من خلال التكافل الإجتماعي يعيش الإنسان في ظل مجتمع كبير، يتكون من العديد من الأفراد الذين تجمع بينهم علاقات متنوعة، حيث لا يستطيع الإنسان العيش بمعزل عن الناس.
وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفراد الوطن، خاصة حيال ما يمر به من أزمات وغيرها، فالناس بخير ما تعاونوا يساهم في تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع.
فيساهم الأغنياء في توفير الحاجات المعيشية الأصلية للمحتاجين، والفقراء والمساكين والمعوزين واليتامى، واللقطاء وأصحاب العاهات وذوى الحاجات والأرامل، والشيوخ والعجزة والمشردين والمهجرين والمنكوبين والمكروبين.
وهذا يوثق العلاقات الاجتماعية، بين الناس على مستوى الأسرة، والعائلة والقرية والمدينة والدولة وعلى مستوى الأمة الإسلامية، وبذلك يتحقق المجتمع المتكافل الفاضل.
فالتعاون والتكافل في المجتمع له العديد من الآثار التي تعود على المجتمع، بالإيجابيات والخيروقوة المجتمع، واستحالة تفككه وانهياره حيث يحس الإنسان بأخيه الإنسان.
فالغني يعطي الفقير وتقضى الحوائج دون الشعور بالذل والإهانة، حيث يعتبر التعاون فعلاً جماعياً يشمل العديد من الأشخاص، وتوفير الوقت وتنظيمه، وتوفير الجهد والنجاح والتفوق وتوطيد المحبة والمشاعر الجميلة في النفوس.
ونيل رضا الله سبحانه وتعالى وبالتالي الشعور بالراحة النفسية، والسعادة والطمأنينة، وتخفيف الأعباء والظلم عن الناس، المستضعفين والمظلومين.
وإتقان العمل وتصليح التالف من الأغراض للجيران، ومساعدة الآخرين سواء كانوا أقرباء أم جيران بالمال، عند تعرضهم لمشكلات مادية كبيرة وقضاء الديون عن الناس المحتاجين دون علمهم.
ومساعدة الطلاب الضعفاء على التعلم في المواد الدراسية لتحسين أدائهم المدرسي، وذلك بمساعدة الأشخاص المختصين والأساتذة وزيارة المرضى وقضاء حوائجهم والوقوف معهم حتى يتمكنوا من الشفاء والتمتع بالصحة من جديد ومساعدة كبار السن .
يعد التكافل الإجتماعى مظهر من مظاهر التعاون، والتنسيق بين أفراد المجتمع لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية ،وفيه تحقيق لبعض صور التكافل الاجتماعي وتعزيز لقيمة التعاون بين أفراد المجتمع.
ومن مظاهره تقديم العون والمساعدة للفئات الاجتماعية، الأكثر هشاشة في مثل هذه الظروف بالتضامن والقيم الإنسانية النبيلة، وحسن التدبير، والاحتياطات الاحترازية والوقائية، في مختلف مراحل تطور (فيروس كورونا)، وفي ظل هذه الظروف الصعبة والاستثنائية..
ولا ننسى حملات التضامن التي أعلن عنها عدد من الشباب، لمواجهة تداعيات فيروس « كورونا » خصوصا بعد قرار إغلاق المطاعم والمقاهي، والأماكن الرياضية والترفيهية.
شباب يوزعون منتوجات غذائية، على أُسر أحيائهم الفقيرة، وأهل الخير يتكلفون بمساعدات مالية، لفائدة مواطنين آخرين فقدوا عملهم.تضامن انخرط فيه الجميع لم يقتصر على فئة دون أخرى.
التكافل الاجتماعي دين الإنسانية ،والمساواة والعدل والرأفة والرحمة، والتكافل راسخة من خلال مستويات عدة تؤكد على حتمية وجود هذه القيمة الحضارية بين طوائف الأمة..
وكل فرد لديه الشعور بالمسؤولية الجماعية ،وتربيه على أن يحيا في المجتمع بنوع من المشاركة العملية حتى تزيل وتخف حدة غرائز الأنانية والفردية، وليكون المجتمع كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.
أن وباء كورونا جعل المجتمع متضامنا ومتآزرا ،أكثر من أي وقت مضى مما يجعلنا واعون بإمكانية بناء مستقبل البلاد بطريقة مغايرة وصحيحة أكثر عدلا.
إنها لحظة تاريخية من قيم التضامن، وعلينا أن نستحضر المصلحة العامة ومصلحة الوطن وجعلها فوق كل الاعتبارات. فبالالتزام بالتدابير الصحية وبالتضامن المجتمعي والإنسانى يمكن الانتصار في مواجهة جائحة كورونا.
وبمقدار ما يتم تعزيز هذه القيمة بقدر ما يحقق المجتمع، وحدته وتماسكه وقوته لمواجهة هذه الظروف الصعبة، فالإنسان بمفرده لا يستطيع مجابهة أي خطر دون وجود من يسانده ويدعمه.
وحب عمل الخير للآخرين من أهم العوامل التي تؤكد على ثبات واكتمال الإيمان في القلوب، والتمتع بمكاسب عديدة من بينها الفوز بمحبة الآخرين ،ومودتهم واحترامهم.
والحد من انتشار الخلافات والمشكلات بين أبناء المجتمع، مما يضمن سعادة ابنائه وتقدم المجتمع ورقيه ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى كل خير.
التعليقات