عندما يتحدث .. العالم القادم!
هناك من يحرك الكون على الأرض...
بل هناك من هو ال "محرك " لهذا الكون ..
ولذا أعتبر
-و بشكل شخصى-
أن السياسى الداهيه العتيق "هنرى كيسنجر"
ان لم يكن هو أحد المحركين ..
فهو مرشح من الدرجة الأولى ليكون هو
المحرك الاساسى للكون على الأرض!
وهذا لو رجعنا للتاريخ ..
خاصة ل 96 عاما التي مضت من عمر كيسنجر ..
لوجدنا ان كل مانطق به هذا الثعلب الخبير ..
ان مؤكدا ونافذا
وكأنه يأمر العالم فيطاع!!
واصبح ظهور "كيسنجر "
في كل مراحل العالم الفاصله الماضيه
بمثابة وضع النقاط على حروف المستقبل القادم..
وهاهو الان ..
ومع جائحة كرونا يظهر من جديد
ومن الواضح
أن العالم سيسطر صفحة جديده .. لمستقبل جديد
لعالم قادم!
ولكن قبل أن انتقل الى ماذا قال" كيسنجر "في خروجه الأخير على صفحات جريدة " الوول ستريت جورنال"
أسمحوا لى أن أقتبس بعض مما قاله الأمين العام الحالي للأمم المتحده "أنطونيو جوتيريش"
الذى تمنى أن يصبح العالم أفضل مما كان عليه قبل الازمه الحاليه:
"من المؤكد أن عدد الحالات الجديده سيتصاعد ليصل الى الملايين ..
مايدفع النظم الصحيه الى نقطة الانهيار.. ..والاقتصاديات الى حالة من الهوس ..
والناس الى اليأس ..
مع تعرض الدول الافقر للقدر الأكبر من الضرر.."
وهنا ارجو تحليل التفاصيل التي اكدها "جوتيريش"
بشكل قاطع..
وأعود هنا لما قاله "هنرى كيسنجر" في حواره والتى
يستلفت فيها النظر
وصف كيسنجر للحظة الآنية العالمية
بأنها "سيريالية"
-وهي حركة فنية أدبية تعني بما هو "فوق الواقع"-
وما يتجاوز النظام أو المنطق
وهذا ما خلّفه كورونا بالفعل حول العالم من أدناها إلى أقصاها..
واسمحوا لى ان اقتطع النقاط الهامه من حواره وتلخيصها في سطور ..أؤكد فيها على رؤيتة الثاقبه المستقبله ..والتى أرى بل و ازعم انها ..تتحقق
او ستحقق..
"إن الفشل يمكن أن يحرق العالم"
"البيت الأبيض قام "بعمل قوى فى تجنب الكارثة الفورية"
"أن الحكومة بحاجة إلى العمل بكفاءة وبأسلوب مختلف للتغلب على المرض
ليس فقط لاستعادة ثقة الأمريكيين ولكن ثقة العالم"
"الان في بلد منقسم ..
تعد الحكومه الفعاله بعيدة النظر
ضروريه للتغلب على العقبات غير المسبوقه في الحجم والنطاق العالمى .."
"أن الحفاظ على ثقة الجمهور أمر حاسم للتضامن الاجتماعى
وعلاقة المجتمعات ببعضها البعض
وللسلام و الاستقرار الدوليين"
ويستطرد كيسنجر مؤكدا ..
"تتماسك الأمم وتزدهر عندما
يمكن أن تتنبا مؤسساتها بالكارثه
وتوقف تأثيرها وتستعيد الاستقرار"
ويتوقع كيسنجر..
"عندما تنتهى جائحه كوفيد 19
سيتم النظر الى مؤسسات العديد من البلدان على أنها قد فشلت "
"الحقيقه هي أن العالم لن يكون كما كان بعد الفيروس التاجى"
ويشير "كسينجر" أيضا..
"الجدال الان حول الماضى
يجعل من الصعب القيام بما يجب القيام به"
وشدد "كيسنجر "قائلا لفكرة النظام العالمى الجديد بعد الازمه محذرا
بالا تضعف جهود الازمه الحاليه
- مهما كانت ضخمه وضروريه -
المهمه العاجله المتمثله في أطلاق مشروع مواز
للانتقال الى نظام مابعد الفيروس التاجى...."
ويضيف "كيسنجر" موضحا..
" أن الاعتداء على صحة الانسان -على أمل –
سيكون مؤقتا..
الا أنه سينتج أضطرابات سياسيه وأقتصاديه
قد تستمر لاجيال......"
وأبدى وزير الخارجية الأمريكية الأسبق نظرة متشائمة حول الآثار المترتبة على تفشي الفيروس مشددا على انه
"لايمكن لاى دوله ولاحتى الولايات المتحده أن تتغلب على الفيروس في جهد وطنى محض"
مؤكدا ومحذرا على أنه
"يجب أن تقترن معالجة ضرورات اللحظه في نهاية المطاف برؤيه وبرنامج تعاونين عالميين
واذا لم نتمكن من القيام بالامرين معا
فسوف يواجه العالم ما هو أسوأ من تفشي فيروس كورونا!!!
ودعا كيسنجر إلى استخلاص الدروس
عبر تطوير خطة مارشال ومشروع مانهاتن
وعلى الولايات المتحدة الالتزام ببذل جهد كبير
في ثلاثة محاور
أولا :
دعم الجهود العالمية لمقاومة الأمراض المعدية ودعم البحوث العملية
مؤكدا الحاجة الماسة إلى تطوير تقنيات جديدة لمكافحة العدوى وتوفير اللقاحات المناسبة لأعداد كبيرة من السكان
وأن المدن والولايات والمناطق تحتاج باستمرار لحماية سكانها من الأوبئة وذلك من خلال التخزين والتخطيط الاستراتيجي...
ثانيا:
السعي إلى تضميد جراح الاقتصاد العالمي
مشيرا إلى أن قادة العالم تعلموا دروسا مهمة
من الأزمة المالية العالمية 2008
وأن الأزمة الاقتصادية الحالية تعتبر أكثر تعقيدا حيث إن تفشي فيروس كورونا السريع
أدى إلى الانكماش على مستوى العالم
بصورة لم يعرفها التاريخ من قبل.
وقال إنه لا بد من إيجاد برامج
تعمل على تحسين آثار الفوضى الوشيكة التي تهدد سكان العالم...!
ثالثاً :
حماية مبادئ النظام العالمي الليبرالي..
وأن الأسطورة التأسيسية للحكومة الحديثة
تقوم على أنها مدينة مسورة
يحميها حكام أقوياء
ربما يكونوا أحيانا صالحين وأحيانا مستبدين
ولكنها في كل الاحوال قوية دائما
بما يكفي لحماية الشعوب من أي عدو خارجي!!!
وأوضح "كيسنجر " معللا
أن مفكرو عصر (التنوير ..!)
أعادوا صياغة هذا المفهوم
بحجة أن الغرض من الدولة الشرعية هو
توفير الاحتياجات الأساسية للشعب
وهي الأمن ..والنظام.. والرفاهية الاقتصادية... والعدالة
ولايمكن للأفراد تأمين هذه الأشياء بأنفسهم ..
واشار إلى أن وباء كورونا أثار مفارقة تاريخية
بأن إحياء المدينة المسورة
جاء في عصر يعتمد فيه الازدهار على التجارة العالمية وحركة الناس...
و في خاتمة مقاله وصل كيسنجر
إلى أن ديمقراطيات العالم
تحتاج إلى الدفاع عن قيم ( التنوير ) والحفاظ عليها .. مؤكدا أن التراجع العالمي
عن موازنة السلطة مع الشرعية
سيؤدي إلى تفكك العقد الاجتماعي
محليا ودوليا...
ورغم ذلك
لا يمكن تسوية قضية الشرعية والقوة
في وقت واحد
مع محاولة التغلب على وباء كوفيد – 19
مؤكدا
أن ضبط النفس ضروري في جميع الجوانب سواء كانت في السياسة الداخلية أو الدبلوماسية الدولية حيث وجب تحديد الأولويات.... ".
وختم قوله قائلا:
الان
نحن نعيش فتره تاريخيه ...
فالتحدى التاريخى للقاده هو
إدارة الازمه... و بناء المستقبل ..
اما الفشل....
يمكن ان يحرق العالم....!
أظن انه من الأفضل ان اترك تلك النقاط أمامكم
دونما اى تعليق
وليحلق فكر كل قارىء منكم فيها
يستقرؤها ..يحللها
ويبحث من كان جديرا بالإسراع بتنفيذها
وينتظر الأشهر و السنوات القليله القادمه ليقارن
استقراء تلك السطور القليله
والتي ستخلق عالما جديدا ..
و...
للحديث بقيه
التعليقات