واقع عصرنا اليوم يتطلب دفع الكثير من المصروفات فى بداية كل شهر الإيجار وفواتير الكهرباء والهاتف والماء وغيرها.. ولسان حالنا يقول بأنها مشكلة أول كل شهر فما يلبث الراتب الشهري أن يصل حتى يصرف أكثره لسداد الفواتير وغيرها من مصروفات وغيرها من مصروفات حياتنا اليومية من مأكل وملبس وأثاث وكماليات.
والعاقل اللبيب من يخطط ويقيم وضع معيشته ويصرف من مرتبه بقدر حاجته فالوسطية فى الإنفاق مطلب مرغوب والاقتصاد فى المعيشة أمر مطلوب فلنا صرف أموالنا فيما نحتاج إليه بقدر حاجتنا له وعلينا الاقتصاد فى الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها ونوجه بذلك المال لحاجتنا لا لما نشتهيه ونهواه.
فالبيت السعيد هو البيت القائم على التفاهم والتنظيم والتخطيط الجيد فالزوجة المسرفة تكون أكثر خطورة وتكون مثل السوس تنخر فى عظام الأسرة بتصرفاتها الهوجاء وعدم قدرتها على إدارة المنزل وكل الذي يهمها إشباع رغبتها فقط ويبدو سوء تصرفاتها واضحا حينما لا تدرك حقيقة ميزانية بيتها وكل الذي يهمها إشباع رغبتها فى الإسراف.
إذن لابد أن يكون هناك اعتدال وتوازن وتقدير لميزانية البيت وعلى الإنسان أن يكون وسطا، فالتبذير والإسراف له آثارا خطيرة وأبعادا جسيمة.
فهناك دائما أولويات الأكل وهو أكثر بند يستنزف ميزانية الأسرة ثم مصاريف المدارس والأولاد وفى النهاية نجد أن أى مبلغ أضافي طارئ عن الاحتياجات الأساسية يمكن أن يعيد حسابات ميزانية الأسرة.
فالعشوائية هي أن يتصرف أفراد الأسرة بشكل غير مخطط له مسبقاً في عملية الإنفاق مما قد يؤدي إلى استهلاك معظم الدخل في أمور غير ضرورية أو صرف الجزء الأكبر في بند (مثل الترفيه أو العلاقات الاجتماعية أو الطعام ) على حساب الجوانب الأخرى (كالفواتير أو الملابس أو الحالات الطارئة) مما يؤدي للاقتراض أو تأجيل فواتير مستحقة مما يراكم الديون أو يؤدي إلى سد حاجات فرد على حساب الآخرين.
فالسلبية فهي تخلي أفراد الأسرة عن المشاركة في التخطيط وإدارة الميزانية فقد يسلم الزوج نهاية الشهر كامل الدخل (أو ما يسمى بالراتب الشهري) الأمر الذي يضع الزوجة أو الشخص المسئول عن إدارة الموازنة تحت ضغط شديد وشعور شديد بالإحباط ناتج عن الفشل في تلبية حاجات وتوقعات أفراد الأسرة بالإضافة إلى التذمر والخلافات والصراعات بين أعضاء الأسرة وربما يصبح هذا الشخص أكثر عرضة للمعاناة من الأمراض النفسية والجسدية.
ويجب أن يتم إشراك أفراد الأسرة جميعهم في وضع الميزانية وذلك ليشارك كل عضو منهم في تحمل المسؤولية وترتيب بنود الميزانية حسب أهميتها وأن يراجع أعضاء الأسرة المصرفات الشهرية حيث يتم التخلي عن بعض الأشياء التي لا يوجد لها أهمية.
وأنصح كل زوجين أن يعدا ميزانية الأسرة بدقة متناهية وبدراسة واعية وأهم شئ إلا تكون النفقات أكبر من الموارد والدخل كي لا تختل الميزانية ولابد أن يعلم الزوجان أهمية المال وضرورة إنفاقه فى المفيد المهم بعيدا عن كل مظاهر البخل والإسراف حتى ينعم الزوجان بحياة زوجية هانئة.
التعليقات