بلادنا تمتاز بحضاراتها العريقة وكثرة آثارنا الغالية جدا والتى تحكى تاريخها فلابد للجميع أن يحافظ على هذا التراث الغالي.
فالبعض لا يعرف مدى قيمتها أساسا لذا يقوم بالتفريط فيها إما بالبيع أوالأهمال لأنه لا يعرف قيمتها.
ربما يجهل البعض مدى القيمة التاريخية؛ لهذه الآثار التى تعلن دائما فميراثنا من الأجداد له قيمته التاريخية.
والأعتداء على الوثائق التاريخية؛ ومصادر المعرفة الإنسانية؛ هو اعتداء على الحقيقة.
وتبقى كل تلك الاعتداءات سلوكيات إنسانية؛ منحرفة في حين اندثر ذكر المعتدين؛ وانفضحت جرائمهم أمام الناس والتاريخ.
وفي عصرنا الحالي لا يزال النقاش؛ حاميا بين المختصين والباحثين؛ حول عدد من الوثائق التاريخية؛ التي تعتمد عادة في الدراسات التاريخية.
فمثلا خطبة طارق بن زياد عند عبوره إلى الأندلس؛ تعرضت لانتقادات قوية مست صحتها وانسجامها مع الظروف التاريخية التي أحاطت بها بينما هناك من دافع عنها واعتبرها سليمة.
وبالتالي تبقى صحة الوثيقة؛ رهينة بمدى استجابتها لشروط السلامة وإجماع المختصين على ذلك.
ومن أهم الكنوز التاريخية؛ التى تملكها مصر؛ تتمثل فى الآثار والمخطوطات والوثائق.
إذ في عهد محمد على باشا أنشأت (الدفترخانة)؛ أول مؤسسة للعناية بالوثائق التاريخية.
وكانت بمثابة أرشيف الدولة؛ الذي يضم وثائقها؛ وعندما أصبح أحمد فؤاد ملكا على مصر.
استقدم الخبراء من إيطاليا وفرنسا لإقامة دار وثائق تاريخية ؛خصص لها مبنى خاص في حرم قصر عابدين؛ نقل إليها عدد من وثائق الدواوين السيادية الرئيسية من دار المحفوظات .
وقام الخبراء بتنظيمها وتسجيلها؛ وبعد ثورة يوليو؛ تم إخلاء دار الوثائق؛ ونقلت السجلات والوثائق وتم تكديسها بالدور الأرضي؛ من القصر.
وفي عام 1971 نقلت الوثائق مرة أخرى؛ إلى قصر الحرملك بالقلعة؛ وظلت الوثائق في مرقدها الجديد ؛حتى عام 1990 عندما تقرر الانتقال إلى المقر الجديد؛ لدار الوثائق التاريخية القومية.
وخلال كل هذه التنقلات؛ تعرضت الكثير من الوثائق الخطيرة والهامة؛ للتلف والضياع وما زالت العديد من وثائق مصر التاريخية؛ الهامة خارج دار الوثائق.
ومن أشهر حوادث حرق الكتب ؛من قبل حكام المسلمين حرق كتاب الإمام الغزالي (إحياء علوم الدين)؛ في عهد يوسف بن تاشفين وحرق مكتبة ابن حزم الأندلسي المتوفى سنة 456هـ؛ بأمر من المعتمد بن عباد في الأندلس.
ففي عام 48 ق.م أحرقت جميع الكتب الملحقة بمعبد أبولو في اليونان ؛وفي عام 54م أمر القديس بولس؛ بإحراق جميع الكتب الموجودة في مدينة أفسوس.
ولما تدخل الرومان بقيادة القيصر ؛في الصراع على السلطة في مصر ؛لنصرة كليوباترا ضد أخيها بطليموس الـ13 أحرقت مكتبة الإسكندرية؛ ودمرت تماما عام 48 قبل الميلاد.
وعندما احتلت أميركا العراق عام 2003؛ أغارت بدورها على كنوز المسلمين المعنوية؛ بوحشية لا توصف فدمرت المكتبات؛ والمساجد والمتاحف والمآثر.
ومن أهم ما سجله الإعلام العالمي مكتبة جامعة الموصل؛ ومركز المخطوطات التابع للمتحف العراقي المكتبة الوطنية؛ ودار الوثائق القومية ومكتبة وزارة الأوقاف ؛وأرشيف الإذاعة والتلفاز العراقي ومركز صدام للفنون.
وكلما أحترمنا الماضى والتاريخ ؛وتعلمنا منه سيكون لنا مستقبل باهر؛ بإذن الله فمن لا ماضى له لا حاضر له .
وترك الماضى هو فقدان القيمة فنحن بلا ماضى لا قيمة لنا لأننا نتعلم الحاضر من الماضى.
والماضى يضيف لنا التجربة ويعلمنا كيف نحترم الحاضر وكيف نصنع مستقبل أفضل.
التعليقات