن ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم أضاء الدنيا بكل القيم العظيمة؛ وأشرق نور الفجر الصادق؛ علي الأرض وعم الخير ؛فذكري مولد الحبيب تهل علينا لتهب لنا إيمانا جديدا .
والاحتفال بذكري مولد سيد الكون؛ وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ؛من أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنها تعبير عن الفرح ؛والحب للنبي صلي الله عليه وسلم.
لقد ضرب رسولنا الكريم المثل الأعلى ؛في العفة والتمسك بالآداب العليا؛ والقيم الرفيعة حتى يمكن أن يقال أنه بلغ الذروة في الفضائل كلها؛ فوصفه ربه بقوله في القرآن الكريم :(وإنك لعلي خلق عظيم ) .
ووصفت السيدة عائشة خلقه ؛فقالت :(كان خلقه القرآن). ومن مثاليات الرسول الكريم؛ أنه كان لا يعنف زوجاته؛ ولا يقسو عليهن ما دمن علي منهج الله ورسوله .
كما أوصانا رسول الله؛ بالإنفاق علي الأبناء ورعايتهم ؛وإرشادهم الطريق الصحيح.
وأوصانا بتدريب أطفالنا علي الصلاة ؛عندما قال:( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشروفرقوا بينهم في المضاجع ).
وأمرنا بأن نتحرى الصدق والأمانة؛ أمام أولادنا حتى نكون قدوة صالحة؛ لهم في أمور حياتهم.
وأهتم الرسول صلي الله علي وسلم بالقدوة في تربية الأبناء ؛لما للقدوة الحسنة أثر كبير؛ في تنشئة الأطفال وتربيتهم تربية سليمة .
وأن يتدارس الأب بين أولاده ؛هذه السيرة العظيمة .وكثيرا ما نهي الرسول صلي الله عليه وسلم عن تمييز الذكور وتفضيلهم علي الإناث .
كما دعا عليه الصلاة والسلام إلي المساواة؛ بين الأبناء حتى لا تتولد مشاعر الحقد والعداوة بينهم ؛ويحل البغض مكان الحب ؛والخصام محل الوفاق والوئام .
ومن أرقي ضروب المثالية ؛أهدافه السامية من زواجه وسيرته الميمونة؛ في اختيار زوجاته ؛وسماحته المثلي في معاملتهن.
فكانت أهدافه تختلف عن أهداف معظم الناس؛ فلم يلتفت إلي لون ولا جمال ؛ولكنه اهتم بالأخلاق الفاضلة؛ والصفات الحميدة والسريرة الصافية .
لقد كان الحبيب المصطفي مثلا أعلي وقدوة طيبة ؛في حسن العشرة مع زوجاته .
وعلينا أن نتذكر شمائل رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛من أخلاقه وصفاته وصبره؛ وشجاعته وجوده وتواضعه ؛ورحمته وزهده فإن الذكري تنفع المؤمنين .
ثم نسأل أنفسنا : ما هو واجبنا اليوم؛ وما الذي يجب أن نفعله كي يرضي عنا الله ورسوله ؛ويظلنا الله برحمته ولمسات حنانه ؛وعفوه تكريما لرسول الله صلي الله عليه وسلم .
فإن كنت محبا صادقا لرسول الله صلي الله عليه وسلم ؛فتخلق بأخلاقه وتأسي بأسوته الحسنة ؛ومن ذلك طاعته وأتباع كل ما أمر به ونهي عنه .
وعدم التقصير في
الواجب؛ وعدم بخس حق الغير ؛والعمل ومشاركة الآخرين ؛ وإدخال السرور إلي نفوسهم؛ والتحلي بالصدق والرحمة والعفو والتعاون؛ والتسامح والخلق الحسن والمظهر الطيب .
كن نموذجا للإنسان الصالح؛ الذي يفعل ما يقول؛ ويسلك ما في داخله ؛ ويلتزم بالقيم الرفيعة والأخلاق الفاضلة.
ولنسأل أنفسنا : أين نحن من أخلاقيات؛ وصبر وسلوكيات وجهاد رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ هل تعلمناها واستفدنا منها ؟؛ أين نحن منها ؟ .
فلنجعل من يوم مولد رسول الله صلي الله عليه وسلم؛ وقفة تأمل ممتزجة بالعلم والعمل؛ تعيد الإنسان إلي فطرته السليمة ؛ليعيد نقاء النفس من الداخل لتكوين أفراد ذوي مبادئ وقيم إنسانية نبيلة .
في يوم مولدك يا رسول الله ؛سلام إليك عبر الأثير ؛تحمله إليك نبضات حبنا مصحوبة بأعمال صالحات .
ندعو الله أن يتقبلها ويمنحنا نور البصيرة؛ حتى تزداد نورا ؛وهدى في يوم مولد الهدى .
التعليقات