السلوك والأخلاق لهما أثر كبير في الحياة وعلى العاقل أن يختار صديقه ذات السلوك الحسن والسمعة الطيبة، فإن السلوك المستقيم والحسن يؤثر فيمن يخالط صاحب هذا السلوك والسلوك السيئ أيضا.
وأن صديق السوء يقترب من الصديق السوي إما طمعاً في مادياته أو غيرة منه أو أنه يريد أن يجعل منه فاشلا مثله فيعلمه السرقة والانحراف الأخلاقي والسلوكي.
وأكدت دراسة صادرة عن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن أغلبية القضايا التي يتورط فيها أحداث يرجع السبب فيها إلى رفقاء السوء وخاصة ما يتعلق منها بقضايا المخدرات حيث إن رفيق السوء هو العامل رقم واحد في الإدمان، حيث أشارت الدراسة إلى أن أكثر من 60% من المتورطين في قضايا التعاطي خاصة الجرعة الأولى من المخدرات كان أصدقاء السوء السبب وراء تورطهم فيها إلى جانب دور صديق السوء في تورط اكثر من 70% من المضبوطين في جرائم السرقات وإن 90% من جرائم الأحداث وراءها رفيق السوء والصحبة غير السوية.
فجرائم الأحداث تزداد سنوياً وفي فترة الصيف بنسبة 31% بسبب رفقاء السوء والشللية وأوقات الفراغ وتتنوع الجرائم بين السرقات والقيام بأفعال فاضحة سواء كانت لفظية أو حركية أو غيرها من التورط في جرائم أخرى مثل تعاطي المخدرات أو المشاجرات التي لا تحمد عقباها
وأنه من واقع ملفات القضايا والتي يتورط فيها على الأخص المراهقين يتبين أن رفيق السوء كان الدافع للتورط في العديد من تلك القضايا بما يضاعف من دور أولياء الأمور في توعية أبنائهم بالابتعاد عن أي رفيق سوء وفي حالة ملاحظة أي تغيير في سلوك الأبن لابد من التحرك الفوري والوقوف على سلوكيات من يصادقه وإبعاده على الفور عنه إذا لم يكن جيداً مع ضرورة تنشئة الأطفال على مصادقة الأفضل سلوكياً والأبتعاد عن التورط في أي جرم.
إن حماية الأبناء من السلوكيات الخطرة مسؤولية عظيمة جدا تقع على عاتق المربين وإن من أهم الأخطار التي تهدد حياة أبنائنا النفسية والجسدية في سن المراهقة خطر الوقوع في أصدقاء السوء.
لذلك لابد للأبوين من الأنتباه لهذه القضية التي باتت تهدد كثيرا من فلذات أكبادنا ولا بد من تحصين الأبناء قبل وقوع الفأس في الرأس كما يقال وحينها لا يجدي علاج ولا ندم.
وأن حسن اختيار الصديق يقوم أساسا على مقياس الصلاح والتقوى فى الصديق المراد اختيار صداقته فقبل أن يختار الرجل صديقه فعليه أن ينظر إلى سلوك صديقه فى الحياة وأن ينظر إلى سمعته وما يقوله عنه جيرانه، أن حركة الإنسان فى الحياة هي الدليل العملي على استقامته أو اعوجاجه .
والدين حرص على أن تكون الأسر مترابطة ووضع الأسس والقواعد التي يقوم عليها بناء الأسر .وعلى الصديق أن يختار صديقه على أساس من مكارم الأخلاق والدين ويكون هذا بعد بحث وتأمل وتعرف عليه وعلى أفراد أسرته .وبهذا يتم الاختيار على أسس وقواعد صحيحة.
وعلى الآباء والأمهات يتوجب عليهم التعامل مع أبنائهم بصورة تربوية سليمة منذ لحظة الولادة من أجل حفظ نفسياتهم وعقولهم في المستقبل لأن التأخر في التعامل السليم مع الطفل إلى سنوات متأخرة يؤدي إلى انحرافات خطيرة فيما بعد خاصة إذا عرفنا أن نتيجة الدراسات التربوية تؤكد أن شخصية الإنسان تتكون وتتشكل في السنوات الست الأولى من عمره.
وهناك مجموعة من الطرق التي يمكن للأبوين أن يحفظا بها أولادهم من خطر الوقوع من أصدقاء السوء منها توفير الحب والحنان والطمأنينة للأبناء في الأسرة عبر الكلمات الرقيقة الطيبة والثناء المعتدل والتحفيز اللفظي والمادي والدعاء.
وتنمية الإيمان في نفوس الناشئة عبر تعويدهم على الصلاة ومكارم الأخلاق ومراقبة الله تعالى والخوف منه، فذلك ينمي لديهم ضميرا حيا يأنف من الرذائل وتحذير الأبناء من رفقاء السوء ومن أخطارهم وذلك عبر الحوار معهم ومناقشتهم وإشراكهم في الفعاليات المتعلقة بهذا الجانب فنحرص على أن يصاحب أبناؤنا الأشخاص المنضبطين ونحذرهم من مصاحبة المشاغبين والمنحرفين وعلينا أن نعرف من يصاحب أبناؤنا وبناتنا وعلينا أن نسألهم بشكل مستمر عن أصدقائهم وأخلاقهم.
إن كثيرا من المدمنين وقعوا في الإدمان بسبب أصدقاء السوء الذين كانوا يزينون لهم الشر ويشجعونهم عليه، ولابد وضع ضوابط منزلية متزنة مثل تحديد أوقات الخروج من المنزل والعودة إليه والإخبار عن الجهة التي يخرج إليها الأبن ومع من يخرج والأستماع للأبناء والحوار معهم والوقوف على همومهم وتطلعاتهم بدون عنف أو قهر. فكم من مشكلة كانت تتفاقم لدى الأبن والأب والأم بعيدان عنها ولا يعرفان عنها فاحتاج الأبن إلى علاجها فبحث عن ذلك في الخارج فلم يجد إلا الأشرار الذين يبحثون عن ضحايا تعاني من مشكلات ليسهل السيطرة عليها.
أن من أسباب التفكك الأسرى الموجود فى بيوتنا أساسه الأول نسيان الناس الحق الواجب عليهم تجاه الآخرين فقد ينسي الرجل حق زوجته عليه وما يجب لها تجاهه . فتنشأ الخلافات الزوجية وتتأزم الأمور وتصل هذه الخلافات إلى حد الفرقة بين الزوجين فتتشتت الأسرة ويتشرد الأبناء حيث يترك الآباء أبناؤهم دون رقابة جدية فيتأثرون برفقاء السوء ولهذا فإنه يجب وضع الرقابة على الأبناء خصوصا فى سن المراهقة .وعلى الآباء أن يهتموا بأصدقاء أولادهم ذكورا وإناثا ليروا ما هم عليه حتى لا يقع الأولاد فريسة لأزمات نفسية . وأن يكونوا رقباء على تصرفاتهم ولا يضحوا بهم من أجل المال أو الخلافات الزوجية .
وأهمية دور الأسرة فى تربية أبنائها التربية الإسلامية الصحيحة منذ الصغر وعلى الآباء أن يشرفوا على تربية أبنائهم ويجب على الآباء والأمهات أن يلتزموا بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن وعلى الأم العاملة أن تحاول قدر جهدها رعاية أولادها وتوجيههم الوجهة الصحيحة وعلى قدر جهاد الأم فى سبيل تربية أبنائهم التربية السليمة يكون الأبناء صالحين.
فإن السلوك المستقيم والحسن يؤثر فيمن يخالط صاحب هذا السلوك والسلوك السيئ أيضا، فالأستقامة سلوك تربوي سليم يأخذ بيد الأبناء فى حركة الحياة إلى النجاة والسعادة .وأن الدين يدعو إلى ترابط الأسرة وهذا ما كنا نراه فى الأسرة قديما حيث كانت مترابطة ومتعاونة فرفقاء السوء عادة ما تكون لهم سوابق اجتماعية تتمثل في تجارب صداقة فاشلة نتيجة لسلوكياتهم.
التعليقات