داخل بلادنا العربية والإسلامية سيطرت مفاهيم خاطئة، على عقول بعض شبابنا جعلته يفضل استيراد زوجة أجنبية، لأنها من وجهه نظره (الأجمل والأرخص)، وذلك دون إدراك لما ينتظره وينتظر أولاده فى المستقبل القريب والبعيد من مشكلات، وكثير من الآثار السلبية والاجتماعية قد يدفع حياته ثمنا له.
وعلى الرغم من زواج شبابنا من أجنبيات غير مسلمات ظاهرة خطيرة تهدد هويتنا الإسلامية، أظن أن الشباب الملتزم بالإسلام، فعلا قد يكون له هدف فى زواجه من امرأة أجنبية، فربما تكون ترغب فى أن تدخل الإسلام ويكون الشاب المسلم يسعى لنشر الإسلام.
ومن جانب آخر يكون الهدف الأساسي من الزواج من أجنبيات للكثيرين.. هو الاستمتاع بالنسبة للرجل والمال بالنسبة للمرأة الأجنبية، خاصة في ظل الفارق الكبير في السن بين الزوجين وهو الأمر الشائع في أغلب الحالات.
والشاب حين يقدم على هذا الزواج، لا يفكر فى هل يمكن أن تكتب له الاستمرارية والنجاح؟ وهل يتم على قواعد وأسس دينية واجتماعية وثقافية صحيحة أم لا .
وان وجود العادات التي تدفع بالكثير من المواطنين إلى الزواج من أجنبيات ومنها غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج والمظاهر المصاحبة له كالإيجارات المرتفعة لصالات الأفراح وغيرها.
أن هذا الزواج تنجم عنه آثار اجتماعية، وانتشار نسبة العنوسة فى المجتمع، وانتشار أخلاق وعادات وتقاليد أجنبية ، بعيدة كل البعد عن مجتمعنا في ارتفاع نسبة العنوسه ما يتسبب في حدوث خلل واضح في المجتمع.
ونتيجة للزواج من أجنبيات، أن الأبناء يعانون من فقدان الهوية، وأن معظم الزيجات من أجنبيات فاشلة.
أنه إذا كان الدافع من الزواج هو الحب، فربما يستمر لكن إذا كانت هناك دوافع مادية أو جسدية وغيرها فإن هذا الزواج مهدد بالفشل.
فلابد من عملية إعداد للنشء منذ البداية، من خلالها ينتقل تراث المجتمع وقيمه وعاداته وتقاليده، إلى الأبناء وتنتقل خلالها ثقافة المجتمع، إلى أبنائه والتربية عملية تستهدف تكامل شخصية الفرد النامي، عضويا ومعرفيا ووجدانيا وسلوكيا فى إطار اجتماعي معي .
على الرغم من أن الشاب فى مقتبل حياته عندما يقدم على الزواج من أجنبية، ربما يكون يشعر بالتمييز، والفرح والقبول بكل سلوكيات، وأفكار تلك الزوجة الأجنبية والتي تختلف فيها عن بنات بلده .
وربما ينصهر فى ثقافة تلك الزوجة، إلا أنه يكون أول المتأثرين سلبا بهذه الفجوة الثقافية، عندما يبدأ بمحاولة العودة إلى جذوره .
حيث تبدأ ظهور صراعات عميقة، تختلف عن المشكلات العادية بين أى زوجين .
ومن أسباب هذه الصراعات عدم تقبل الزوجة، لمفاهيم اجتماعية منبثقة من الدين كصلة الرحم، والتماسك بين أفراد العائلة، وفضل أبنائها عن عائلة الزوج بزعم الحرية الشخصية، وتنشئة أبناء متأثرين بثقافة الأم الأجنبية .
حيث أن التأثير الأكبر فى تربية الأبناء فينشأ أفراد ضعيفي الانتماء للدين ، والقضايا الوطنية والقومية واللغة ، وعدم اندماج الزوجة مع ثقافة زوجها مع تأثيرها على أبنائها ..
يضع الزوج تحت تأثير القلق المستمر من هروب الزوجة ، بالأبناء مثل هذه الصراعات يحول دون تحقيق مقاصد الشرع، فى بناء أسر صحية، تمثل لبنات قوية فى مجتمع إسلامي متماسك.
يتمسك أفرادها بتعاليم الدين، الذي يدفعهم ليكونوا أفراد فاعلين فى بناء مجتمعاتهم، بدلا أن يكونوا معاول هدم من خلال تبنيهم لأفكار وسلوكيات، بل وثقافة دخيلة تتنافى مع تعاليم دينهم.
ويجب على الشباب المسلم، ألا يلجأ لهذا الزواج وأنه يدرك أنها لا تلتزم بالآداب الإسلامية، ولا تراعى حدوده وهي لن تربى أولادها على دين الإسلام، بل على الدين الذي تعتنقه بل أنه لن يجد من تلك الأجنبية ، الأمن النفسي والاستقرار الذي تمنحه له المرأة المسلمة.
فالزواج من امرأة مسلمة، يجعل الرجل مطمئنا على أولاده فى المنزل، وخاصة من الناحية الدينية .
أن هذه الظاهرة لا ينتج عنها سوى أطفال، يعانون الصراع بين الثقافات العربية والإسلامية والثقافات الأجنبية ،ومن ثم تصبح الأسرة مهددة دائما بالتفكك والانهيار ..
وكلمة إلى كل أب وكل أم، أن يتنبهوا إلى أبنائهم فى الرعاية والمراقبة والمتابعة، وإلى كل وسائل التنشئة من الأسرة ،وأن يتحملوا مسئولية حماية شباب الأمة خوفا من الزواج من فتاة أجنبية .
وإلى كل الشباب المسلم أن يبحثوا عن نموذج القدوة الصالحة، وما يدفع الشباب المسلم إلى الزواج من فتاة أجنبية، ما هو إلا بغياب القدوة فى حياته .
وأن علاج هذا الوضع لابد من العودة، إلى قواعد التنشئة الصحيحة ، والعودة إلى قيم مجتمعنا الأصيلة .
التعليقات