فى آخر اجتماع عقده الرئيس الأسبق حسنى مبارك مع النجوم، فى أكتوبر 2010، قبل تنحيته بأشهر قلائل، كانت تلك هى المرة الأولى التى يشارك فيها الفخرانى فى اجتماع لرئيس الجمهورية، حيث قال لى إنه كثيرًا ما اعتذر عن لقاءات مماثلة، كان هناك العديد من التساؤلات المسكوت عنها، فى الشارع، على رأسها توريث الحكم لجمال.
لم يجرؤ أى فنان حضر اللقاء على طرح السؤال، كان لدى البعض أسئلة أخرى، وبينهم الفخرانى الذى قال للرئيس: لماذا لا تحذف خانة الديانة من الرقم القومى يا ريس؟ لم يُجب مبارك، اعتقد الفخرانى أنه لم يستمع للسؤال، فأعاده مجددًا، والتزم مبارك الصمت، تنبه عزت العلايلى إلى أن صمت الرئيس يعنى أنه لا يريد أن يتورط فى إجابة، فقرر العلايلى أن يوجه للرئيس سؤالًا آخر (داخل المقرر). الجلسة لم تُذع، مؤكد تم تسجيلها وأتمنى الإفراج عنها، وأخرى عقدها مع عدد من المثقفين بعدها بأيام قليلة، من حقنا أن نعرف ما الذى قالوه للرئيس الأسبق، فى تلك الجلسات التى سبقت التنحى بأشهر قلائل، هل حقًا كانوا أسودًا كما صدروا لنا، أم أنهم نافقوا الرئيس كما روى لى أحد الكتاب الكبار الذين حضروا اللقاء؟
جدد مؤخرًا الكاتب الصحفى والإعلامى المرموق إبراهيم عيسى هذا السؤال الشائك وغيره، مثل إلغاء الحبس الاحتياطى، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى لقاء معلن.
دعونا نتوقف أمام أكثر الأسئلة حساسية، وهى محو خانة الديانة، وهى بالمناسبة غير متواجدة فى جواز السفر، أقول ذلك ردًا لمن يعتبرها محورية فى تحديد هوية الإنسان، وجواز السفر معتمد من الناحية القانونية التعامل به فى كل التعاقدات، الأهم بالنسبة لى ليس خانة الديانة المدونة فى الرقم القومى ولكن تلك المدونة فى الرأس.
أكثر من 95 فى المائة من المصريين يمكن تحديد هوياتهم بمجرد النظر، الحجاب أو الصليب، كذلك ما دأبنا على وصفه بزبيبة الصلاة وقبل كل ذلك الاسم.
الرقم القومى به الاسم رباعى، وهو فى الأغلب يشير للديانة، المعركة الرئيسة كانت وستظل فى رؤوسنا وضمائرنا، إذا كان اسمك مصطفى وتقدم لك جرجس بطلب فهل توافق أو ترفض بناء على معايير موضوعية أم طبقًا لديانته؟ وهو نفس ما مفروض أن يفعله جرجس لو تقدم له مصطفى. فى الثمانينيات اعتقد الممثل مجدى وهبة أنه لا يعمل لأن البعض يعامله كمسيحى ويتم استبعاده، فكان يصر فى (التترات) على أن يكتب اسمه ثلاثيًا مجدى وهبة محمد ولم يشفع له اسمه الثلاثى، الإقبال تضاءل عليه لأسباب أخرى، على رأسها أنه فقد الكثير من قدرته على التركيز لأسباب ليس الآن مجال ذكرها.
عشنا قبل نحو 20 عامًا فى شائعة ملأت مصر أن محمد صبحى مسيحى وأن اسمه الحقيقى مجدى، وأن محمد أضافه له أبوه بعد أن مات أغلب أشقائه الذين سبقوه للحياة، حيث كانت تلك واحدة من الحيل التى يلجأ إليها أهل الريف، المسلم الذى يموت أبناؤه وهم أطفال يسمى ابنه جرجس، والمسيحى يسميه محمد، ولم يكن للشائعة أى نصيب من الصحة سوى أنها تدل على تغلغل العقل الطائفى منذ الثمانينيات، بينما فى السبعينيات كتب كرم النجار الجزء الأول من مسلسل (محمد رسول الله)، ولم يسأل أحد عن ديانته، بل لايزال كرم محتفظًا، وهو المسيحى، بشهادة من شيخ الأزهر يشكره فيها.
التعليقات