معا نفتح سويا صفحة من صفحات التاريخ المصري الحديث من خلال هذه المادة التسجيلية التي توثق تظاهرات مليونيه اجتاحت المدن الكبرى بمصر عام 1951 عقب الغاء النحاس باشا لاتفاقية 1936 وما ترتب عنها من بنود مجحفة كانت ترسخ للسيادة البريطانية على الأراضي المصرية وهى ما استندت اليه بريطانيا في تسخير أجواء وموانئ وطرق مصر ومواردها لدعم جبهتها اثناء الحرب العالمية الثانية والتي طالت شظاياها وسعيرها ليس فقط الاقتصاد المصري المنهك بل وصلت الى حد إغارة المقاتلات الألمانية على مدينة الإسكندرية بعد سيطرتهم على الجبهة الغربية بالكامل حتى اصبحت الإسكندرية قاب قوسين أو ادنى من ان ترتفع فوقها راية النازية عام 1942.
ولقد كانت خطوة النحاس باشا بإلغاء اتفاقية عام 1936 والتي كان قد وقعها بنفسه سابقا ترسيخا لواقعا جديدا رفضته بريطانيا لتبدأ ضربات الفدائيين ضد الوجود الإنجليزي في القناة وهو ماردت عليه بريطانيا بالقوة الغاشمة وهو دفع المصريين الى الخروج في مثل هذه الحشود ضد الاحتلال البريطاني والمطالبة بالاستقلال الفعلي الغير منقوص.
وقد استمرت هذه الحركات الاحتجاجية بالتوازي مع الأعمال الفدائية بالإضافة لانسحاب جماعي للعمال المصريين العاملين في معسكرات الإنجليز حتى جاء يناير من عام 1951 لترتكب قوات الاحتلال الإنجليزي مذبحة الإسماعيلية الشهيرة في 25 يناير حين حاصرت قسم شرطة الإسماعيلية وطالبت مأمور القسم بتسليم السلاح والاستسلام وهو ما رفضه المأمور بعد التواصل مع وزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين والذي أمرهم بالمقاومة والاستبسال فوقعت معركة الإسماعلية الغير متكافئة بين قوات بريطانية تشتمل على اسلحة ثقيلة وبين جنود وضباط شرطة في قسم شرطة متهالك معظم السلاح به عبارة عن بنادق عتيقة لم يتم تحديثها منذ ثورة عرابي قبل 70 عام .
وقد اسفرت الجريمة البريطانية عن استشهاد 56 شرطيا واصابة العشرات وتدمير مبنى قسم الشرطة والمحافظة بالكامل كما أكمل الإنجليز جريمتهم بمهاجمة عدد من القرى المحيطة بالإسماعيلية وتدمير مساكنها وتجريف حقولها بسبب لجوء بعض الفدائيين اليها.
ولم تكد مصر تستفيق من هذه الأحداث حتى اصبحت في اليوم التالي على كارثة حريق القاهرة والذي تزامن مع احتفال الملك فاروق بمولد ولي العهد الأمير أحمد فؤاد .. ومن هذا التاريخ دخلت مصر في مرحلة لم تشهدها من قبل من حالة التخبط السياسي حتى بلغ عدد الحكومات التي تم تغيرها في ال6 اشهر التالية 6 وزارات لم يدوم بعضها لأيام ... وكانت هذه الأحداث المتلاحقة تنبئ بشيء ما تخبئه الاقدار انها ثورة 23 يوليو 1952.
لمشاهدة الفيديو اضعط هنــا
التعليقات