مرتب الزوجة أصبح من أبرز أسباب الخلافات الزوجية فى مجتمعنا الحالي بسبب إصرار الزوجة أحيانا على عدم إدماج مرتبها مع مرتب زوجها فى تغطية مصاريف الأسرة .
فى الوقت نفسه يحلم بعض الشباب أن يتزوج امرأة عاملة تتعاون معه على مجابهة مصاريف الحياة لكن سرعان ما يكتشف الزوج أن مرتب الزوجة إنما هو نقمة .
ويبقى السؤال : هل الزوجة مطالبة بالأنفاق على أسرتها ؟ وهل من حق الزوج أن يحصل على راتب زوجته حتى وإن كان ذلك دون موافقتها ؟ !
أن إجبار الزوج زوجته على المشاركة فى تحمل أعباء الحياة؛ المادية وأخذ راتبها بالقوة ؛ إنما يرجع إلى رغبة هذا الزوج فى السيطرة والتحكم فى الزوجة .
وتلك ترجع إلى التنشئة الاجتماعية الخاطئة؛ حيث أنه يعتقد أنه لن يكون صاحب الكلمة العليا ؛فى البيت إلا إذا تحكم فى كل أموره حتى لو سلب الآخرين حقوقهم .
وعلى الزوج أن يعي أنه بذلك يزرع بذور الكراهية؛ والخلاف داخل أسرته وأن عليه أن يحترم زوجته وأن يجعل مشاركتها له فى تحمل المسئولية تنجم عن التفاهم والحب ؛لا السيطرة والتحكم .
هناك زوجات يسلمن المرتب للزوج؛ ويحولن لحسابه مرتبهن كاملا ومنهن من يكفيها أن شريك حياتها؛ يتكفل بجميع طلباتها المعقولة دون الدخول فى متاهات التفاصيل .
وبعض من النساء العاملات يعتبرن مرتبهن بمثابة نقمة؛ لا غنى عنها خاصة منهن ذوات الدخل المحدود ؛فالواحد منهن تجد نفسها مضطرة لتقاسمه مع الزوج بشكل أو بآخر ؛ بينما المرتب كله لا يكفى لا حاجيات الزوج ولا رغبات الزوجة .
وهناك نساء غير عاملات يساعدن أزواجهن بإعمال يدوية ينجزنها فى بيوتهن من خياطة أو حياكة ؛ كما أن هناك زوجات من ذوات الدخل كي يستطعن بسط نوع من السيطرة التي يدفعن مقابلها بعض المال ( راتب شهري )؛ للأزواج وهو ما يشكل نقطة ضعف يعملن على استغلاله
ولابد من وقفة مع أنفسنا جميعا وقفة نسترد فيها أنفاسنا ونفكر قليلا حقا إن الحياة بكل صعابها ومشاكلها وهمومها اليومية تجعلنا فى حالة عصبية وفى توتر دائم كاد ينسينا الأبتسامة والكلمة الحلوة ؛والمشاعر الايجابية التي ربما تكون هي المفتاح والمدخل لهذا العالم الخلاب لهذه الكلمة المضيئة بالسعادة .
الزوجة العاملة لها الحرية الكاملة؛ فى أن تتصرف فى راتبها وثرواتها كما تريد وأن تحتفظ بمالها ودخلها لنفسها ؛ولا دخل لزوجها إلا إذا هي رغبت فى المشاركة .
القوامة من الناحية الأدبية؛ يعنى أن يلتزم الرجل بالأخلاق الحميدة ؛وأن يكون القدوة الحسنة لأفراد أسرته ؛وأن القائم على البيت هو من يؤمن الحياة من جميع جوانبها لأفراد أسرته .
ولا مانع من الزوجة أن تشارك براتبها الشهري؛ عندما يكون راتبها كبير وراتب زوجها الشهري قليل ؛وعلى الزوج المسئولية المادية وعليه وحده أن ينفق على أسرته.
أن التكافؤ الاجتماعي والثقافي بين الزوجين عامل أساسي؛ فى خلق لغة مشتركة بينهما ليعي كلا منهما ما يقوله الآخر ؛إلى أن يصلا إلى مرحلة الاتفاق العام والتي يمتد أثرها بشكل مباشر؛ ووضع صور ذهنية صحيحة ؛عن الزواج وتقديس الواجبات الأسرية مستقبلا .
فتعاون الزوجة عامل رئيسي فى استقرار الحياة الأسرية؛ ونشر السعادة بين أفراد الأسرة؛ والزوجة عليها أن تعي جيدا أنه لا مانع شرعا أن تنفق الزوجة إذا احتاج بيتها لذلك أما إذا كان الزوج ميسورا ؛فلا يصح له أن يتسلط على مال زوجته أو يسلبها شيئا منه إلا برضاها .
وعلى المرأة العاملة أن تدرك أن الأصل فى الأسرة؛ أن تقوم على التكامل بين الطرفين؛ والمشاركة فى السراء والضراء.
وما دامت الزوجة تعمل لابد أن يعود العائد من عملها على الأسرة وذلك تعويضا عن التقصير؛ الذي ينتج عن غيابها لفترة طويلة ؛خارج البيت وهى حق للزوج والأسرة ويترك للزوجة تحديد مقدار المساهمة فى نفقات الحياة .
ومما لاشك فى أن ارتباط الزوجة بالأسرة ؛ورغبتها فى الارتقاء والنهوض بها سيجعلها حريصة ؛على تلك المشاركة الزوجية .
وتحدثت معى سيدة تعمل موظفة عن واقع مجتمعنا ؛وماذا يدور داخل الحياة المعيشية؛ فتقول : تزوجته وهو يصغرني بخمس سنوات؛ بعد أن نشرت إعلان زواج فى أحد مكاتب ( الزواج بالكمبيوتر )؛ وتقدم لي شاب وسيم يضج حيوية وشبابا ؛حكيت له ظروفي وأنني أشعر بالوحدة والفراغ؛ بعد طلاقي من زوجي وسفر أبنى الوحيد ليعيش مع أبيه .
وجدت منه تعاطفا مع حكايتي كنت سعيدة به رغم أنني أعلم جيدا أنه طامع فى أملاكي؛ وراتبي وأنه يريد امرأة تنفق عليه ولم أمانع أن يعطيني السعادة والونس؛ وامنحه المال ( راتب شهري ) ؛تزوجته وأعلم جيدا أنه على علاقة بكثير من الفتيات ؛وأن لا أمثل أى حب بالنسبة له إلى أن تزوج بفتاة صغيرة ؛وعندما اعترضت كان يضربني ويسبني ويعاملني معاملة سيئة؛ والحقيقة أنني السبب فى هذه المأساة التي عشتها .
التعليقات